الشعب اليمني يحتفل بالولاية وأرضُ الحرمين تحتفل ببايدن .. بقلم/ خديجة المرّي
من المُفارقات العجيبة والكبيرة جِـدًّا أنّ نرى الأُمَّــة الإسلامية ومحور المُقاومة كافة، والشعب اليمني خَاصَّة، يستقبِلون يوم الولاية، بينما نرى مُحور التطبيع يُعلنون توليهم للبيت الأبيض.
اليوم تجلت الحقائق المخفية التي كانت خلف الستار، وكُشفت الأقنعة، بإعلان ولاية الأمر من داخل السعوديّة وذلك باستقبال النظام السعوديّ شخصاً لا دين له، ولا عهد ولا ميثاق له، قد آتى من آخر أقطار الدنيا، وهم يستقبلونه بكل حفاوة ووُد، كيف لا يستقبِلونهُ وهم أدَاة تابعة له وزمام أمرهم في يديهِ! ومنجرين ومُنحازين في صفه، يُطبعون ويعُلنوّنه ظاهرًا، بعد إن كان هذا التطبيع سراً، واليوم تجلت الحقائق، فَـبينما نحنُ نُعلن الولاية للإمام علي ‘ع’.
ونستقبلها بِكل شوق ولهفة وفرح وسرور، نستقبلها بِصمود أُسطوري عظيم، ونحتفل بيوم الولاية رغم الحصار، ورغم القتل، رغم تكالب الأعداء علينا من مغارب ومشارق الأرض، نحتفل ونعلن ولايتنا للّه ورسوله وأعلام دينه، والإمام علي الذي نحن نّحذو ونسير بِسيرته ومنهجه ومشروعه القرآني العظيم.
لقد سعى الرئيس الأمريكي بايدن والصهاينة الإسرائيليين، إلى الزيارة العلنية إلى أرض الحرمين، وفي هذه الفترة والوقت، تزامُناً مع قُدوم ولاية الإمام علي عليه السلام، وهذا إن دل على شيء فَـإنَّما يدل على خبثهم الشديدّ، وحقدهم على الشعب اليمني العظيم، وضعفهم وفشلهم أمام صمود هذ الشعب الشامخ الأبي الذي رفض التطبيع والانجرار في صفهم، وظّل مُتمسكاً بولاية الإمام علي الذي لن نُفرط بالاحتفال بيوم ولايته في كُـلّ زمان ومكان.
لقد أصبحت مملكة الشر ضعيفة مهزومة ذليلة، وهي تُطبع مع المُطبعين، تُوالي أمريكا وإسرائيل، تمدّ يديها وتُبسطها كُـلّ البسط إليهم، كُـلّ قرارتها ومخطّطاتها أصبحت من قبل الأمريكي والإسرائيلي وهو الذي يتحكم وَيدير شؤونها، حقاً إنّها سَتُهزم، سَتذل، وتنكسر.
يا للخزي ويا للعار، وا أسفاه، على شعب يدّعي بأنهُ مُؤمن بِمحمد وآل محمد، ويدّعي الإسلام ويتلبس باسمه، ويدعي بأنهُ خادم الحرمين الشريفين، والحقيقة هي عكس ذلك، فهو بحق خائن الحرمين الشريفين، باع الدين مقابل سلعة رخيصة من المال، لقد اشتروا بآيات اللّه ثمناً قليلًا وهو من أخبرنا بذلك العليم الخبير: «اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا»، لقد سعوا في الأرض فسادًا، وأكثروا فيها الفساد، وسوف يصبُ اللّه عليهم بأساً شديداً من العذاب، لقد تجبروا ومكروا: «وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَو يَقْتُلُوكَ أَو يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ».
نحنُ وبفضل اللّه أنصاره، وأنصار رسوله، أحباب وأنصار الإمام علي عليه السلام، كُنا ولا زلنا نحنُ الشيعة المُتمسكين بنهج الإمام علي، فنحنُ أول من آمن بِرسالته، وأول من بايعه، نحنُ قُوم أعزنا اللّه بالإسلام، وصرنا مفخرة بين كُـلّ الشُعوب والبُلدان، فكيف لا نحتفلُ بعيد الولاية ونحنُ لهذا اليوم نتسابق للاحتفال ونحنُ في كُـلّ ساحة سِباق..!
أما السعوديّة وكل الصهاينة من الأمريكيين والإسرائيليين، وعلى رأسهم بايدن، ما همُ إلا قشة صغيرة، يُمكن إزالتها من على وجه الأرض، فو الله إنهم أوهن من بيت العنكبوت، لن يُركعونا ولن يذلونا ونحنُ شعب لا يذل ولا يستكين، ونحنُ فينا كرامة وعزّة، وشموخ ودين.
فمن يقبل بولاية أمريكا ويُواليها حتماً ولا شك في ذلك بأنهُ سَيُوالي إسرائيل ويقبل بها، تحكمه وتستذله وتهينه، وسَيصيبهُ الخزي والذل والعار، وسَيكون منهم، كيف لا؟! والله من أخبرنا بذلك في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولياء بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ».
ولكن نرى اليوم ونُشاهد أمام أعيُننا كيف أصبح النظام السعوديّ يُسارع إلى تُولي من ضربت عليهم الذلة والمسكنة، يُسارعون إلى التطبيع معهم والانحياز في صفهم: «فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِين».
لكن هَـا هو السيد -حفظه اللّه ورعاه- يهزّ عروش المُستكبرين، ويمضي كما مضى الإمام علي، وينتهج بنهجه وسيرته ويقُودنا في السفينة إلى برّ الأمان.
ونحنُ شعب الحكمة والإيمَـان نُجدد العهد والولاء للّه عز وجل، ولرسوله الكريم، وللإمام علي، ولأعلام الهُدى عليهم السلام، ولقائد الثورة يحفظه اللّه ويرعاه، ونّتبرأ من أعداء اللّه وأعداء رسوله وأعداء الإمام علي، وأعداء من أمرنا بِتوليهم سيدنا وقائدنا ومُعلمنا ومُرشدنا السيد عبدالملك يحفظه اللّه، اللهّم فأشهد.