الولايةُ منهجٌ ربّاني وسلوكٌ إنساني .. بقلم د/ شعفل علي عمير
عندما أشار السيد القائد لمعنى التولي في مفهومه العملي فهو يؤكّـد أن مسألة التولي هي ارتباط بمنهج الرسالة الإلهية بمعنى أن التولي ليس انتماء مذهبياً وإنما ارتباط عملي من خلال السير في منهج الرسالة السماوية وهنا يجدر الإشارة إلى أن مسألة التولي هي الاتباع والاقتدَاء لمن أمرنا الله سبحانه وتعالى باتباعه ولا تعني الموالاة أن نحب من توليناهم فقط بل إنها اقتدَاء بالدرجة الأولى لمن توليناهم، وَإذَا ما تأملنا أُولئك الذين أمرنا الله بتوليهم فَـإنَّنا حتماً سوف نعي معنى الولاية وأهميّة أن نكون متولين لهم بالمعنى العملي والسلوكي الذي يترجم معنى الولاية في سلوكنا من خلال التزامنا الإيمَـاني والأخلاقي بما كان عليه أولياء الله من سلوك عكس مبادئ الدين الحقيقية فكراً وسلوكاً، ومن هذا المنطق يمكن أن نقول بأن التولي يحكم سلوك وأقوال الإنسان بما يوافق سلوك من تولاهم من المسلمين.
ولعل الأحداث التي تمر بالأمة في حاضرها تؤكّـد لنا أهميّة أن يكون التولي لله ورسوله وأوليائه الأطهار كدرع حصين يحمي المسلمين من الانزلاق إلى تولي أعداء الله، فمن لم يتولَّ من أمرنا لله بتوليه حتماً سوف يتولَّ من أمرنا لله بعدم توليه قال تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، وهنا نجد الكثير ممن تولوا اليهود والنصارى هم قوم أنكروا قول الله سبحانه وتعالى في مسألة التولي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولياء بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ الله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، ونتيجة لعدم توليهم لمن أمر الله بتوليهم زاغوا عن الحق وانحرفوا عن الصراط المستقيم وخالفوا توجيهات الله وأوامره فمرقوا من الدين حين أصبحوا جزءاً ممن تولوهم، وعليه فَـإنَّ التفريط في مسألة الولاية تؤدي إلى التفريط في الدين والعقيدة وهنا تظهر أهميّة أن يكون المسلم ملتزماً قولاً وعملاً بتعاليم الدين؛ لأَنَّ البديل سيكون نهايته موالاة أعداء الله ومن ثم الخروج عن الدين والعياذ بالله.