صنعاء.. والطريقُ إلى السلام..بقلم/ منصور البكالي
الطريقُ إلى السلام في اليمن ليست مفروشةً بالورود والسجاد الأحمر بقدر ما هي مليئةٌ بالمطامع الدولية والإقليمية بثروات ومقدرات دولة عائمة على أكبر مخزون من النفط والغاز في العالم، وتتحكم بأهم ممر عالمي لممرات التجارة العالمية، ولها موقع استراتيجي أشد حساسية في رسم المعادلات والتحولات الدولية، ومع ذلك كانت تفتقر إلى أبسط مقومات القوة العسكرية والسياسية القادرة على حمايتها، ما أسال لعاب دول الاستكبار العالمي لاحتلالها ومصادرة قرارها السياسي وانتهاك سيادتها الوطنية.
وبقدوم ثورة 21 سبتمبر الفتية، التي هزت عروشَ الطغاة والمستكبرين، وأفشلت مخطّطاتِهم ودحرت أدواتِهم العميلة شنوا على اليمن عدوان بقيادة أمريكية بريطانية وبمشاركة صهيونية عبر جيوش وأسلحة عدد من الحكومات العربية المنبطحة، وبتسليح ووجود عسكري أمريكي بريطاني صهيوني في المناطق المحتلّة.
وبعد 8 أعوام من الصمود اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ وحصاره وفشل مؤامراته وتكشف أهدافه الاستعمارية، وبدء معركة التحرير لعدد من المحافظات والمناطق القريبة من منابع النفط والغاز، برزت إلى الواجهة دعوات السلام والعودة إلى طاولات المفاوضات والمضي في 3 هُدن تجريبية، في محاولة مخادعة للبحث عن سلام يضمن للغزاة والطامعين الهيمنة على المحافظات والمناطق النفطية والاستمرار في نهب مقدرات وخيرات الشعب اليمني في وضح النهار.
صنعاء ومن موقعها العسكري المتصاعد بقوة، مدركة لطبيعة السلام الذي تبحثُ عنه دول العدوان ومرتزِقتهم، تقول للعالم عبر عروضها العسكرية وتصريحات قياداتها السياسية، وتحَرّكاتها الدولية للعمل سوياً مع كُـلّ الدول المتضررة من السياسية الأمريكية في هذا العالم: إن الطريق نحو السلام ليس بالهُدن المزمنة ولا بالسماح لبعض سفن الغذاء والدواء بالدخول إلى ميناء الحديدة ولا ببعض الرحالات الجوية الطبية والتجارية، بل إن السلام الحقيقي يتمثل في خروج كافة القوى العسكرية الأجنبية من الأراضي اليمنية ووقف نهب الثروات اليمنية، وإطلاق مرتبات الموظفين، وتوريد عائدات النفط والغاز اليمني والموانئ التجارية المحتلّة إلى صنعاء، ما لم فَـإنَّ القوات المسلحة اليمنية بمختلف تشكيلاتها على أتم الجهوزية لخوض معركة الحرية والاستقلال والعبور بالشعب اليمني المُستمرّ بعطائه وتضحياته إلى طريق السلام الحقيقية.