الرمّان اليمني.. قدرةٌ تنافسيةٌ عالية في الأسواق العالمية
المسيرة – محمد صالح حاتم
يُعَــدُّ الرُّمَّانُ اليمني من أشهر وأجود أنواع الرمان في العالم، ويمتازُ الرمانُ اليمني بمذاقه الفريد، وجودته العالية؛ نظراً لما تتمتعُ به الأرضُ اليمنيةُ من خصوبة عالية، وتنوع في المناخ والتضاريس، وهو ما أكسب المنتجاتِ الزراعيةَ اليمنية هذه الميزة الفريدة، ومنها فاكهة الرمان.
وتبلغ المساحة المزروعة بالرمان في اليمن -بحسب كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2020م- (2669) هكتاراً، وهذه المساحة تمثل ما نسبته (9.2 %) من المساحة المزروعة بالفواكه. وبلغت كمية الإنتاج للعام 2020م (28000) طن.
وتتربع محافظة صعدة على قائمة المحافظات اليمنية الأكثر إنتاج وزراعة للرمان في اليمن حَيثُ بلغت المساحة المزروعة في العام 2020م- (1650) هكتاراً، وكمية الإنتاج (19598) طناً، ويعد الرمان الصعدي هو الأشهر ليس في اليمن وحسب بل والعالم، وخَاصَّة صنف الخازمي، والذي يمتاز بلونه الأحمر وحجمه كبير.
وتتركز زراعة الرمان في مديريات سحار ومجز والصفراء، وبكميات قليلة في باقم وآل سالم بمديرية كتاف والبقع بمحافظة صعدة.
أنواعُ الرمان:
توجد عدة أصناف من الرمان الذي يُزرع في محافظة صعدة واليمن بشكل عام.
الخازمي: وهو الأجود، والأكثر انتشاراً.
الليسي وَالطائفي وبكميات قليلة.
التسويق الزراعي
الأُستاذ علي هارب -مسؤول قطاع التسويق باللجنة الزراعية والسمكية العليا- أوضح أن قطاعَ التسويق باللجنة أعد برنامجا إرشاديا وتسويقيا متكاملا للرمان، بالشراكة مع الإعلام والإرشاد الزراعي ومؤسّسة بنيان التنموية، مؤكّـداً تنفيذ زيارات ميدانية توعية وإرشاد المزارعين من قبل فريق الإرشاد الزراعي لتعريف وتوعوية المزارعين بمعاملات ما بعد الحصاد الصحيحة: (القطف، والتجميع، والنقل والتخزين) من خلال المدارس الحقلية، والاجتماعات الميدانية مع المزارعين، وَإعداد فلاشات توعوية مرئية ومسموعة، وعمل برشورات وملصقات، لمعاملات ما قبل وما بعد الحصاد الصحيحة والسليمة، كما تم إعداد فلاشات توعوية للمستهلكين بأهميّة الرمان وفوائده الصحية، والتي تهدف إلى زيادة حصة السوق المحلية من محصول الرمان خلال هذا الموسم.
وأشَارَ الهارب إلى أن الأسواق الزراعية بمحافظة صعدة جاهزة لاستقبال موسم الرمان، حَيثُ تم تجهيز الثلاجات ومراكز التبريد لحفظ وتخزين الرمان خلال هذا الموسم، موضحًا أنه تم التنسيق مع مكتب الزراعة في محافظة صعدة ومؤسّسة الخدمات الزراعية بالمحافظة على شراء الرمان المشقق وتصريفه وتسويقه في المحافظات الأُخرى؛ مِن أجلِ دعم المزارعين، كذلك التنسيق مع الأسواق في المحافظات الأُخرى لاستقبال محصول الرمان وتنظيم تسويقه محلياً وتوفير أكبر مساحة ممكنة من الثلاجات ومخازن التبريد لاستيعاب المحصول.
التصنيعُ الغذائي للرمان
وأشَارَ مسؤولُ قطاع التسويق باللجنة الزراعية والسمكية العليا إلى أنه بهَدفِ استيعاب الفائض من الرمان تم تنفيذ عدة ندوات في أمانة العاصمة حول التصنيع الغذائي لمحصول الرمان، مؤكّـداً تدريب أكثر من 45 أسرة منتجة وبمشاركة أكاديمية بنيان التنموية على تصنيع خل الرمان ومربَّى الرمان، وكذلك تم تنفيذُ دورات تدريبية مماثلة في محافظه صعدة للعديد من الأسر حول تصنيع منتجات محصول الرمان.
