على ضوء خطاب المشاط في حفل تخرج دفعة “هيهات منا الذلة”.. استمرارُ العدوان والحصار يعزِّزُ من خصوبة بناء جيش اليمن القوي القادر على خوض كُـلّ التحديات
المسيرة: خاص
لفت القائدُ الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، المشير الركن مهدي المشاط، إلى أن استمرارَ العدوان والحصار، عاملٌ رئيسٌ في توليد انفجار أول نتائجه بناء جيش يمني قوي قادر على خوض كُـلّ التحديات، فضلاً عن النتائج الأُخرى المتمثلة في قلب الطاولة على العدوّ ورعاته وجرهم إلى مربع الذعر والانتقام من الغطرسة التي مورست بحق اليمن واليمنين لنحو ثمانية أعوام.
وفي كلمة له خلال العرض، أكّـد الرئيس المشاط أن “اكتسابَ المعارف والعلوم العسكرية والتدريبية، هو جهاد في سبيل الله، ومن صميم الجهاد في سبيل الله؛ لأَنَّه من الإعداد أمام أعداء الله كما قال تعالى”.
وقال: “إن الحروب والصراعات هي من تبني الأمم والدول وهي من تبني الناس، ونحن يجب علينا أن نستغل كُـلّ التحديات، التي نمر بها سواء على مستوى مؤسّستنا العسكرية البطلة أَو على مستوى كُـلّ مؤسّسات الدولة، يجب أن نستغلها ونحولها إلى فرص لنبني بلدنا وأمتنا، وهذا ما يجب أن نحرص عليه جميعاً في كُـلّ مؤسّسات الدولة”، وهو ما يجعل من استمرار العدوان والحصار بمثابة توليف السعوديّة والإمارات لقنبلة نتيجتها الانفجار بوجوههم.
وَأَضَـافَ “أن الواقع العملي والتحديات التي فُرضت على بلدنا هي من أكبر الجامعات، بل أكبر من كُـلّ الجامعات فالعلوم التي نمارسها هي سلوك تطبيقية، وأنتم في مسرح العمليات العسكرية تمارسون التطبيق العملي بدلاً عن النظري وهي فرصة يجب أن تستغل ولن يحصل عليها جيش كما حصل عليها جيشنا اليمني”.
وأوضح رئيس المجلس السياسي الأعلى أن حروبَ العصر القائمة تُختصر في نقطتين حروب التقنيات والتكتيكات، متبعاً حديثه بالقول: “من الطبيعي بل ومن البديهي أن تحتاجَ للخبرة والعلم والأداء العالي والممارسة حتى تكتسب تكتيكاً معيناً حتى تحصل على تقنية معينة”.
وفيما شدّد على ضرورة الحفاظ على الرصيد الذي اكتسبته المؤسّسة العسكرية، فَـإنَّه نوّه إلى أن “هذه الفعاليات المتلاحقة تأتي في سياق تدشين العام التدريبي في كُـلّ المناطق العسكرية”، في رسالة توحي بأن الجحافل التي توعد بها قائد الثورة في طريقها إلى النور، لا سيَّما مع تضاعف الفرص والحجج أمامها؛ بفعل غطرسة العدوان وتمسكه بالتجويع والقهر والإذلال بحق الشعب اليمني.
وواصل الرئيسُ المشاط رسائلَه “كُـلّ المناطق العسكرية، وفي المؤسّسة الأمنية أَيْـضاً وكافة مؤسّسات الدولة يجب أن تكونوا في قوات الحماية والمناطق العسكرية في أدائكم السلوكي والعملي على مستوًى عالٍ، فشعبنا يتطلع إليكم بإعزاز وإجلال وافتخار وأنتم القُدوة والشرف والأسوة للشعب اليمني، أنتم خلاصة رجال الرجال، فلا تستهينوا بأنفسكم، بل يجب أن عليكم أن تكونوا في مستوى المسؤولية والطموح والتطلعات التي ينظر إليها أبناء هذا الشعب”.
