ليست بلاءً بل واجَه الطاغي بـ لا..بقلم/ احترام المُشرّف
في ظاهرها بلاء وحقيقتها عز وإباء، فيها وجعٌ وعناء وفيها نصرٌ وولاء، سقطَ الحسينُ ممزقاً كي تفهموا أنّ السكوتَ على الطغاةِ محرَّمٌ.
الحسين أسّسها وبدأ بها وشيّد أركانها وجاد بروحه الشريفة وأرواح الكوكبة الطاهرة من بيت النبوة ومن والاهم في سبيلها، الحسين أعلنها لا للسكوت عن الظلم لا لمداهنة الظالمين، الحسين أعاد للإسلام عزه بعد أن كاد يندثر تحت حكم معاوية ويزيد السكير، الحسين قال للنفس هذه طريقك كي تفهمي وكي تفهم الأنفس الزكية الحسينية، الحسين بذل الروح والمال والولد في سبيل إعلاء كلمة الله ونصرة دين الله، وكانت كربلاء وكان يوم عاشوراء يوم ذبح الحسين وأهل بيته يوم صُبت الأحزان صباً على زينب.
كلّ هذه التضحيات التي قُدمت من آل بيت النبوة ومهبط الوحي والتي لا نستشعرها حق الاستشعار وإن ادّعينا ذلك.
ليأتي من ران على قلوبهم وختم الله على سمعهم وجعل على أبصارهم غشاوة ليقولوا كفراً: إن إحياء ذكرى الحسين لا تثير الفتن وتؤججُ النعرات، يا أوغاد وهل في إحياء ذكرى الحسين إلا الخير لنا ولكم، وهل في تذكر وتذكير ما حدث في كربلاء للإمام الحسين وأهل بيته إلا لتقوية الإيمَـان وثبات القلوب على البلاء ومعرفة كيف تكون التضحيات وكيف يكون الولاء.
وأما مَـا هو أشد وأكبر من قول هؤلاء فقول آخرين إن ما حدث في كربلاء هو فتنة بين فئتين من المسلمين أحدهما اجتهد فأصاب ويعنون الإمام الحسين -عَلَيْهِ السَّـلَامُ-، والآخر اجتهد فأخطأ ويعنون السكير الدعي يزيد الذي لمثله ولمثل من يقولون هذا القول خلقت جهنم! عن أية فئتين يتحدثون وأي اثنين يقصدون وهل يصح أن يقارن حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، وهل يقاس التراب بالعسجد، أَو يشبه الحصى بالزبرجد، ومن أين للثراء ويزيد هو دون الثراء أن يقارن بالثريا بالحسين الذى هو سدرة المنتهى.
وكيف ينعت بالإسلام من هتك الحرمات وقتل آل بيت النبوة وسبى بنات رسول الله ونكل بهم وتجرأ على الله وقطع رأس سبط رسول الله وريحانته وفجع سيدة نساء العالمين في ولدها واستباح حرمات مكة والمدينة ورمى الكعبة بالمنجنيق وحرق أستارها واستباح مدينة رسول اللّه صلى عليه وعلى آله، لمثل هذا يموت القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمَـان.
لم تخلق جهنم إلَّا لمثل هؤلاء يزيد ومن سار على نهجه إلى يوم القيامة، أما المؤمنون بالله ورسوله بشتى أسمائهم سنة وشيعة فهم مع الحسين وفي درب الحسين وعلى نهج الحسين وما إحياء ذكرى كربلاء إلا قليل مما يجب علينا تجاه الحسين وأهل بيته -عليه وعليهم السلام- وكربلاء باقية والحسينيون باقون ما بقي الليل والنهار، والعاقبة للمتقين.