احتفالاتُ المسلمين حول العالم.. بعيد الله الأكبر (يوم الولاية)
المسيرة | متابعات
يحتفل المسلمون يومَ الثامن عشر من شهر ذي الحجّـة من كُـلّ عام بعيد الغدير الأغر والذي يُعرف أَيْـضاً بـ”عيد أَو يوم الولاية”، وهو أحد أهم الأعياد الدينية المعاصرة في العالم الإسلامي، حَيثُ يحتل المكانةَ الثالثة بعد عيدَي الفطر والأضحى عند أتباع مذاهب آل البيت (ع)، إذ يعبّر المسلمون في كُـلٍّ من (اليمن، العراق، سوريا، لبنان، البحرين، إيران، الهند، باكستان، افغانستان، نيجيريا)، عن ابتهاجهم بهذه المناسبة العظيمة، بكل مظاهر الفرح، ويتوجّـه في العراق مئات الآلاف من العراقيين والزوار العرب والمسلمين إلى المراقد الدينية في بغداد وكربلاء وسامراء والنجف، التي تستقبل الآلاف من الذين يتوافدون على مرقد الإِمَـام عَلِـيّ (ع) وسط النجف في كُـلّ عام.
احتفاءُ الولائيين في العراق
أحيا، أمس الأول، آلاف الزائرين من داخل العراق وخارجه عيد الله الأكبر في مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بمدينة النجف الأشرف، حَيثُ غصّت شوارع المدينة وأزقتها بالحشود القادمة من شتّى مدن البلاد، فضلًا عن عشرات الآلاف من الزوار الأجانب، في ظل أجواء امنية مستقرة وهادئة.
وشهدت مدينة النجف الأشرف في ليلة عيد الغدير الأغرّ احتفالات واسعة، وتوزّعت مظاهر الزينة ورفعت لافتات تجديد العهد والولاء لخليفة الرسول الأعظم (ص)، كما اكتظ المرقد الطاهر بأعداد كبيرة من الزائرين من مختلف المحافظات العراقية، ومن خارج العراق لإحياء هذه المناسبة.
وأعلنت العتبة العلوية المقدسة عن خطتها الخَاصَّة لزيارة عيد الغدير الأغرّ والتي تشمل افتتاح متحفين.
وقال عضو الهيئة الإدارية للعتبة سليم الجصاني: إن “حشود الزائرين بدأت تتوافد إلى المدينة بأعداد فاقت السنوات الماضية هذا العام؛ بسَببِب تعافي المجتمعات من الوضع الصحي وتخفيف الإجراءات الوقائية”، مضيفًا: إن “العتبة وضعت خطة لخدمة الزائرين تنقسم إلى خدمية وثقافية، وبالنسبة للخدمية من مضامينها تهيئة مساحات واسعة للزائرين وزيادة بحركة الآليات النقل لأماكن قريبة وموجبات الضيافة بـ 25 ألف وجبة”.
وتابع الجصاني: “أما الخطة الثقافية تشمل مهرجان الغدير وأسبوع الولاء وضمنها فعاليات وإقامة مؤتمر علمي وبحثي من داخل وخارج العراق”، مُشيراً إلى “مؤتمر الإِمَـام عَلِـيّ (ع) ومحافل قرآنية للرجال والنساء ونثر ورود طبيعية على الزائرين في ليلة المناسبة وهبوط مظليين، بالإضافة إلى افتتاح متحفين للنفائس وللحضارة الإسلامية”.
واستعدّت مدينة كربلاء المقدسة قبل أَيَّـام لإحياء هذا العيد، إذ نشرت محافظة كربلاء لوحات كبيرة في شوارع المدينة وزُينت الطرقات، فيما تزين مرقدا الإمام الحسين (ع) وأخيه أبو الفضل العباس (ع) بالورود.
وكانت مختلف المدن العراقية ولا سيما التي تحتضن المراقد الدينية المقدسة، كالكاظمية المقدسة، وسامراء قد شهدت توافد أعداد كبيرة من الزائرين إليها خلال الأيّام القلائل الماضية لإحياء المناسبة.
وتأتي إقامة هذه الفعاليات المباركة، إيذاناً بانطلاق أسبوع الغدير، الذي يتضمن إقامة احتفالات كبرى في كُـلّ من العراق والدول الإسلامية والعالم، وستشهد العتبات المقدسة إقامة برامج خَاصَّة لإحيائها بمشاركة جموع الزائرين.