تصدير الرمان
ويمتلكُ الرمانُ اليمني قدرةً تنافسيةً كبيرة في الأسواق العالمية؛ نظراً لجودته ومذاقه الفريد.
علي هارب -مسؤول قطاع التسويق باللجنة الزراعية والسمكية العليا- أوضح أن تصدير الرمان خارجياً تراجع خلال السنوات الأخيرة؛ بسَببِ الحرب والعدوان والحصار الذي يفرضه على بلادنا تحالفُ العدوان.
وكشف الهارب أن الكميات التي تم تصديرُها خلال العام الماضي ما يقارب من 75 ألف طن، رغم الصعوبات والمعوقات في المنافذ التي واجهت المصدرين من تأخير للشاحنات في المنافذ أكثر من الوقت المحدّد بشكل كبير جِـدًّا وذلك من قبل دول العدوان.
كذلك ارتفاع الرسوم المفروض على المحصول في المنافذ الجمركية لدول العدوان، صعوبة وصول المنتج إلى بعض الأسواق العربية؛ وذلك نتيجة للحصار المفروض على شعبنا، مُشيراً أن الرمان اليمني يصل إلى الأسواق الخارجية في دول الخليج بشكل عام والعراق.
مجلسُ المصدِّرين اليمنيين
وأوضح علي هارب أن مجلس المصدرين اليمنيين تم تأسيسه؛ بهَدفِ تنظيم التصدير وفتح نوافد تسويقية جديدة في الخارج، وَتنظيم وَتوريد الكميات إلى الخارج؛ بهَدفِ الموازنة بين العرض والطلب في كُـلّ سوق في الدول الآخر. مؤكّـداً السعي مستقبلاً لإنشاء شركات خاصه لتصدير المنتجات الزراعية المحلية والتي ستسهم في تحسين جودة الصادرات، وتنظيم عمليه التعبئة والتغليف وفتح نوافذ تسويقية جديده في بقية الدول العربية ودول أُورُوبا.
من جانبه، أحدُ أعضاء مجلس المصدرين اليمنيين -طلب عدم ذكر اسمه- أكّـد أن مجلس المصدرين اليمنيين وُجد لخدمة المزارعين وأن المجلس يهدف إلى تنظيم وتحسين عملية التصدير للمنتجات الزراعية اليمنية، وكذا تنظيم تسويقها داخليا، وتحسين جودتها والرقي بها، وكذا تأهيل الشركات والمؤسّسات المحلية المتخصصة في التسويق والتصدير للمنتجات الزراعية. مفيداً بأن المجلس سيعودُ بالنفع والفائدة على المزارع بدرجة أولى، نافياً ما يُروَّجُ له أن المجلس يعمل على الاحتكار في السوق، موضحاً أن باب المنافسة مفتوح، وأن المجلس مفتوح للانضمام إليه لأي جهة أَو مؤسّسة أَو شخص يمني بشرط امتلاك سجل تجاري وَبطاقه ضريبية وزكوية وعضوية الغرفة التجارية ويلتزم بالمقاييس والجودة المحدّدة على الجميع.
وأكّـد عضو مجلس المصدرين أن الرمان اليمني يتمتع بسُمعة جيدة خارجياً، مُشيراً أن صنف الخازمي هو الصنف الذي يتم تصديره.
صعوبات التصدير
وأشَارَ أن عمليةَ التصدير تواجه العديدَ من المشاكل، منها الطرق وبُعد المسافة وزيادة التكاليف؛ وذلك بسَببِ إغلاق المنافذ البرية في محافظة صعدة وحجة وهي الأقرب والتي تم إغلاقها؛ بسَببِ الحرب والعدوان والحصار، مُضيفاً أن عملية التصدير تتم عبر مؤسّسات يمنية والتي يتواجدُ لها وكلاءُ ومكاتبُ في كُـلّ دولة وفيه مناديب في بعض الدول مثل السعوديّة.
ودعا عضو مجلس المصدرين إلى ضرورة الاهتمام بمعاملات ما قبل وما بعد الحصاد والتي ستزيد من جودة المنتجات الزراعية، وتقلل الفاقد، وتعودُ بالنفع على المزارع.