مفهومُ ولاية الأمر في الإسلام .. بقلم/ قادري عبدالله عبدالرحمن صروان*
لقد وصف النبيُّ الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- الإِمَـام عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلَامُ- بأنه لن يحبهُ إلا مؤمن ولن يكرههُ إلا منافق عاصياً لله ورسوله.
فكيف لنا اليوم كأمة مؤمنة بالله ورسوله أن ننسى سندَ الرسول الأعظم وأقربَ المقربين مكانةً وأحبهم غلاوةً وأعظمهم منزلة بقلب الرسول الكريم، وأن ننسى وصيته -عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم- حين قال في حديثه الشريف: “إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبداً كتابَ الله وعترتي أهلَ بيتي”، والإِمَـام عَلِيّ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- هو من آل بيت رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- وأخو رسول الله وأمين وصيته وهو الذي وصفه نبينا الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- حين قال لن يفتح باب خيبر إلا “شخص يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار غير فرار”، قاصداً الإِمَـام عَلِيّ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ذلك الشجاع المغوار وقد أكّـد لنا ذلك حين قال (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم الغدير: «يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللهم وَآلِ من وَالاه، وعادِ من عاداه، وانصـر من نصـره، واخْذُل من خَذَله».
(وَكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْمًا وَلِلْمَظْلُومِ عَوْنًا) وَمن وصية أمير المؤمنين علي -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لولديه قبل استشهاده.
(إِنَّ الجِهَادَ بَابٌ مِنْ أبواب الجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّة أَوْلِيَائِهِ). الإِمَـام عَلِيّ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-.
(إِنَّ أفضل مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ إلى اللهِ سُبْحَانَهُ: الإيمَـان بِالله وَبِرَسُولِهِ، وَالْجِهادُ فِي سَبِيلِهِ فَإِنَّهُ ذِرْوَةُ الإسلام).
إن جهلَ الأُمَّــة في ماضيها وحاضرها بمفهوم ولاية الأمر في الإسلام هو الذي جعلها ضحيةً لسلاطين الجور، والأجدر بولاية أمر الأُمَّــة هو من يهتم بأمورها كما كان الإِمَـام عَلِيّ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-.
ولايةُ الله ورسوله والإِمَـام عَلِيّ تحصِّنُ الأُمَّــة من تولي اليهود والنصارى التولي الصادق لله ولرسوله وللإِمَـام عَلِيّ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ولأهل بيت رسول الله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين هو سببٌ للنصر في مواجهة العدوان الكوني الجبان.
* عضو مجلس الشورى