حربُ المنظمات اللا أخلاقية..بقلم/ احترام المُشرّف
إذا كانت جرائم الخطف والاغتصاب ظاهرة بشاعتها مستنكرة من كُـلّ ذي عقل سليم ودين قويم، فَـإنَّ الجرائم الأُخرى في حق الفتيات باستقطابهن بطريقة ملتوية يعتبر أشدّ خطراً وأقوى فتكاً، فهي جريمة مستترة لا ينتبه لها المجتمع ولا تشعر بها الضحية نفسها وهذا هو الخطر الحقيقي.
ونحن في اليمن ومن البداية حدّدنا عدونا وأعلناها صريحة بأن عدونا هو أمريكا وإسرائيل، وبالتالي لا بُـدَّ لنا أن نكون حذرين يقظين لما قد يحيكه عدونا، وعدونا معروف منذ الأزل بأنهم وهم اليهود لديهم قدرة كبيرة على المكر والخديعة ولديهم الصبر على انتظار النتائج لحيلهم، ومن هنا كان تركيزهم في اليمن على النساء وخُصُوصاً من بعد العدوان وذلك لما رأوه في الرجل اليمنى من شجاعة وإقدام وبطولات عز لها نظير، فكانت خطتهم هي نخر المجتمع من الجانب الآخر وهو النساء وَإذَا تم نخر المجتمع من هذا الجانب فقد نُخر من الداخل من البيت من أَسَاس المجتمع وهي المرأة التي تسمى نصف المجتمع، وَإذَا ما أردنا الحقيقة فهي كُـلّ المجتمع هي النصف وهي من تربي النصف الآخر وَإذَا هدم المربي وهدمت الأم والأخت والبنت والزوجة أخلاقياً فقد هدم الرجل وَإذَا هدم الرجل فقد هدم المجتمع بأكمله وَإذَا زعزعت جبهة الرجل الداخلية وهي البيت فَـإنَّ هزيمته في الجبهات الخارجية مدنية كانت أَو عسكرية ستلحق به لا محالة.
أعداؤنا يعملون على هدم القيم والأخلاق في المجتمع اليمني تدريجيًّا والحرب الماسونية علينا متوجّـهة بقوة وعلينا الحذر والاستعداد والتوعية للنساء والفتيات بشكل خاص، ومع ثورة الاتصالات ووسائل التواصل المتعددة فَـإنَّ الوصول إلى النساء أصبح سهلاً وميسراً، لذلك يجب التوعية والإرشاد بأن هناك استهدافاً ممنهجاً ومدروساً على النساء بشتى الطرق تارة بالاختطاف وتارة بالاغتصاب وتارات أُخرى بالاستقطاب عبر المنظمات اللاأخلاقية.
المنظمات التي أدخلت لنا قوارير الزيت وأخرجت قوارير البيت، المنظمات التي هدفها إفساد المرأة وأول إفسادها إخراجها من عباءة حيائها والتي تسعى في بث سمومها الخفية التي لا تشعر بها مستنشقتها إلا وقد تسربت إلى جهازها الوقائي ومناعتها الدينية، دون أن تدرك ذلك وتدريجيًّا تنسلخ الفتاة عن بيئتها وقيمها ودينها وتبدأ في الاعتراض على مبادئ وقيم تربت عليها ووصفها بأوصاف هم من أسموها لها والمقارنة بين هذا وذاك ولكن بعقليتهم التي عملوا على رسمها في عقول الضحايا.
ومن هنا أوجه صرخة من كُـلّ امرأة يمنية للجميع بالوقوف صفاً واحداً ضد من يريد انتهاك الحرمات وإنقاذ الشرف الذي يحاول المحتلّ الدخيل والمرتزِق العميل تدنسيه، صرخة من كُـلّ نساء اليمن في الشمال والجنوب ساعدونا كُـلّ من موقعه في تحصين حمانا أن لا يقربه أحد.
نداء لكل الفرقاء أمنعوهم أن يدخلوا النساء بصراعاتكم، انتبهوا فحرمة الشرف ممتدة من الثراء حتى تصل الثريا وتخترق الحجب لتصل إلى عرش العلي الأعلى.
فكل القوانين السماوية والوضعية تسن على عدم المساس بحرمة النساء، وعلى الجميع عمل جبهة توعوية بالجامعات والمعاهد والمدارس والمساجد لخطورة الحرب المتجهة إلى شريحة النساء وتكون التوعية للنساء والرجال فيد واحدة لا تصفق وكما كانت المرأة هي الظهر الحامي للمجاهدين بحفظ نفسها وبيتها وأولادها في غياب الرجال وانشغالهم، وبالتالي على الرجل أن يكون السد الذي يمنع عن المرأة المؤامرات التي تحاك عليها، عليهم الانتباه لحرب القوارير حتى لا تنكسر ويصبح زجاجها المكسور سلاحاً يجرح به الجميع.
(رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أنت مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). من سورة البقرة- آية (286).