مكافأةُ “إسرائيل” للمطبِّعين..بقلم/ د. شعفل علي عمير
عَمِدَ بعضُ الخونة من الحكام العرب إلى تسويقِ مبرّرٍ لتطبيعهم مع الكيان الصهيوني؛ بذرعـةِ أن هذا التطبيعَ يخدُمُ القضيةَ الفلسطينيةَ، وأن أثرَه المنظورَ سيكونُ في صالح الشعب الفلسطيني، وهذه الأوهامُ سرعان ما أثبتت الأحداثُ العكس منها، فقد كان التطبيعُ بمثابة الضوء الأخضر للكيان الغاصب بزيادة وتيرة توسعه وقمعه واعتدائه المتكرّر على شعبنا الفلسطيني، هذا إن دل على شيء إنما يدُلُّ على أن هؤلاء الحكام العرب مُجَـرّدُ دُمًى محكومة من قبل دول الاستكبار العالمي ويدورون في فلكهم ويأتمرون بأمرهم، وما يثيرُ الدهشةَ هو ردودُ أفعالهم التي اتسمت بالبرود والبعض بالتشفي عند اغتيال القائد المجاهد الشيخ تيسير الجعبري وثلة من المجاهدين ولم يسلم الأطفال من بطش هذا الكيان الغاصب.
كُلُّ تلك الأحداث -سواءً الحاضرة أَو ما سبقها من أحداث- تعد دليلاً قطعياً على أن هذا الكيان لن يقفَ عند حَــدٍّ في عدوانه إلَّا بتحَرُّكِ أبناء الأُمَّــة الإسلامية أولاً لتحرير أنفسهم من هيمنة الخَوَنة من الحكام الذين يمنعونهم حتى من التعبير عن غضبهم واستنكارهم لما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من إبادة تستهدفهم جميعاً كما تستهدفُ مقدسات المسلمين.
ولعل الزيارات المتكرّرة لليهود إلى المملكة السعوديّة وتدنيسهم لمقدسات المسلمين دليلٌ واضح لتواطؤ سعوديّ واتّفاق خبيث لتصفية قادة المقاومة في فلسطين المحتلّة.
ولم يعد هناك أيُّ مبرِّرٍ يشفع للمطبعين عند ربهم أَو شعوبهم فقد انحرفوا عن تعاليم دينهم فقد عمد الكيان الصهيوني على أن يفضح ما يروجون له من مبرّرات التطبيع والعمالة لهذا الكيان الغاصب قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)، فقد اتبعوا فعلاً أهواء اليهود ووالوهم وتآمروا معهم على أُمَّـة الإسلام ومقدساته، ومن حكمة الله أن جعل من أعمال اليهود حجّـةً على كُـلّ من اتبعهم فعكست أعمالُهم صدقَ القرآن الكريم في وعيده لمن اتبع أهواءَ اليهود والنصارى فأصبح جزءًا منهم وأدَاةً لتنفيذ أهدافهم وعدوانهم.