عطايا: “وحدةُ الساحات” صنعت معادلاتٍ جديدةً وحقّقت إنجازاتٍ عدة في المواجهة مع العدو
المسيرة | وكالات
رصد ممثلُ “حركة الجهاد الإسلامي” في لبنان، إحسان عطايا، جملةَ إنجازات تحقّقت في معركة “وحدة الساحات” التي قادتها حركة الجهاد الإسلامي، مع إشارته إلى أنَّ الحركة وسراياها باتت تشكل عائقًا كَبيراً أمام تمرير مخطّطات العدوّ الإسرائيلي التي باتت معروفة للجميع.
وأوضح عطايا في كلمة أمام ملتقى كُتَّاب العرب والأحرار أنَّ أولى إنجازات معركة “وحدة الساحات” تتمثل في منع العدوّ الصهيوني من كسر معادلة حماية المقاومين من الاغتيال التي ثبتتها الحركة على لسان أمينها العام، والرد على اغتيال أي مقاوم بقصف “تل أبيب”.
وأشَارَ إلى أنَّ المعركة ساهمت في صناعة معادلة جديدة، وهي “وحدة الساحات” الفلسطينية في المواجهة مع العدوّ، وعدم السماح للعدو بالاستفراد في ساحة فلسطينية من دون تدخل المقاومة في الساحات الفلسطينية الأُخرى، مبينًا أن المعركة فضحت العدوّ وكشفت نقاط ضعفه، وعلى رأسها عدم قدرته على الصمود بوجه صواريخ المقاومة، على الرغم من مساندة الولايات المتحدة الأمريكية له بكل ما تملك من قوة وإمْكَانيات على مختلف المستويات.
وذكر أن المعركة أفضت إلى إفشال هدف العدوّ من عدوانه، وهو كسر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وإضعاف قوتها، ولا سيما بعد تنامي قدراتها وتطورها الملحوظ بشكل عام، وفي الضفة بشكل خاص (كتيبة جنين، كتيبة نابلس… ).
وأشَارَ إلى أنَّ من بين تلك الإنجازات هو “إثبات قدرة الحركة على إدارة معركة غير متكافئة عسكريًّا ضد العدوّ الصهيوني بوتيرة موجعة ومؤلمة له، على الرغم من استشهاد قائدين ميدانيين بارزين هما مسؤول المنطقة الشمالية ومسؤول المنطقة الجنوبية، من دون أن تتأثر خطتها في رماية الصواريخ، بل ازدادت كثافتها في اليوم الثالث لتصل إلى خمسمِئة صاروخ تقريبًا”.
وأضاف: “كذلك من الإنجازات قدرت الحركة على تفويت الفرصة على العدوّ في حربه الإعلامية والنفسية ومحاولته دق إسفين بين حركة الجهاد وشعبنا الفلسطيني عُمُـومًا، وفي غزة على وجه الخصوص، وبينها وبين حركة حماس التي لم تشارك عسكريًّا في هذه المعركة”.
وأوضح أنَّ المعركة أعطت دفعاً جديدًا لروح المقاومة، قائلاً: “من إنجازاتها أَيْـضاً استنهاض الفعل المقاوم في الضفة الغربية، ولا سيما في جنين ونابلس وغيرهما”.
وأضاف: “ومن إنجازاتها استنهاض القوى الحية في أمتنا العربية والإسلامية، وهذا ظهر في التضامن الكبير الذي شهدته الأيّام الثلاثة التي خاضت فيها حركة الجهاد معركة “وحدة الساحات” ضد العدوّ الصهيوني”.
وأكّـد أنَّ من الإنجازات التي حقّقتها “وحدة الساحات”، التفاف جماهير الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده حول خيار المواجهة العسكرية ضد العدوان الصهيوني على غزة.
إلى جانب كُـلّ تلك الإنجازات، أوضح أنَّ من تجليات هذا الانتصار هو أن حركة الجهاد الإسلامي أثبتت قدرتها على إدارة المعركة السياسية والإعلامية والنفسية إلى جانب المعركة العسكرية التي تخوضها سراياها والفصائل الفلسطينية التي شاركت معها، بقوة واقتدار.
وأضاف: “استطاعت حركة الجهاد الإسلامي أن تكسر هيبة العدوّ الصهيوني أمام كُـلّ العالم، وتظهر مدى ضعفه في مواجهة فصيل فلسطيني واحد، فكيف إذَا اجتمعت كُـلّ الفصائل الفلسطينية؟! وكيف إذَا اجتمعت كُـلّ قوى محور المقاومة، وتوحدت الساحات على مستوى المحور؟!”
وفي جانب آخر، أشار إلى انَّ المعركة كانت بمثابة تعرية العدوّ الذي يطلق التهديدات الفارغة بشن حرب ضد حزب الله أَو إيران، وإظهار مدى عجزه عن القيام بذلك، وهو غير قادر على تحمل صواريخ سرايا القدس التي تصنع محليًّا، ولا تقاس بإمْكَانية حزب الله العسكرية، ولا تقارن حكمًا بقدرة إيران العسكرية.
وأكّـد عطايا أن الشعب الفلسطيني عصيٌّ على الإذلال وعصيٌّ على الترويض، وأن مقاومته عصية على الكسر، مُشيراً إلى “أنَّ حركة الجهاد الإسلامي مُستمرّة في المقاومة حتى تحرير فلسطين كُـلّ فلسطين”.
وبيَّنَ أنَّ ما تحقّق من إنجازات يحمل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مسؤولية إضافية تجاه شعبنا وأمتنا، قائلاً: “نحن نعدكم بأننا سنكون عند حسن ظنكم، وسنكون رأس حربة المقاومة ضد العدوّ الصهيوني، ولن نحيد قيد أنملة عن ثوابت حركتنا، وسنبقى متمسكين بمشروع التحرير الكامل والعودة إلى الديار مهما كان الثمن، وسنبقى أوفياء لأرواح شهدائنا ودماء جرحانا ومعاناة أسرانا وتضحيات شعبنا، ولكل من ساندنا ودعمنا وضحى معنا على طريق القدس وفلسطين”.
وشدّد في ختام حديثه، على أنَّ “العدوّ مجبر على الالتزام بتعهد الوسيط المصري؛ لأَنَّه لا يتحمل استئناف إطلاق الصواريخ على كيانه. وأهم ضمانة للإفراج عن الأسير المضرب عن الطعام خليل عواودة، وعن الأسير القائد الشيخ بسام السعدي، هي صواريخ سرايا القدس”.