كربلاءُ آل الرميمة في ذكراها السابعة..بقلم/ دينا الرميمة
عندما يكتب الجميع ليستحضروا النسيان أكتب أنا لاستحضار الماضي كمن لا ينسى أبداً لأقطع بذلك يد النسيان التي تحاول أن تطال ذاكرتي المتخمة بمأساة لا زلت أحفظ أدق تفاصليها وأود لو استطيع سرد أحداثها وتفاصيل واقعية لجريمة ومجزرة حق لها أن تتسمى بكربلاء العصر؛ كونها حملت نفس الدوافع والأسباب لكربلاء الحسين وكذلك النتائج.
فمجرم الأمس الذي ذبح رأس الحسين هو من أسس لمنهج داعشي قوامه الذبح وحز الرؤوس والتمثيل بالجثث وسحلها انتهجه مجرمو اليوم في يمننا الحبيب بعد أن انضموا لصف العدوان السعوديّ الأمريكي الذي بدوره غرس فيهم الحقد والعنصرية منذ وقت مبكر وبسلاح الطائفية والمذهبية سلاحهم قبل السلاح العسكري.
وعلى الطرف الآخر أسرة هاشمية دفعت بأبنائها للوقوف ضد العدوان على بلدهم يحملون بين جنباتهم مشروعهم القرآني معلنين شعار البراءة من أمريكا وإسرائيل ومردّدين شعار قائدهم الأول وجدهم (هيهات منا الذلة).
كانت تلك هي ذنوب وجرائم آل الرميمة التي وجب على كُـلّ تعز ومن انظموا إليها من المرتزِقة من بقية المدن أن يتوجّـهوا لإبادتهم ومحو ذكرهم من على ظهر الأرض.
لعبوا بالمسميات وَتحت اسم المقاومة تجمعوا ويجمعهم شعارهم الذبح والسحل لكل من ينتمي لبيت الرميمة، فبدأوها معركة غير متكافئة العتاد والعدد فالطرف الآخر ليسوا إلا ثلة رجال مؤمنين بوعد ربهم واثقين بنصرته لهم رغم قلتهم ما جعلهم أشد قوة وتمسكاً بالدفاع عن أرضهم وعرضهم ودينهم الذي يريد العدوّ سلبه منهم واستبداله بالدين الوهَّـابي الداعشي! خاضوا المعركة بكل شجاعة وإباء لمدة شهر من الحرب ظنها دواعش تعز لن تستغرق إلا يوماً فتفاجأوا برجال لا يخافون في الله لومة لائم، سقط منهم الشهيد تلو الآخر، استهدف عدوهم النساء والأطفال الذين لم تشفع لهم براءتهم ولا عجوز ظنت أن ضعف بصرها وسنها الذي بلغ الثمانين سيشفعان لها عندهم، حاصروهم من لقمة عيشهم، نهبت البيوت ومن ثم أحرقت، أصبحت بقية المنازل التي تواجد فيها النازحون من النساء والأطفال هدف قناصيهم.
حاصروا الطريق المؤدية إلى المدينة وتركوا الجرحى من الأطفال يموتون أثر نزيف دمائهم البريئة، بالمقابل رجال الله ما زالوا في الميدان يسطرون أروع البطولات في معركة قوية بين الحق والباطل انتهت بيوم كربلائي قبله أرسل العدوّ رسله يعلن رغبته بالصلح!
حينها قبل به آل الرميمة حقناً للدماء خَاصَّة وأن عددهم بات قليلًا بعد أن استشهد الكثير منهم وقلت ذخيرتهم ولكن ذخيرة الإيمَـان لم تنفذ من قلوبهم وذاك ما جعلهم يقبلون بصلح تم إبرامُه بتاريخ ١٦/٨/٢٠١٥.
لم يكونوا على علم بنوايا عدوهم السيئة وما تخفيه صدورهم من العواصف المدمّـرة من الحقد الأسود عليهم إلا بعد أن سمعوا وسمعنا تكبيراتهم تشق الأرجاء فرحاً بقتلهم بعد أن اقتادوهم عزلاً من السلاح وهم يعتبرون بمثابة أسرى حرب أَو بالأصح مختطفين، قتلوهم واحداً تلو الآخر غدراً ونكثاً للعهود وكل تعاليم الإسلام.
نفذوا بالبعض عملية السحل وألقيت بعض الجثث من مباني مرتفعة بعد أن تم قتلها بالرصاص بطريقة داعشية بشعة جِـدًّا تئن لهولها الجبال، فاستقبلتها نساء آل الرميمة اللاتي لم يضعفن أمام تهديدات أُولئك القبيحة أفعالهم وأشكالهم لهن بالسبي ولم تخر قواهن أمام هول المأساة ورصاصات كادت تفتك بهن فقمن بدفن شهدائهن في يوم عز فيه رجال الرجال مخلدات بذلك أول جنازة تدفنها النساء في تاريخ اليمن وبصبر زينبي عز على كُـلّ مفردات اللغة انصافه وتوصيفه، وضاق عليهن البقاء في أرض قل فيها الناصر وتسلطت عليهن ألسنة المتشفي والحاقد ليرحلن بمن تبقى معهن من أطفال إلى صنعاء التي احتضتهن بكل حب حاملات في قلوبهن قضية وطن ومظلومية أسرة لا يزال بعض أبنائها مجهول مصيرهم حتى اليوم!!
وفي ذكرى كربلاء آل الرميمة السابعة نطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكافة المنظّمات الدولية بالكشف عن مصيرهم إن كان ذبحوا مع من ذبحوهم أَو ما زالوا أسرى يتجرعون التعذيب في سجونهم حتى اليوم ونطالب بسرعة الإفراج عنهم.