التصعيدُ المُتهاوي..بقلم/ منار الشّامي
مُنحنى تصعيدٍ جديد في مرحلةِ تمددٍ مُفتعلة، وفي حضرةِ افتراقِ الحقِّ عن الباطل بعد جهودِ المزجِ الحثيثة، تظهر إسرائيل بطلّةٍ جديدة وبضعفٍ ووهنٍ أكثر باغتيالها قادات المقاومة الفلسطينية.
كانت إسرائيل مؤخّراً قد عزمت على المكوث في جوٍّ صيفيّ مُتمدد، ولهذا بدتْ العلاقات الرسميّة مع بعضِ الدول المُطبعة من وراء الأستار تظهرُ شيئاً فشيئاً، مؤخّراً في تصريحاتٍ رسميّة يُعترف بأنّ قصر اليمامة في الرياض كان قد ضمّ لقاءاتٍ لمسؤولين رفيعي الشأن من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، ليَتمّ ختامُ ذلك بفتح المجال الجوّي للطيرانِ الإسرائيلي المُعادي مُحلقًا في سماء المهلكةِ السعوديّة.
باتت العلاقاتُ الموسّعة بفعلِ زيف الانتماء والحديث المجوّف تبدو أكثر ميلًا إلى مرحلةِ نقطة الصفر الفاصلة، وهذا ما يعني أن الأمر ينحصر في مرورِ الوقت حتّى تغدو الأمور واضحةً للعيان، فمما لا شكّ فيه أن إسرائيل ستنجو بنفسها بعد أن تُضحّي بعملائها المنافقين إلى حينِ أن تنحصِر في حربٍ إقليمية مع دول محور المقاومة، وعليه فَـإنَّ جميع الدول المُطبعة ستكونُ في صفِّ الباطل مخذولةً ذليلة.
التصعيدُ الأخير والمتهوّر التي تبدو فيه إسرائيل على غيرِ بصيرة بعد معركةِ سيف القُدس هو بدايةُ ارتفاع مستوى التدرّجِ نحو الهزيمة، فطابعهُ تصعيدٌ متهاوي يجعلُ منها رهينة الوقوفِ بالمنتصف إلى حينِ أن تفي فصائلُ المقاومة بوعدها في إلحاقِ الهزيمةِ بهم كردٍّ مشروح لدماء الشهداء.
في مرحلةِ الردِّ التي تظهرُ بها المقاومة الفلسطينية، يُلحظُ للباحثين بهذا الشأن أنها انتقلت إلى مستوى دفاعيٍّ أكثر فاعليّة وأقلُّ ثغرات، فسيطرتها العسكريّة المباشرة في الردِّ السريع والتحَرّك وفقَ خطةٍ موحّدة تهدفُ إلى ربطِ كُـلّ المجالات ببعضها، منها إحداثُ شللٍ في المواقع الإلكترونية التابعة لداخليّة جيش العدوّ.
إنّ المرحلة القادمة ستحملُ معها تحوّلًا فاصلًا وجُزءًا ثانيًا لمعركةِ سيف القدس، فيا تُرى هل سيرى العالمُ حقيقة أُكذوبةِ الجيشِ الذي لا يُقهر، وذوبان القُبّةِ الحديدية بنارِ الغضبِ العارم والردِّ الحازم ودماء الشُّهداء التي لن ولم تذهب هدرًا، والوعود الصادقة لكلِّ من ينتظر وعد الآخرة بقلبٍ مُجاهد مُلِئَ بُغضًا للكيان الصهيونيّ.