الرقابةُ الإلهية وصالحُ الأعمال.. بقلم/ محمد الضوراني
عندما نتحَرّك ونحن نعي أهميّة أن نتحَرّك لله وفي سبيل الله، ونحتسب أجر العمل من الله عز وجل وأن يكون تحَرّكنا من واقع استشعارنا للمسؤولية أمام الله، الله الذي من لا بُـدَّ أن نخاف منه إن قصرنا أَو فرطنا في القيام بالمسؤوليات الذي حملنا الله إياها ولكي ننال توفيق الله لنا في واقعنا الجهادي والعملي.
لا بُـدَّ أن نتحَرّك في القيام بالأعمال والواجبات في إقامة دين الله وفي تحقيق الخير والصلاح في هذه الحياة لكي نكون من الذين يقيمون القصد لا بُـدَّ أن نتحَرّك ونحن نعي ونستشعر ونفهم أن الله هو الرقيب علينا هو من سوف يحاسبنا إن قصرنا وإن فرطنا وإن تجاوزنا حدود الله، إن عبثنا بما حملنا الله من مقدرات هي ليست ملكاً شخصياً لي أنا أَو ملكاً لمجموعة، هي ملك لله سخرها لهذه الأُمَّــة جميعاً وما نحن فقط إلَّا سبب في الحفاظ عليها ورعايتها لتحقيق الخير لهذه الأُمَّــة ولتحقيق النهضة الحقيقية التي تمكّنا من القيام بدورنا الذي هو علينا في هذه الحياة ولنكون كما أراد الله أُمَّـة تمتلك القدرات والطاقات والإمْكَانيات وفق منهج الله وتوجيهات الله.
عندما نهمل أَو لا نبالي لهذه الرقابة نصبح أُمَّـة تعيش حالة الضياع النفسي والضياع في كُـلّ المجالات، لا تستطيع أن تحقّق أية تنمية أَو أن تنهض في مواجهه الأعداء من موقع قوة، لن يتمكّن أعداء الله من الإضرار بها أَو السيطرة عليها اقتصاديًّا أَو عسكريًّا أَو في كُـلّ المجالات وهي تعي واجباتها أمام الله وتعي رقابة الله عليها، هذه الرقابة لا يمكن أن يساويها شيء من الرقابة في هذه الدنيا، قد يتجاوز عنك الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، قد تغالط وتفلت من العقاب لعدة أسباب؛ لأَنَّك تمتلك ربما العلاقات الشخصية أَو الوساطات أَو اللف والدوران والاحتيال وتخرج منها بدون حساب وتعتقد بأنك قد ضللت العدالة وأنك ذكي وأنك قوي وتنفخ شخصيتك، ولَكن أمام الله لن يتحقّق لك شيء ولن تستطيع أن تهرب من مصيرك المحتوم مصير أبدي ومستقبلك القادم والأكيد والحقيقي الذي لا يمكن أن يكون من الافتراضات أَو النظريات أَو غيرها، سوف تحاسب وحسابك هو الحق والعدل الإلهي، لذلك أنت عندما تعي أهميّة أن تستشعر رقابة الله عليك في تحَرّكك في عملك في جهادك في صدق مواقفك في إيمَـانك لله وفي سبيل الله فأنت تؤمن نفسك من ذلك اليوم العظيم وتؤمن مستقبلك الحقيقي عند الله، من يعتقد أنه إذَا احتال أَو نافق أَو… إلخ، أنه أمن مستقبله ومستقبل أولاده واشترى له أرضية ضخمة وبيت جميل وسيارة وحصل على المال والمنصب وأنه ما وصل إليها الا لأَنَّه ذكي وفهلوي والمسؤول الفلاني أصبح صاحبه والثاني راضٍ عنه و”يجزّع” نفسه مع الكل ويرضي الكل ويسكت الكل ويجزّع أموره مع الكل ويتماشى مع هؤلاء في حق أَو باطل ويستخدم الحيل من أوراق ومذكرات وغيرها.
يتحَرّك وهو لا يقدم شيئاً لهذه الأُمَّــة ليحقّق لها الخير والرفعة والتنمية والاكتفاء الذاتي لا شيء من ذلك، ما يحرص عليه وفي باله وتفكيره بشكل شامل وكامل هو كيف أحصل على مصلحتي أنا فقط ومصلحتي في مستقبلي أنا فقط، هذا الشخص وأمثال هذا لا يمكن أن يحقّقوا شيئاً للأُمَّـة وهم سبب في فشل الأعمال وتجميد هذه الأُمَّــة عن أن يكون لها موقف في مواجهة أعداء الله، أمثال هؤلاء هم عبيد للشيطان هم من أغبى الناس، لو نتذكر كم قد رحلت من أمم وأين هم اليوم وماذا ينتظرون، أليس هذا التذكير سوف يعيد هؤلاء لصوابهم ويعقلون؟ أليس الله قد بين لهم كُـلّ شيء وحذرهم من كُـلّ أسباب السقوط وما هي الخسارة التي لا بُـدَّ أن نتذكرها جميعاً؟ هي خسارة الظالمين يوم القيامة هم الخاسرون حقا، لذلك عندما نتحَرّك ونحن نستشعر رقابة الله نحن نحصن أنفسنا وبشكل دائم من السقوط وأسباب السقوط والخسارة، نحصن أنفسنا من مصير شديد على كُـلّ شخص لا يبالي ولا يهتم ولا يريد أن يهتم، لكل شخص في موقع المسؤولية ونسي الله ونسي رقابته الدائمة عليه وعلى أعماله وتصرفاته التي أثرت على الأُمَّــة ومكنت أعداء الأُمَّــة من السيطرة عليها.
لذلك ونحن في مسيرة الجهاد ونتحَرّك بمنهج الله وهدى الله وتعلمنا الثقافة القرآنية من أعلام الهدى من آل البيت الصادقين المتقين لا بُـدَّ أن نحافظ على هذه النفسية وعلى أن تستمر مهما وصل الإنسان المؤمن في مواقع المسؤولية لا يمكن أن يبيع دينه بالدنيا ولو يقدم له كُـلّ شيء ولو تعرض عليه كُـلّ شيء، لا يمكن أن يتغير عن خط الله وتوجيهات الله مهما كان.
أمثال هؤلاء هم من يحقّقون للأُمَّـة رفعتها ومكانتها وترتقي في كُـلّ المجالات وهم من يربحون رعاية الله لهم وتوفيقه لهم ولأعمالهم، نتحَرّك مع الله ونستشعر رقابة الله وهو كفيل بأن يعيننا ويرعانا ويحمينا وينصرنا ويجعل للأعمال ثمرتها الحقيقية والدائمة.