على خُطَى التطبيع السعوديّ مع إسرائيل.. إعلاميون يهود في مكةَ المكرمة!
المسيرة- منصور البكالي
لم يكن أحدٌ يتوقعُ أن يأتيَ اليومُ الذي يتباهى فيه الصهاينةُ بزيارة الأماكن المقدَّسة في مكة المكرمة وتدنيسِها بتنسيق مسبق وتسهيل من قبل السلطات السعوديّة، غير أن ذلك حدث خلال موسم الحج لهذا العام.
ونشر إعلاميون صهاينة مشاهدَ لهم أثناءَ تغطيتهم لمناسك الحج للقنوات الإسرائيلية، وتواجدهم من قلب المشاعر المقدسة، في ظل الارتماء المتواصل لدول الخليج نحو التطبيع مع الكيان المؤقت، ومساعيهم لمسخ الهُــوِيَّة الإسلامية.
وفي هذا السياق، يقول مستشار المجلس السياسي الأعلى بصنعاء العلامة محمد مفتاح: إن ظهور مجموعة من اليهود الصهاينة في الفترة الأخيرة في المدينة المنورة ومكة المكرمة وفي الأماكن المقدسة، جوار المسجد النبوي الشريف وفي مقبرة البقيع، ومقبرة الشهداء في أحد، وفي أكثر من مكان بمكة المكرمة، وكذا ظهور اليهود وهم يجرون مقابلات مع حجاج بيت الله الحرام، يعتبر استفزازاً لمشاعر جميع المسلمين، وكيف يسمح النظام السعوديّ لهؤلاء الصهاينة بالتنقل وحرية الحركة في هذه الأماكن مع أنهم كانوا ممنوعين على مدى التأريخ الإسلامي؟!
ويشير مستشار المجلس السياسي الأعلى مفتاح في تصريح خاص لصحيفة المسيرة إلى أن ظهورَ اليهود بعلانية يدلل على أن النظام السعوديّ نظامٌ صهيوني 100 % وأنه يتحدى المسلمين ويقول لهم: نحن الصهاينة من نحكم الحرمين الشريفين، لافتاً إلى أن النظام السعوديّ خلع جلبابَ التدين الزائف الذي كان يتدثر به وأصبح عارياً أمام الحقيقة وأنه صهيوني بامتيَاز.
ويؤكّـد مفتاح أن الأُمَّــةَ الإسلامية اليوم لا تأمن على سلامة المقدسات من خطر التحريف الصهيوني ما داموا قد وصلوا إلى هذه الأماكن ويتحَرّكون فيها وينشرون ذلك التحَرّك.
ويلفت مفتاح إلى أن علماء اليمن في طليعة علماء الأُمَّــة باستنكارهم لذلك عبر بياناتهم ومؤتمراتهم ومواقفهم ولقاءاتهم الموسعة، متابعاً: وللأسف هنا من يُحسَبون بأنهم علماء لدى الأنظمة المتسلطة والعميلة وهم إما خائفون أَو يطبِّلون لأنظمتهم العميلة وللنظام السعوديّ المجرم وشركائه، ومن تحدث منهم وكان له موقف فيتعرضون للإعدامات والسجون كما أُعدم العالم الرباني نمر النمر من قبل النظام السعوديّ، وكما هو حاصل هناك من أحكام الإعدام والسجون المؤبَّدة، وسحب الجنسيات للعلماء في البحرين، وكذا الاغتيالات كما يجري في العراق وغيره، فهذا واقع المسلمين اليوم للأسف.
ويضيفُ أن هذه القضيةَ الجوهرية والحساسة والتي هي من صميم الدين لا تعني العماء بمفردهم بل تعني كُـلَّ أبناء مجتمعات شعوب الأُمَّــة من مواطنين وكُتاب وشعراء وإعلاميين ومثقفين ودكاترة جامعات ومربين وسياسيين وعسكرين بمختلف الأطياف والطوائف، ويكفي علماء اليمني أن لهم مواقف يجب أن يتبعها كُـلّ أبناء الشعب اليمني.
وعن موقف الأزهر وعلمائه، يؤكّـد مفتاح أن الأزهرَ بات شُعبةً من شعب الاستخبارات البريطانية الصهيونية، فيدينون موقفَ الشعب اليمني في الدفاع عن أنفسهم ويسكتون عن جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ في اليمن منذ 8 أعوام، كما أنه لا يجرؤ على مناقشة مثل هذه القضايا المصيرية والحساسة على واقع الإسلام والمسلمين.
