نبشُ التاريخ لإعادة الأُمَّــة إلى المسار الصحيح.. بقلم / محمود المغربي
عندما نتحدث عن يوم الولاية أَو عن مأساة كربلاء أَو عما حدث للإمام زيد فنحن لا نحاول اجترار التاريخ للانتقام أَو محاسبة أُولئك الطغاة أَو للمتاجرة بمعاناة آل البيت رضوان الله عليهم.
بل لنقول للأُمَّـة إن هناك انحرافاً خطيراً وتحريفاً كبيراً في مسيرة الأُمَّــة وفي المنهج الذي ننهل منه وإلا كيف لأمة منهجها القرآن ودينها الإسلام ونبيها محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أن تقدم على مثل هذه الأفعال الشنيعة وتقتل وصيَّ رسول وإمامَ المتقين سيدنا عليًّا -عليه السلام- وتذبح وتصلُبُ سبطَ رسول الله.
بالتأكيد أن هناك خلالاً كبيراً كان السبب في هذا الانحراف وضياع الأُمَّــة ووصولها إلى مَـا هِي عليه اليوم من انحدار وجهل وفساد وفقر رغم ما نمتلك من ثروات، وحتى نصبح في المرتبة الأخيرة بين الأمم ونقبع في آخر القائمة في كافة المجالات ونتصدر القائمة في الفساد المادي والأخلاقي.
لذلك علينا البحث عن أسباب الانحراف وأين ومتى حدث ذلك، وبالتأكيد حدث ذلك؛ بسَببِ مخالفة بتوجيهات الله ورسوله بولاية سيدنا علي ولن نقول حدث ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وعلينا القبول بما قبل به سيدنا علي -عليه السلام- والقفز خطوة إلى الأمام وإلى ما بعد الخلفاء الراشدين والى بداية الانقلاب الأموي ليس على إمام المسلمين سيدنا علي بل على الإسلام نفسه وعلى إجماع المسلمين وإلى فترة التخلص من أصحاب رسول الله الأوائل حتى وصل الأمر إلى أول المسلمين والمؤمنين والأقرب إلى رسول الله وإلى من رفع رسول الله يده يوم غدير خم إلى سيدنا علي وإلى أحفاد وأبناء رسول الله في محاولة لتصفية الإسلام المحمدي والقضاء على من يحمل ميراث الرسالة والعلم والمعرفة.
وعلينا تخيل ماذا حدث بعد ذلك في مِئة عام من حكم بني أمية وماذا يستطيع أي نظام أن يفعل ويرسخ في عقول الناس في مدة مثل هذه.
كما قلنا ليس الغرض اجترار التاريخ ولا محاسبة أحد بل نبش التاريخ وإخراج الحقيقة من بين ركام 1400 عام لعلنا نستطيع إصلاح الاختلالات وحال الأُمَّــة والعودة بها إلى مسارها الصحيح بين الأمم، فمن المستحيل وضع قواعد البناء على أَسَاس مزيف بل يجب إصلاح الأَسَاس ليستقيم البناء والأمر لن يكون سهلاً إلا إذَا كان الغرضُ والهدف عظيماً بعيدًا عن مصالحِ طائفة أَو جماعة.
وفي سبيل ذلك علينا الانفتاح على كافة المذاهب والطوائف والاستماع إلى ما لدى الجميع وخُصُوصاً شيعة آل البيت الذين لديهم 75 % من الحقيقة.
بغضِّ النظر عن ما يسمى الفتوحات الإسلامية التي حدثت في تلك الفترة والتي فرضت الدين بقوة السيف، ولم تضف للإسلام شيء سوى قهر ونهب ثروات الشعوب والأمم وتوسيع أرض وممتلكات الخليفة وزيادة رصيد أمير المؤمنين من القطع الذهبية والجواري الجميلات عكس ما يأمُرُ به اللهُ ورسولُه.
لتذهَبْ كُـلّ ما يسمى بفتوحات سُدًى ويعودُ الناس إلى ما كانوا عليه في تلك الدول وما نشاهد من توسُّعٍ للإسلام شرقاً وغرباً لم يكن بفعل تلك الفتوحات، بل بالحُجَّةِ المقنِعة لدين الله الجذَّاب وبأخلاق وحُسن تعامل المسلمين الذين ذهبوا إلى تلك المناطق؛ بغرضِ التجارة وأغلبُهم من تجار اليمن.
وأي حديث أَو عمل لنبش الماضي دون أن يكون هذا هدفه فهو عمل أحمق وشيطاني ليس له هدف إلا تفريق الأُمَّــة أكثر مما هي مفرقة ومقسمة.