المسؤولون وعهدُ الإمام علي لمالك الأشتر..بقلم/ محمد الضوراني
وصايا مهمةٌ قدّمها الإمام علي –عليه السلام- لمالك الأشتر منبعُها توجيهاتُ الله وأوامرُه لكل المؤمنين.
هذه النصائحُ أتت من رَجُلٍ تربى على يد الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-، الإمام علي الذي يهتمُّ بوضع الأُمَّــة وصلاحها وصلاح الحكم فيها والعدل فيها ولذلك قدم هذه الوصايا لمالك الأشتر ومن خلاله لكل المؤمنين في هذه الأُمَّــة وبالأخص من هم في مواقع المسؤولية، هؤلاء لا بُـدَّ أن يحرصوا كُـلَّ الحرص على أن يسيروا بهذه المنهجية لينالوا التوفيقَ في أعمالهم والصلاح في واقع الأُمَّــة وصلاح المجتمع.
نحن في شهر الخير شهر ذي الحجّـة، السيدُ القائدُ يلقي المحاضرات خلالَ العشر الأوائل من شهر ذي الحجّـة؛ لأَنَّها أَيَّـام مباركة وفضلُها كبيرٌ عند الله، لذلك يتحدث السيدُ فيها عن عهد الإمام علي لمالك الأشتر ولا بُـدَّ علينا جميعاً أن نستوعبَ هذه التوجيهات والتوصيات المهمة التي فيها التوفيق لنا والصلاحُ لواقعنا ولكي نسلَمَ من سخط الله وعذابه.
هذه المحاضرات لا بُـدَّ أن يستوعبها الجميعُ، وبالأخص مَن هم في مواقع المسؤولية؛ لكي تستقيمَ لنا هذه الحياة حسب ما يريدُ اللهُ؛ ولكي يغفرَ لنا زلاتنا وتقصيرنا، لذلك هي نعمة كبيرة أن يهيئَ اللهُ لنا قائداً قرآنياً صادقاً مخلِصاً لله، يقدم التوجيهاتِ للأُمَّـة وفق منهج الله، نعمة كبيرة وفضل من الله على هذا الشعب المجاهد.
من هم في مواقع المسؤولية عليهم أن يقيموا أعمالَهم وفق هذه التوصيات من الإمام علي لمالك الأشتر ولا بُـدَّ أن يتحَرَّكَ الجميع وبالأخص المسؤولون وهم يحملون التقوى والإخلاص والصدق في خدمة الناس وتقديم العون لهم، نحن في ظل هذه المسيرة القرآنية والذي يتحَرّك من خلالها لا بُـدَّ أن يستقيم لا بُـدَّ أن يعتبرَ نفسَه خادماً لهذا الشعب ولا يعتبر نفسَه فوق الناس وأن أي قرار يقوم به هو قراره ولا يمكن أن يعترض عليه أحد فيصبح في حالة من التجبر والتكبر والغرور فيخسر هو أعماله وصالح العمل الذي يقوم به.
لا بُـدَّ أن يعيَ كُـلُّ المسؤولين أن السيد القائد حريصٌ عليهم قبلَ الحرص على الناس؛ لأَنَّ المسؤول المتكبر والمغتر هو يخسر رعايةَ الله له وحُبَّ الناس له، فيصبح في حالة من الضياع فيحدث الاستبدال ويسقط من نفوس الناس، لذلك هذه التوصيات مهمة جِـدًّا في إصلاح الوضع العام ولتحقيق العدل والإنصاف ولكي تصلح النفوس التي فسدت.
لا بُـدَّ من الحرص من كُـلّ المسؤولين على متابعة هذه المحاضرات القرآنية من السيد القائد خلال هذه الأيّام المباركة والتي يصلح اللهُ فيها النفوسَ إذَا استشعر الجميع رقابةَ الله عليه، لا بُـدَّ أن نستغلَّها في إصلاح نفوسنا؛ لأَنَّها إذَا صلحت صلح العمل.