واستطرد قائلاً: “كذلك على مستوى مسرح العمليات والأداء القتالي، يجب أن تكونوا أنتم النموذجَ الأمثلَ في تقديم التضحية والفداء أكبر من جميع المناطق العسكرية، فالتنافس والارتقاء مهم وإيجابي بين جميع القوى وداخل القوى نفسها، فبأداء مؤسّسة الجيش الباعث على الاعتزاز لكل يمني ويمنية أنتم بحق أعدتم مقالة التاريخ المشهورة أن اليمن مقبرة الغزاة أثبتم واقعاً وأعدتم التاريخ كما تحدث عنه آباؤنا وأجدادنا بأنه مقبرة الغزاة”، في إشارة تؤكّـد أن كُـلّ وحدات الجيش سوف تتجرد من شكلياتها ومسمياتها الضيقة لتنخرط جميعها في مشروع أوسع ودائرة أشمل للدفاع عن اليمن وحقوقه.
وخاطب الضباط والصف والجنود بالقول: “شعبنا اليمني معكم ويبارك خطواتكم في كُـلّ ما شأنه تبني حقه في العيش الكريم، وأذكر في هذه المناسبة بما قاله سيدنا وقائدنا أننا سنكون مستعدين، وسنقدم في هذا العام بجحافل جيشنا”، مُضيفاً “هَـا هي جحافل جيشنا في إطار الاستعداد التام عندما طلبت من أبناء المجتمع وكلّ مؤسّسات الدولة ومن الجميع أن نكون على أهبة الاستعداد، ها نحن بالشكل الذي نكون عند مستوى ظنك، فمع تلك الأخطار والتحديات راهن بنا يا سيدنا وقائدنا، فنحن سيفك البتار ونحن جند الله تحت أمرك جاهزون.
وتطرق الرئيس المشاط إلى كيف فشلت حركات الأعداء التي أتت لتدمير المؤسّسة العسكرية البطلة، حتى أصبحت القوات المسلحة اليمنية هي الرمز والفخر والاعتزاز لكل أبناء الشعب اليمني.
ووسط العروض المهيبة التي عكست جانباً من المهارات والقدرات التي بات يتحلى بها أبطال الجيش اليمني، أوصل المشير المشاط “الشكر للخريجين في هذه الدفعة، وهم يلقون العرض ويعودون إلى المتارس، وأنتم تلقنون الأعداء كُـلّ فنون التأديب حتى لا يفكر في يوم من الأيّام الاعتداء على بلدنا طالما وأنتم موجودون في هذا البلد، مستدركاً “الشكر للمرابطين في الثغور وعلى قمم الجبال، وممن لم يلتحقوا في هذه الدورات التي تقام في مطلع العام التدريبي، وأحيي هذا الشموخ وأقبل السواعد السمراء التي أَدَّت كُـلّ هذا العرض أمامنا برؤوس عالية وشموخ وطموح وعنفوان”.
وفي السياق، رد الخريجون الأبطالَ على القائد الأعلى، بالتأكيد على المضي نحو الدفاع عن اليمن ودينه ومقدراته وصون كرامة أبنائه، لافتين إلى أن مؤامرات العدوان لن تزيد الأبطال إلا بأساً وعنفواناً نحو إسقاط الغطرسة، مؤكّـدين أن استمرارَ العدوان والحصار والمساومة على حقوق الشعب اليمني سيجعلُ العدوانَ في موقف أكثر حسرةً وندامةً.
حضر الاحتفالَ أعضاءُ المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي ومحمد النعيمي وجابر الوهباني ورئيسي مجلسي الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور والقضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل ونواب رئيسي مجلسي الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان والنواب عبدالسلام هشول وعبدالرحمن الجماعي ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء الركن علي الموشكي وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء يوسف المداني وقائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء جميل زرعة وعددٌ من قيادات الدولة مدنيين وعسكريين.