احتفاء الولائيين في إيران
أقام الإيرانيون منذ صباح يوم أمس، في العاصمة طهران “ضيافة 10 كيلومترات” في أحد أطول شوارع العاصمة، وذلك إظهاراً لفرحهم وسرورهم بحلول عيد الغدير الأغر.
ويُشارك في هذه الضيافة الكبيرة أكثر من 600 موكب لتقديم الخدمات المتنوعة والواسعة للضيوف، إضافة إلى تحضير أكثر من مليوني وجبة غذائية ووجبة خفيفة تم توزيعها على الضيوف المشاركين في احتفالات العيد.
وجرى إهداء حزم متنوعة ولعب للأطفال والفتيان، بالإضافة إلى انتشار 70 فرقة موسيقية لتقديم الأناشيد في هذه المناسبة، حَيثُ شارك في الاحتفالات فنانون ومقدمو البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ليساهمون في إدخَال السرور على نفوس المواطنين.
كما اقيمت في مدينة مشهد التي تضم مرقد الإمام الرضا ثامن أئمة أهل البيت عليهم السلام، احتفالات عبر إقامة مجالس الذكر وتلاوة القرآن الكريم وإلقاء القصائد والمدائح.
واختتمت الجمهوريةُ الإسلامية عشرة الولاية التي بدأت من عيد الأضحى المبارك واستمرت حتى يوم الغدير الأغر، عبر إقامة احتفالات وأفراح جماهيرية عمّت كافة المدن عكست البهجة والسرور بهذه المناسبات السعيدة.
في سياقٍ متصل، شدّد سماحة الشيخ حسين الوحيد الخراساني، على المسلمين جميعاً إحياء ذكرى عيد الغدير الأغر بما تستحق من التعظيم والتبجيل، مؤكّـداً عليهم عدم ترك المناسبة تمر من دون نشر فضائل ومناقب صاحب الذكرى العظيمة أمير المؤمنين (-عَلَيْهِ السَّلَامُ-). وقال سماحته في كلمة له بالمناسبة: “على الجميع أن ينبروا لإحقاق هذا الحق المضيّع وبذل ما بوسعهم باليد واللسان والمال والجاه وفي كُـلّ مكان وزمان”.
احتفاء الولائيين في سوريا
أدخلتْ حسينية الحوزة الزينبية النسوية في العاصمة السورية دمشق، أمس الأول، الفرحة على قلوب جمع حاشد من النساء والفتيات، عبر إقامة حفل بهيج بالذكرى العطرة لعيد الغدير الأغر.
وشهدت الحسينية التابعة للمرجعية الشيرازية، حضوراً لافتاً للنساء والفتيات لإحياء هذه المناسبة العطرة، وتجديد العهد والولاء للإمام علي وآل البيت الأطهار (ع) بالتمسّك بولايتهم والسير على نهجهم الشريف.
وقالت إدارة الحسينية في بيانٍ لها: إن “الحفل المبارك أُقيم لإيقاد شموع الفرح بذكرى عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر، ومشاركة النسوة الزينبيات في سوريا هذه الأفراح العلوية”.
وأضافت أن “الحفل شمل فعاليات وفقرات متنوعة، من بينها إلقاء الكلمات العطرة بالمناسبة، والأناشيد الجميلة التي تغنّت بالحب لأمير المؤمنين (ع) فضلاً عن فقرات أُخرى مثل إلقاء القصائد الشعرية وتقديم مشهد تمثيلي لإحياء الواقعة المباركة”.
ولفت البيان إلى أن “الحفل المبارك نال إعجاب النساء الحاضرات اللواتي ارتسمت الفرحة على وجوههنّ بهذه المناسبة العظيمة”، مضيفاً أن “فعاليات حفل الغدير المبارك اختتمت بتوزيع الجوائز على الفائزات بالمسابقة الغديرية”.
احتفاءُ الولائيين في الهند وباكستان
أقيم، أمس الأول، احتفال بهيج في مكتب المرجع الديني سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي في الهند، بمناسبة عيد الله الأكبر عيد الغدير الاغر.
