تدشينُ العام الدراسي الجديد في ظّلِ العدوان والحصار..بقلم/ خديجة المرّي
ها نحنُ اليوم مع بداية عام هجري جديد، وسنة دراسية جديدة، نرى جميعَ مُحافظات الجمهورية اليمنية قد بدأت في تدشين هذا العام الجديد، وجميع الطُّلاب والطالبات، مُستعدين للذهاب إلى مدارسهم للتعلم، فَـبالعلم والمعرفة نسمُو ونرتقي.
عامٌ مضى، وعامٌ يأتي ونحنُ في ظّل عدوان غاشم، وحصار خانق ومُستمرّ، وانقطاع للمُرتبات، والمُشتقات النفطية، وعدم توفر الاحتياجات الضرورية، إلا أنّ هذا الشعب وأبناءَه صامـدون وصابرون، وأثبتوا في الجبهة التربوية بكل جدارة وعزمٍ وهمة، صموداً لا مثيلَ له، وتفانياً وثباتاً لا يلين، لم يُركعهم هذا العدوان ولم يُخيفهم، وذهبوا إلى مدارسهم رغم القصف، رغم القتل، رغم الحصار، رغم تدمير المنشآت، والمدارس وقلة الإمْكَانيات، أبى أجيالنا إلا أن يواصلوا التعليم والذهاب إلى مدارسهم، ودراسة ما فيه الفائدة والمعرفة لهم، وهم يُدرِكون الخطرَ الذي يُواجههم ويُحدق بهم، من أيادي وطائرات الغدر والخيانة، وهي تسرح وتمرح، وتستهدفهم بلا ذنب ولاحق.
لقد تعرضت الجبهة التعليمة لعدة هجمات، من قبل الأعداء، وغيّروا المناهج بثقافات كاذبة ومغلوطة، وعمدوا بشكل مُكثّـف لطمس الآيات القرآنية التي تتحدث عن اليهود وإفسادهم، التي تتحدث وتنهى عن تولي اليهود والنصارى، وحذفوا آيات الجهاد والإنفاق في سبيل الله، وغيّبوا سيرة رسول الله الحقيقية، وحركته الرسالية الإسلامية، وغيبوا سيرة أعلام الهُدى وسيرة أهل بيت رسول الله، ووضعوا لنا بدلاً عنهم رموزا وشخصيات لا نعرفهم ولا يرتبطون بالدين الإسلامي بأية صلة، كُـلّ هذا؛ مِن أجلِ أن يتعلموا أجيالنا ثقافات مغلوطة، ويصنعوا أجيالا هشة ضعيفة لا تُدرك خطورة أعدائها، ويصعب الوصول والسيطرة لعقولهم وأفكارهم، وتدمير قيمهم وأخلاقهم، ولكن من المستحيل أن يتحقق لهم ما يُخططون له.
فقد ثبتت هذه الجبهة، وصمدت وواجهت، وصبرت وتحملت، واستمرت في الأنشطة التعليمية، وقهرت العدوّ بشدةٍ، مهما أعد العدة، سنُحطِّمُ حلمه وكيده، وسيتعلم أجيالنا المُوعظة والحكمة، والمعرفة والخبرة، ويلتزمون بمبادئ القرآن والإسلام، وبقوة الله أجيالنا ستكسر قرن الشيطان، وترفعُ شعارَ الصرخة في ساحات القدس الشريف، وأرض الحرمين، وتهتفُ بالموت لأمريكا وإسرائيل، فجيل الصرخة قادمون.
فقد كان للمعلم الدورُ المُشرّف والعظيم، في هذه الجبهة التربوية، فهو يُجاهِدُ ويحمل سلاحه، فالجهاد في جميع المجالات والميادين، هو جهاد عظيم ومشرف، فهو من يُنشئ أجيالا مُتعلمة، لا تقبل الخنوع والذلة، يُحرّر عقول الأجيال، ويصنع أعظم ثبات وانتصار، يُربي أجيالاً قوية، مدافعة عن الدين والوطن والحرية، وتسلك سبيل الكرامة والإنسانية، فـسلامٌ للمعلم، وألف شكر.
التحية للمعلم في الجبهة التربوية والتعليمية، الذي يعمل بصدقٍ وثبات، ولا يمل لا يسأم من المُضايقات؛ لأَنَّه استشعر المُسؤولية، فأبى إلا أن يصمد مهما كانت الوضعية، فهو ثابتٌ شامخ، صابر ومُساند، يخدم أمته ووطنه، معلم مخلص، معلم ناصح وحكيم، يُنشئ أجيالاً لن تذل أَو تخنع للظالمين.
لا بد للشعب أن يتعلم ويقرأ، ويتحدى العدوان، ويصنعُ الانتصارَ في كُـلّ ميادين، ويهزمُ العدوان، ونبقى إلى يوم القيامة صامدين وثابتين جيلًا بعـد جيـل.