صنعاء تطالبُ الوسيطَ الأممي بموقف جاد والأخير يعلن اقتناعَه بجهوده الراهنة.. أفق السلام تضيق مع مرور أَيَّـام التمديد
وسط خروقات متواصلة وقرصنة مُستمرّة:
المسيرة: خاص
يواصلُ تحالُفُ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي سلوكَه غيرَ المبشِّر بسلام، بعد 5 أَيَّـام من توقيع الهُدنة الإنسانية والعسكرية، حَيثُ ما تزال الخروقاتُ في تصاعد مُستمرّ، وسطَ استمرار احتجاز سفينتين نفطيتين، إحداهما تم احتجازها بعد أقل من 24 ساعة على تجديد الهُدنة، وهو الأمر الذي يؤكّـد استمرارية العدوان وأدواته ورعاته في نسف جهود السلام واستغلال الهُدنة لصالح أهدافه الضيقة وغير المشروعة.
وفي سياق الخروقات العسكرية، أفادت مصادر عسكرية لصحيفة المسيرة بأن تحالف العدوان ارتكبوا خلال اليومين الماضيين نحو 300 خرق، من بينها أكثر من 50 خرقاً بعملية تحليق للطيران التجسسي في أجواء مأرب والحديدة وعدد من المناطق.
ولفتت المصادر إلى أن من بين الخروقات استمرار استحداث التحصينات القتالية في مأرب ومحاور أُخرى، في تأكيد على نية العدوان بالعودة للتصعيد بعد تحقيقه أهدافه من وراء الهُدنة وترتيب أوراقه.
وأشَارَت المصادر إلى قصف مباشر بالأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتوسطة على مواقع الجيش واللجان الشعبيّة في عدد من المحافظات والمحاور القتالية، فضلاً عن قصف على المناطق والأعيان المدنية والسكنية، في ظل استمرار جرائم خروقات العدوان ومرتزِقته.
وفي سياق متصل، ما يزال تحالف العدوان يحتجز سفينتين نفطيتين بعد اقتيادهما إلى قبالة جيزان ومنعهما من الوصول إلى ميناء الحديدة، رغم حصولهما على التراخيص الأممية وإجرائها لكل الإجراءات اللازمة التي فرضتها الأمم المتحدة وتحالف العدوان، ومع ذلك ما يزال العجز الأممي في هذا الملف سيد الموقف، في صورة تؤكّـد تواطؤ المنظمة الأممية مع كُـلّ أعمال العدوان والحصار.
ويشكل الضعف الأممي في هذا الجانب أحد أبرز العوائق التي تقف أمام أية عملية سلام حقيقية وجادة، حَيثُ ما يزال تحالف العدوان يستند على الغطاء الأممي في كُـلّ خروقاته وانتهاكاته وتنصلاته عن تنفيذ التزاماته.
وفي السياق، ما يزال اتّفاق الحديدة هو الآخر يتعرض للانتهاكات رغم مرور قرابة 4 أعوام على تنفيذه، وَأَيْـضاً رغم تواجد البعثات الأممية بشكل مُستمرّ في الحديدة والمناطق المشمولة بالاتّفاق، وهو ما يظهر الجانب الأبرز من جوانب الدور الأممي المشكوك فيه.
ودعت صنعاء الأمم المتحدة إلى الوقوف بحزم أمام الأوضاع الراهنة، وبذل الجهود في سبيل تنفيذ اتّفاقات السلام الموقعة، واعتبار ذلك مدخلاً أولياً نحو السلام.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية هشام شرف، أمس، مع رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتّفاق الحديدة “أونمها” رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار بالحديدة اللواء مايكل بيري.
وفي اللقاء، أكّـد الوزير شرف أهميّة الالتزام بتنفيذ اتّفاق ستوكهولم، مبينًا أن دول العدوان ومرتزِقتها ما يزالون يستهدفون المدنيين بمحافظة الحديدة.
واعتبر الهُدنة الثالثة التي تم التمديدُ لها مؤخّراً فرصةً سانحة لتنفيذ العديد من إجراءات بناء الثقة؛ باعتبَارها خطوة ضرورية للدخول في أية تسوية لتحقيق السلام وتحييد الاقتصاد.
وأشَارَ إلى أهميّة وقف التلاعب بالعملة الوطنية وضمان دخول سفن المشتقات النفطية والغاز المنزلي والمواد الغذائية والبضائع التجارية بمختلف أشكالها وصرف مرتبات كافة موظفي الدولة وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي لأكثر من وجهة ووضع جدول رحلات منتظمة.
وشدّد الوزير شرف على أهميّة وضع ترتيبات عاجلة ومناسبة لاعتماد المبالغ المطلوبة للإيفاء بدفع مرتبات الموظفين من العوائد المتاحة لكل الأطراف، مؤكّـداً أن السعوديّة والإمارات كانتا سبباً رئيسياً لما حدث من إرباكات ونقل لوظائف البنك المركزي اليمني وعليهما دعم تلك الترتيبات الخَاصَّة بدفع المرتبات.
ولفت إلى حرص السياسي الأعلى على تقديم التسهيلات والدعم لفريق وبعثة إعادة الانتشار بالحديدة والاستمرار في التنسيق والتشاور، لما من شأنه إنجاح مهامهم وتنفيذ برامجهم.
ومن خلال حديث رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتّفاق الحديدة “أونمها”، بقوله: إن “لجنة تنسيق إعادة الانتشار تستمر في عملها بالشكل المطلوب”، على الرغم من الضعف الذي يخيم على الموقف الأممي الهزيل، فَـإنَّ المؤشرات تؤول إلى اقتناع الوسيط الأممي بدوره الراهن –الذي لم يخرج بنتيجة– وعزوفه عن بذل أي جهود أُخرى في مسار السلام الحقيقي الجاد والمسؤول، وهو ما يجعل الطريق ضيقة أمام أي عجلة سلام قادمة.
وبهذه الحصيلة فَـإنَّ كفة التصعيد القادم تبدو أكثر تأثيراً، إن لم تكن قد حصرت الاحتمالات في الوصول إلى “اللا سلام”، وهو ما يستوجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تغيير الموقف الحالي لتفادي انفجار الأوضاع.