وحضر وشارك في هذا الاحتفال جمع غفير من محبي أهل البيت صلوات الله عليهم، وتضمن الحفل قراءة حديث الكساء الشريف وقصيدة شعرية القاها أحد الشعراء.
من جانبه، جدّد المرجع الديني سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي تأكيده على المسلمين بالسير على طريق أمير المؤمنين (ع) والتمسّك بولايته، لما فيه السعادة لهم ولمجتمعاتهم وبناء أوطانهم.
ودعا المرجع الشيرازي إلى “التمسّك بولاية الإِمَـام عَلِـيّ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- والنظر في منهاجه وسيرته وحكومته الشريفة لحل الأزمات ومواجهة التحديات”، منبّهاً بأن “ما حصل من دمار وتهديم للمجتمعات سببه إقصاء الغدير من حياة الأُمَّــة الإسلامية”.
وقال: إن “الولاية العلوية تعتبر أحد الشروط المهمة والرئيسية للوصول بنا إلى مجتمع قائم على أَسَاس العدالة والقيم والفضائل الأخلاقية”، مبينًا أن “يوم الغدير العظيم يعد أهم عامل في حفظ كيان الدين والملة، وإنكاره يعني إنكار جميع القيم الإسلامية السامية”.
وأضاف أن “إحياء عيد الغدير يعتبر إحياءً للعدالة وحسن السياسة والتدبير في معاش الناس وأمنهم، وطرداً للجور واللا مساواة والإجحاف”، موضحًا أن “الغدير بجوهره وروحه يعني مدرسة أمير المؤمنين (ع) التي تصلح لإسعاد البشر جميعاً”.
إلى ذلك، أقامت العتبات الحسينية في لاهور باكستان، أمس، فعاليات فرائحية مختلفة تخللتها الكلمات والمحاضرات الدينية عن المناسبة واهميتها للمسلمين، وكذا الأناشيد والمدائح، وتوزيع الحلوى والهدايا بين الحضور.
احتفاء الولائيين في لبنان
أحيا حزبُ الله في لبنان عيد الغدير، باحتفال أقيم في “منشية الوقف” في مدينة الهرمل، أمس الاثنين، في حضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إيهاب حمادة وحشد من الفعاليات والأهالي.
وأنشدت فرقة العهد أناشيد المقاومة وتواشيح الغدير، فيما أنشدت فرق جمعية كشافة الإمام المهدي أنشودة “إمام زماني”، كما تخلل الاحتفال مسابقة وتقديم جوائز للرابحين.
وللمناسبة، نظم مركز الإمام الخميني الثقافي في الهرمل، ندوة فكرية في بلدة القصر، حاضر فيها الشيخ فادي سكرية حول معاني الغدير، كما وكرم فوج الإمام الباقر في “جمعية كشافة الإمام المهدي” عدداً من المكلفين الشباب في حفل أقيم في الحديقة العامة في الهرمل، في حضور حشد من الأهالي، وتحدث الشيخ طلال المسمار عن دور الشباب في نهضة الأُمَّــة.
تخللت الفعالية كلمة للمكرمين وتوزيع الهدايا عليهم قبل أن يختتم الحفل بتواشيح دينية.
احتفاءُ الولائيين في نيجيريا
أقام المسلمون في نيجيريا احتفالات بمناسبة عيد الغدير، عصر أمس الأول، بكبرى المدن النيجيرية وشملت الاحتفالات توزيع الهدايا والحلوى.
حيث احتفل أتباع أهل البيت الأطهار -عليهم السلام-، في مدينة زاريا النيجيرية، بمناسبة حلول عيد الله الأكبر الغدير الاغر وتتويج أمير المؤمنين (ع) خليفة للمسلمين بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه واله.
وشهد الاحتفال حضوراً غفيراً للموالين والمحبين من الشيوخ والرجال والنساء والأطفال، وسط أجواء من البهجة والفرح تخللها تبادل التهاني والتبريكات بالمناسبة الميمونة وتوزيع الهدايا، مؤكّـدين السير على نهج وفكر امير المؤمنين (ع).
وأقيمت احتفالية في المدينة تضمنت تسليط الضوء على مناسبة عيد الغدير وإلقاء الأناشيد والمدائح التي تغنت بحب أهل البيت عليهم السلام، وتنظيم برامج دينية وثقافية وعقائدية.