بضاعةُ الاحتلال المكشوفة.. بقلم / محمد يحيى الضلعي
بدأت الأوراق تتكشف للبعض رغم انكشافها لنا منذ زمن، وظهرت الحقائق جلية للبعض أَيْـضاً رغم ظهورها لنا من البداية، واستغرب كَثيراً مما يحدث في المحافظات المحتلّة من انفلات أمني ومعارك بينية وقتلى وجرحى بشكل شبه يومي، وأقول لهم ماذا تنتظرون من محتلّ أن يزرع لكم؟ ماذا تنتظرون من عدو غاصب أن يصنع لكم؟ ومن متى جاء الغزاة والمستعمرون بالرفاهية والأمن والاستقرار للبلاد التي يحتلونها؟ ومن متى كانت البلاد المستعمرة آمنة أهلاً وأرضاً؟
هي شرعية مشرعنة فقط من محتلّ، لا أصل لها ولا قاعدة بل للتوضيح هي بلا أصل من كُـلّ النواحي منفلتة كقضيتها المزعومة وفاشلة كفشلها الذريع في إدارة المناطق المحتلّة هي لا تسمي نفسها ولا تسمي زعيمها هي لا تقرّر ولا تصدر القرارات لنفسها أَو لأتباعها هي فقط تتلقى كُـلّ القرارات من كفيلها وهي من تواجه التبعات فقط.
ما يحدث من فوضى عارمة وعلى كُـلّ المستويات في المحافظات المحتلّة يجعل الصغير قبل الكبير في حالة تعجب لا تنتهي، لا أمن واستقرار ولا اقتصاد وَأَيْـضاً لا كرامة موجودة، كُـلّ ما يصاغ في الإعلام ترويج كاذب بشرعنة لعصابة الاحتلال والأعظم من هذا أن الكل يعرف بهشاشة الوضع وركاكته على كُـلّ المستويات ويقامرون ولا نعرف لماذا؟
ما يحدث في شبوة من تناحر بين أبناء البلد الواحد هو طبيعي وتحصيل حاصل لنتائج محتلّ ومخرج يريد هكذا لحاجة في نفس يعقوب ولا غرابة أن كُـلّ المحافظات المحتلّة تمر بنفس مرحلة الصراع ليسهل للمحتلّ تنصيب من يريد من نصابين وقوانين لقضاء حاجته.
ألا يدرك هؤلاء المغفلون وهم في كامل الدراية بما يدور وبما سيكون وما هي العواقب، ألا يدركون أَيْـضاً أن هؤلاء العملاء وبثمن بخس باعوا البلاد أرضاً وإنساناً، حَيثُ تتجرد كُـلّ معاني الأخوة والإنسانية في دول العدوان بمشاهدتها كُـلّ المعاناة لأبناء الشعب اليمني ولا تمييز عندهم فهؤلاء البعران لم ينصفوا عملائهم فما بالك بالذين وقفوا في وجوههم لنيل العزة والكرامة والأمور واضحة وفي أوضح تجلياتها فليست بحاجة للتحليل والتوصيف وهم يعرفون أكثر منا بعدالة قضيتنا، ولكن ما يؤلم الشجرة من الفأس أن العصا التي تحمل الفأس من جنسها مقطوعة منها وهكذا هم العملاء الذي جلبوا المحتلّ ليغتصب الثروة ويصادر الكرامة وإجمالاً لكل هذا ليسوا في مرتبة العلاء.
منذ الأمس واليوم وحتى الغد ستتجلى الأمور أكثر ستتضح الصورة لتكون بدقة أعلى، سيعلم الجميع سواء أكان غبياً أم متغابياً أن دول العهر ممثلة بالسعوديّة والإمارات ما أرادت الخير يوماً لهذا البلد، وأن المناطق التي تسلم لهم زمام الأمور ستدفع الثمن باهضاً وبشكل مُستمرّ، ستظل تدفعه كُـلّ يوم حتى تتحرّر ولا خيار للخروج من هذا المستنقع السيء سوى ثورة عارمة وانحياز شامل للصف الوطني حتى يتم طرد المحتلّ وتأمين البلاد وبناء الدولة التي يحلم بها كُـلّ اليمنيين.
إن رسالتنا من صنعاء الشموخ لكل ربوع الوطن الغالي خُصُوصاً تلك المناطق التي تقع تحت وطأة المحتلّ يديرها عبر الدمى المحلية التي ارتضت لنفسها أن تكون كلاب صيد لسيدها، رسالتنا للجميع نقول لهم لقد آن الأوان لأن تصنعوا موقفاً يخلده التاريخ، أفيقوا من غفلتكم وكونوا أحراراً ترفضون الخنوع، دعوا ضمائركم تنطق واتركوا المقامرة والتغابي واعترفوا بخطئكم واعتذروا وانضموا لصف الأحرار كي نصنع المجد الذي انتظرناه طويلاً وآن الوقت لعناقه.
وكما قدمنا الشهداء لتتحرّر الجوف سنقدم أضعافهم لتحرّر شبوة ومأرب وعدن والمهرة وكل شبر يقع تحت وطأة المحتلّ، ولا هدوء ولا استقرار ولا تراجع ولا خنوع ولا سكون ولا هُدنة حتى تصبح اليمن العظيمة كلها حرة أبية رغماً عن كُـلّ الحاقدين والأعداء والمرتزِقة ولا نامت أعين الجبناء.