الحرمان في خطر
بدوره، يقول الدكتور خالد القروطي: بينما ملايينُ المسلمين في العالم يبكون حُرقةً على عدم تمكُّنهم من أداء فريضة الحج وزيارة نبيهم ومعالم الإسلام نتيجة سياسات واشتراطات خادم الحرمين الشريفين، ها هم رجال الدين والإعلاميون اليهود الإسرائيليون، يسرحون ويمرحون في المشاعر المقدسة في مكة والمزارات المقدسة في المدينة المنورة.
ويتساءل القروطي في منشوارته على قناته في التلجرام: ما الذي تنتظره شعوب العالم العربي والإسلامي بعدُ حتى تتيقن أن الحرمين الشريفين في خطر بعد رؤية حاخامات اليهود وإعلاميهم يسرحون ويمرحون فيها؟! متابعاً بالقول: لم يعد هناك خطرٌ غامضٌ أَو تهديدٌ بعيد، فقد صار الخطر واقعاً ممارساً، وهل من وقفة وغضبة صادقة تحَرّك واعٍ لإنقاذ قبلتهم ونبيهم؟
ويردف القروطي: أين هي القنوات والإذاعات العربية والإسلامية الحرة؟ أين هم إعلاميو الأُمَّــة العربية والإسلامية؟ أين تغطياتهم للخطر اليهودي على الحرمين الشريفين، أين تناولاتهم لهذا الموضوع؟ أين هي الهيئات والروابط العلمائية الإسلامية بعد هذا الانكشاف للنظام السعوديّ؟!
ويختتم منشوراته في التلجرام بالقول: الحرمان الشريفان في خطر، في خطر، في خطر.
وعلى الصعيد الإعلامي، أدان اتّحاد الإعلاميين اليمنيين، سماح النظام السعوديّ لمراسل القناة 13 العبرية التابعة للعدو الصهيوني من دخول الأراضي المقدسة والتجول والتصوير في المسجد الحرام.
وقال الاتّحاد في بيان له: تابع اتّحاد الإعلاميين اليمنيين سماح النظام السعوديّ لوسائل إعلام تابعة لكيان العدوّ الصهيوني بتجول مراسليها في المسجد الحرام والمشاعر الإسلامية المقدسة في عرفة وغيرها، في خطوة تعد من أعظم الجرائم التي تدّنس بيت الله الأعظم.
واعتبر هذه الخطوة جُرماً منافياً للمبادئ الإسلامية التي تحرّم على اليهود والمشركين دخول الأراضي المقدسة، كما جاء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا).
ودعا الاتّحادُ كافةَ الإعلاميين في مختلف البلدان الإسلامية إلى إدانة النظام السعوديّ ومطالبته بالاعتذار للأُمَّـة وإيقاف التدنيس المتعمد لبيت الله الحرام الذي يمس المبادئ والمقدسات الإسلامية وفي مقدمتها الحرم المكي والمدينة المنورة.
شعبيًّا، خرج أبناء شعبنا اليمني في عدد من الوقفات الشعبيّة الغاضبة، أمس بعد صلاة الجمعة؛ تنديداً بسماح النظام السعوديّ لليهود الصهاينة بتدنيس الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة دون أية مراعاة للتوجيهات الدينية المحرمة لمدخولهم إليها منذ 1400 عام، في تواطؤ وتطبيع مكشوف يؤكّـد صهيونية النظام السعوديّ.
وندّدت الوقفات الاحتجاجية بإقدام النظام السعوديّ المجرم على هذه الخطوة الحساسة واستفزازه لمشاعر أبناء الأُمَّــة الإسلامية، داعية على أبناء شعبنا اليمني وشعوب الأُمَّــة إلى النفير والغضب والثورة لدينهم ومقدساتهم والإعداد لخلع الوَصاية السعوديّة على الحرمين الشرفين.
وعبّر المحتشدون عن غضبهم وسخطهم من تدنيس اليهود للأراضي المقدسة وصمت علماء الأُمَّــة عن التحَرّكات السعوديّة المهدّدة للقيم الإسلامية ومشاعرها الدينية، مؤكّـدين استمرارَهم في رفد الجبهات بقوافل المال والرجال حتى تحرير كامل التراب اليمني وإسقاط نظام العمالة لليهود في أراضي نجد والحجاز.
هذا وتداول ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لإعلامي صهيوني ينقل مشاعر الحج من عرفات وجوار الحرم المكي وفي جبل أُحُد ومقبرة البقيع، معبِّرين عن سخطهم الواسع من تواطؤ النظام السعوديّ وسماحِه لهم بحرية التنقل في سابقة خطيرة تجعل المقدسات الإسلامية في خطر في ظل تحكم النظام السعوديّ العميلِ بها.