على ضوء خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في ذكرى يوم الولاية: يومُ الحج الأكبر.. مساعٍ يهوديةٌ سعوديّة واضحة لتحويله من محطة جامعة للبراءة من الأعداء إلى مقام لترويج التطبيع والخضوع لهم
المسيرة: خاص
عمل أعداءُ الأُمَّــة من اليهود والنصارى وعملائهم، في كُـلّ المسارات للوصول، على الانحراف بالأمة وجَرِّها إلى مسلك آخر غير الذي رسم لها من بارئها؛ ولأن فريضة الحج إلى بيت الله الحرام، هو المحطة الفارقة التي تجمع المسلمين من كُـلّ الأطياف والألوان والمذاهب والطوائف، وتحدّد لهم يوماً لاتِّخاذ موقف موحد ضد عدو واحد، وهو يوم الحج الأكبر الذي أذن فيه الله تعالى، بأن يتبرأ كُـلّ المسلمين من أعداء الله وأعداء الأُمَّــة، المتمثلين في المشركين واليهود والنصارى، فقد عمل الأعداء وأذيالهم في النظام السعوديّ إلى حرف مسار هذه الفريضة، وتحويلها من محطة للبراءة من أعداء الإسلام، إلى محطة لترويج التطبيع والخضوع لليهود والنصارى، وهو ما عمد على تنفيذه النظام السعوديّ في موسم الحج الأخير، بعد سنوات من إفراغ فريضة الحج من مضمونها الجوهري، وهو ما يضع الأُمَّــة أمام جملة من التحديات المفروضة التي تستوجب هبة وغضبا كبيرا لردع ممارسات النظام السعوديّ ومشغليه من اليهود والنصارى.
وعلى ضوء خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- في عيد الغدير الأغر، نستعرضُ جانباً من مساعي اليهود والنصارى وعملائهم من آل سعود، إلى السيطرة على الأُمَّــة، بدءًا من الترويج للخضوع والتطبيع، مُرورًا بحرف مسار يوم الحج الأكبر، وُصُـولاً إلى تحويل ذلك اليوم وهذه الفريضة إلى محطة تزيل اليهود والنصارى والمشركين من قائمة الأعداء الذين أمر الله بمعاداتهم، وتنقلهم إلى قائمة دخيلة وخطيرة على الأُمَّــة تجعل منهم أصدقاء مقربين، رغم كُـلّ الآيات والدروس التي تؤكّـد أن أُولئك الأعداء لن يكونوا يوماً أصدقاء أَو رحماء بالمسلمين.
وفي هذا السياق، يقول قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي: “حرص المنافقون ابتداءً في داخل الأُمَّــة، وحرص أعداؤها من خارجها، إلى السيطرة على هذه الأُمَّــة في الموقع المفصلي، في الموقع التوجيهي، في موقع السيطرة على القرار، في موقع التأثير على هذه الأُمَّــة في كُـلّ التفاصيل، في إدارة شؤون هذه الأُمَّــة والتحكم بها، في منهجيتها، في مواقفها، في ولاءاتها، وهو أمرٌ خطير، يمثل تهديداً كَبيراً على هذه الأُمَّــة؛ لأَنَّ الأعداء حرصوا على السيطرة الحاسمة، في الموقع الذي يحسم الأمور لصالحهم، يتحكمون من خلاله بثقافة الأُمَّــة، بتوجّـهات الأُمَّــة، بولاءات الأُمَّــة، ويستطيعون من خلاله بالانحراف بالأمة”، وهنا إشارة من قائد الثورة إلى التحَرّكات اليهودية السعوديّة في مسار الحج، والتي تجلت بوضوح في تعيين خطيب في يوم الحج الأكبر مشهور بالتطبيع والتودد لليهود والنصارى، ليخطب في يوم عرفة يوم الحج الأكبر الذي أذن فيه المولى تعالى بأن يجتمع كُـلّ المسلمين للبراءة من أعدائه المتمثلين في المشركين من اليهود والنصارى.
وعطفاً على ذلك يشير السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى أن الأعداء وعملاءهم “اتجهوا إلى إضلال الأُمَّــة في مسألة من أهم المسائل، وهي: في تحديد من هو العدوّ، ومن هو الصديق، فقدَّموا أعداء هذه الأُمَّــة، الذين قال الله عنهم في القرآن الكريم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}، قدَّموهم على أنهم هم من تتجه الأُمَّــة لتتولاهم، لتحبهم، لتقبل بهم، لتقبل بقيادتهم، لتعادي من يعاديهم، ثم جعلوا العدوّ الرئيسي للأُمَّـة، هو من تجعله إسرائيل عدواً أَسَاسياً لهذه الأُمَّــة، فإذا بإسرائيل، إذَا بالصهاينة اليهود، إذَا بأمريكا هي التي تحدّد لهذه الأُمَّــة من هو العدوّ، وهذا انحراف كبير وخطيرٌ جِـدًّا عن منهج الله سبحانه وتعالى، فاتجهوا ليسيطروا على هذه الأُمَّــة في ولاية أمرها، في مختلف شؤونها، في واقع حياتها ومسيرة حياتها، ليكونوا هم من يحدّد السياسات، من يقرّر، من يأمر، من ينهى، من يوجِّه، وفي الولاءات، وفي المواقف، وفي تحديد من هو العدوّ، ومن هو الصديق، فالمسألة خطيرة”.
