ناتو المهزومين.. بقلم /فهد شاكر أبو رأس
هزائمُ كثيرةٌ ومتكرّرةٌ تلك التي يتلقاها محورُ الشر الأمريكي الإسرائيلي كُـلَّ يوم في المنطقة، وعلى إثرها، ثَمَّةَ حديثٌ قديمٌ يعود إلى الواجهة وبحلة جديدة وترويج مبالَغٍ فيه عن حلف “ناتو عربي إسرائيلي”، بدعم أممي ورعاية أمريكية.
يهدفُ هذا الحلفُ إلى توفير الحماية لكيان العدوّ الإسرائيلي دون غيره، وأما من انخرط في حلفه من الأنظمة العربية، فلن تكسب من تحالفها مع العدوّ بقدر ما ستدفع، ولن تكون في الحلف بأكثرَ من مُجَـرّد دروعٍ لصَدِّ المخاطر والتهديدات التي باتت تُنذِرُ بزوال الكيان الإسرائيلي الغاصب لأرضنا ومقدساتنا.
إن كُـلَّ هذه المبالغة المشتركة بين كيان العدوّ وأدواته في المنطقة في الترويج لحلفهم الموعود، تتناقض إلى حَــدٍّ كبير مع الواقع، وتكشفُ عن مدى شعور العدوّ الإسرائيلي بالضعفِ وعدمِ ثقته بنفسه، لولا تحالفاتُه المشبوهة تلك وعلاقاته غير الشرعية مع بعض الأنظمة العربية الخائنة والعميلة.
إنْ تم هذا التحالف فعلاً، فلن يكونَ أكثرَ من تحالفٍ للمهزومين، ومصيرُه الهزيمةُ والفشلُ لا مَحالة، وكما هُزم في ساحات متعددة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق في الماضي فلن يكون حالُه أفضلَ في المستقبل، وهذا ما تؤكّـدُه الوقائعُ، واعترف به قادة العدوّ.
لهذا فنحنُ لن نتوانى عن المضي قُدُماً قُدُماً على طريق الحُرية والاستقلال، وكلنا أملٌ بعون الله ونصره وتأييدِه لعباده المؤمنين.
وما المرحلةُ القادمةُ بكل ما فيها من أحداثٍ ومتغيراتٍ إلا مرحلة مفصلية لتمايُزِ الصفوف في عالمنا الإسلامي، فَإِمَّا مؤمنون صريحون أَو منافقون صَريحون.