التنمية وفق سياسة العصا والجزرة.. بقلم/ إبراهيم محمد الهمداني
من أجلِ ضمانِ استمرار تكريس الخداع، وجعل أثره أكثر عمقا، أوعزت الإمبريالية الأمريكية إلى أبواقها الإعلامية، بتجميل قبح صورتها الاستعمارية، وتبرير تدخلها لاحتلال مختلف البلدان، تحت عناوين التنمية، ومحاربة الإرهاب، ومساعدة الأنظمة في مواجهة التطرف الأصولي، والحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي، وغير ذلك من العناوين المزيَّفة، التي تصور التدخل الاستعماري خدمة إنسانية، وتجعل من العدوّ الصليبي/ اليهودي المستعمر صديقا، والأمريكي المتسلط مخلصا، يعمل تحت عنوان كبير من الشهامة والنبل، ومصطلحات واسعة وكثيرة، تخفي حقيقة المشروع الاستعماري الأمريكي، لتنطلي – بذلك – الخدعة الأمريكية على مختلف الشعوب، لتسير إلى حتفها بقدميها، وتضع عنقها تحت رحمة مقصلة المجرم الأمريكي، وهنا تحضر كلمات السيد القائد، لتكشف الران عن القلوب والعيون، وتفضح حقيقة أمريكا، حين توظف تلك العناوين والمصطلحات، قائلاً: “أمريكا وتوظيف العناوين والمصطلحات أَيْـضاً توظيف عناوين ومصطلحات تشتغل من خلالها أمريكا، وتحرص على أن تكون غير مستفِزَّة، فأتى مثلاً: عنوان التحرير في عملية الاحتلال للعراق، مثل ما هو اليوم عنوان في الهجوم على بلدنا في اليمن: عنوان التحرير، عنوان مثلاً: الديموقراطية، عناوين حقوق الإنسان، عنوان مكافحة الإرهاب، عنوان الحرية… مجموعة من العناوين والمصطلحات تحَرّكت أمريكا تحتها، أبرزها عنوان مكافحة الإرهاب، وركَّزوا على توظيف هذه العناوين والتحَرّك من خلالها، وهذه طريقة أرادوا من خلالها ألَّا يستفزوا الأُمَّــة، لو أتى توجّـههم نحو المنطقة واحتلالهم لهذه البلدان تحت عنوان صريح وواضح، أنه [يا أيها الأُمَّــة الإسلامية، يا أيتها المنطقة العربية: نحن آتون لاحتلال أرضكم، والسيطرة عليكم، ومصادرة ثرواتكم ومقدراتكم، والاستهداف لكم في دينكم، وفي عرضكم، وفي أرضكم، ومصادرة حريتكم واستقلالكم]، هذه عناوين مستفزة، يمكن أن تسهم هي -بحد ذاتها- في استنفار الأُمَّــة للتحَرّك المضاد والمواجهة لهذه الهجمة”. (السيد القائد – خطابات المناسبات – ذكرى الشهيد – ١٤٣٩هـ).
وما تلك الاستراتيجية الإعلامية الإمبريالية، إلا إحدى مظاهر الفلسفة الذرائعية، والمنهجية النفعية المادية المحضة، المنطلقة من مبدأ الغاية تبرّر الوسيلة، وفقا لمقتضيات مصالح ورؤى الهيمنة الاستعمارية، وهنا نتساءل: هل استباحة أمريكا لبلداننا باسم محاربة الإرهاب، يمكن أن يصنف في خانة الخدمات الإنسانية؟!!، ليتولى الشهيدُ القائدُ الإجَابَةَ نيابةً عنا بقوله: “عندما أقول لك عن وجود الأمريكيين: هم دخلوا عسكر ومعهم أسلحة ودخلوا بقطع من الأسلحة إلى اليمن، هم ماذا يريدون أن يعملوا؟ هم يشكلون خطورة على اليمن فتقول لي: لا.. هم جاءوا؛ مِن أجلِ أن يحاربوا الإرهاب ويساعدوا الدولة اليمنية في محاربة الإرهاب. ألست هنا تقبل كلام اليهود أكثر مما تقبل كلامي، وأنت تسمع أنهم دخلوا بشكل عساكر ومعهم أسلحة وسفن حربيه قريبة من الساحل، أهكذا يعمل الناس الذين يقدمون خدمة؟ وهل تَعَوَّد الأمريكيون على أن يقدموا خدمة لأي أحد من الناس؟!. إذَا كانوا يريدون أن يقدموا خدمة لماذا لا يقدمون خدمة للفلسطينيين يفكون عنهم هذا الظلم الرهيب الذي تمارسه إسرائيل ضدهم؟ لماذا لا نقول هكذا لأنفسنا؟ أنتم أيها الأمريكيون تريدون أن تقدموا لنا خدمة مما يدلنا على أنكم كاذبون أنكم لو كنتم تريدون أن تقدموا خدمة لأحد لقدمتم خدمة للفلسطينيين المساكين الذين يُذبحون كُـلّ يوم على أيدي الإسرائيليين وتدمّـر بيوتهم وتدمّـر مزارعهم، أَو أنهم يحبون اليمنيين أكثر؟ هم يحبوننا أكثر؟ هم -فعلاً- سيعملون على أن يقدموا لنا خدمة؟ وأنه أزعجهم جِـدًّا أن هناك ثلاثة إرهابيين، أزعجهم جِـدًّا هذا؛ لأَنَّ الرئيس قال: (ونحن عانينا من الإرهاب). قالوا: ابشر بنا نحن سنأتي لنساعدك على أَسَاس أن لا تعاني لا أنت ولا الأحباب في اليمن، نحن نحبكم”. (الشهيد القائد – متفرقات – لا عذر للجميع أمام الله).