ويضيف قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “عندما تلحظ مثلاً حرصهم على هذا الجانب، كيف أنهم حرصوا حتى في موسم الحج الأخير في أن يأتوا بشخص هو من رموز التطبيع مع إسرائيل، ممن لهم علاقة مكشوفة علنية بالصهاينة اليهود، وله ارتباط وولاءٌ ظاهر للصهاينة اليهود، يأتون به إلى الحج، إلى الحج بكل ما يمثله الحج، فريضة دينية، ركن من أركان الإسلام، ويجعلونه هو الذي يتولى الخطبة للحجيج في عرفات، في مقام من أهم المقامات الدينية، يأتون إليه برمز من رموز الخيانة والعار، والانحراف، والتولي لليهود والنصارى، ليتولى هو الخطبة، مع أنَّ المناسبة الصحيحة، الموقع المناسب لذلك الخطيب: كان أن يذهبوا به إلى إحدى الجمار، إما إلى جمرة العقبة… أَو إلى غيرها، وأن يربطوه هناك للحجيج؛ ليرموه بالحصى، كان ذلك هو المكان المناسب اللائق به، ولكنهم يجعلونه هو الذي يخاطب المسلمين، ويوجه خطاباً يفترض أن يوجه للحجيج وإلى العالم الإسلامي قاطبة، وهكذا يتجهون من العناوين الدينية، وهم أزاحوا الأُمَّــة عن عليٍّ، عن أصالة عليٍّ، عن منهج عليٍّ، عن الولاء النقي، الذي يحصِّن الأُمَّــة من الولاء لأعدائها؛ ليهيئوها لذلك”.
ويتابع السيد القائد في خطابه: “نحن نرى ونشاهد كيف بذلوا جهدهم لأن يقدِّموا ما يعنونونه بالتطبيع مع إسرائيل، وهو عملية ربط هذه الأُمَّــة بالصهاينة اليهود، أن يقدِّموه تحت عناوين دينية، بدءاً من الاتّفاق (اتّفاق العار والخيانة)، وكيف ينشطون ما بعد ذلك، من خلال لقاءات، اجتماعات، حفلات، مناسبات تحت عناوين دينية، وباسم الدين؛ لكي يخضعوا هذه الأُمَّــة -باسم الدين نفسه- لتوالي اليهود والنصارى، الذين حرَّم الله ولاءهم، الذين قال عنهم: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}”.
ويؤكّـد قائد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن تلك المساعي السعوديّة اليهودية تأتي “لكي يجعلوا هذه الأُمَّــة تتقبل بأن يقودها أُولئك، أن يصبحوا هم في موقع القيادة، موقع القرار، موقع التوجيه، وأن يكونوا هم من يتحكمون في هذه الأُمَّــة في كُـلّ مجالاتها، في كُـلّ أمورها، حتى في ثقافتها، حتى في تقديم دينها، فيولفوا من هذا الدين ما يتناسب معهم ما لا يعارض هيمنتهم، ما لا يثمر في واقع هذه الأُمَّــة لا استقلالاً، ولا كرامةً، ولا عزة، بل أن يقدِّموا مفاهيم مزيفة، تدجن هذه الأُمَّــة وتخضعها لأعدائها”.
ومع ما تجلى بوضوح من مساعٍ يهودية سعوديّة لجر الأُمَّــة نحو انحراف خطير يهدّد وجودها وكيانها ويهدّد عقيدتها التي يلزم منها أن تحافظ عليها لتؤدي المسؤولية التي وُجدت مِن أجلِها، فقد بات الجميع أمام تحديات مفروضة تستوجب المواجهة بالبصيرة والحجّـة والبالغة؛ كي يسلم الجميع من الوقوع في فخ الخضوع لليهود النصارى وتسليم رقابهم للأعداء الألداء الذين حذر منهم الله سبحانه وتعالى في كثير من آيات القرآن الكريم.
ومع تصاعد مؤشرات الإعلان عن العلاقات الصهيونية السعوديّة، تأتي المجاهرة السعوديّة اليهودية بحرف مسار غايات وأهداف يوم الحج الأكبر، ليتأكّـد للجميع أن النظام السعوديّ ومن خلال سيطرته على المقدسات التي تجمع كُـلّ المسلمين، يسعى لجر الأُمَّــة نحو الخضوع والولاء لليهود والنصارى والوقوع تحت سطوتهم.
وهنا وأمام هذه المفارقات الفارقة والخطيرة تبرز للجميع مسألة أهميّة مبدأ الولاية، وتولي الإمام علي -عليه السلام-؛ للنجاة من الوقوع في الفخ الذي يعده اليهود والنصارى وأذيالهم في النظام السعوديّ، لا سيَّما أن الانحراف الأخير والخطير في يوم الحج الأكبر لم يقابل بغضبٍ إسلامي حقيقي، ولم تتعال أصوات الغضب والاستهجان إلا من قبل ثلة من المؤمنين الذين يحملون الولاءَ لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهو الأمر الذي يجعلهم مؤهلين لأن يخرجوا من ذلك الفخ اليهودي السعوديّ، وقد تطرق قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في خطابه الأخير إلى أهميّة مبدأ الولاية للخروج من سياجات المؤامرات اليهودية الصهيونية، تستعرض صحيفة “المسيرة” جوانب منها في عرض قادم.