الهرولة خلف أمريكا بلا مكابح محمود المغربي
في العقود الماضية عملت أمريكا واللوبيات الصهيونية داخل أُورُوبا على اختراق دهاليز السياسة الأُورُوبية والعمل على تصعيد وإيصال شخصيات هزيلة إلى قمة هرم السلطة وفي أغلب الأوقات شخصيات شاذة باسم الديمقراطية والحرية والإنسانية.
واليوم تذهب هذه الأنظمة خلف أمريكا باتّجاه التصعيد مع روسيا، متجاهلين خطورة ما تقودهم إليه أمريكا، ضاربين بأمن واستقرار بلدانهم عرض الحائط.
الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي منيت بها الدول الأُورُوبية خلال الأشهر الماضية نتيجة الهرولة خلف أمريكا والعداء لروسيا ربما لم تكن كافية لاستيقاظ الشعوب الأُورُوبية التي تدرك أن الخطر العظيم الذي يهدّد القارة العجوز لن يأتي من الشرق بل من هرولة الأنظمة الأُورُوبية خلف أمريكا بلا مكابح.
وكما هو واضح تخوض الدول الأُورُوبية حرباً بالوكالة لا مصلحة لأُورُوبا فيها بل هناك خسائر فادحة في شتى المجالات وقد تصل إلى إشعال النار في كُـلّ أُورُوبا والعالم، تسعى إليها أمريكا لإنهاك روسيا وربما القضاء عليها والثمن سوف يكون التضحية بكل القارة الأُورُوبية.
المثير في الأمر أن أمريكا تطبق نفس السيناريو في الخليج وإدارة الصراع مع إيران، والثمن سوف يكون التضحية بالدول والشعوب الخليجية، فأمريكا دائماً ما تستعمل الحلفاء كقفازات للقيام بالأعمال القذرة ولا تهتم بمصير تلك القفازات وهل سوف يتبقى منها شيء بعد إتمام تلك الأعمال أم لا.
والأسوأ من ذلك هو الدفع بالأنظمة الخليجية والعربية إلى الدخول في حلف عسكري بقيادة عدو الأُمَّــة والشعوب العربية والإسلامية الكيان الصهيوني وتجاهل خطورة الإقدام على هكذا خطوة ليس على إيران هدف هذا التحالف بل على الأنظمة الخليجية والعربية المتصهينة التي تغامر في التخلي عن قناع العروبة والإسلام وتهرول نحو تل أبيب مراهنة على نوم وغفلة وجهل الشعوب العربية والخليجية.