تحت غطاء الهُـدنة.. أمريكا تتوسع عسكريًّا في حضرموت وتشرف على نهب ثروات شبوة
تحَرّكات عدائية مباشرة تقوّض مسار التهدئة والسلام
المسيرة | خاص
في الوقت الذي تتحدَّثُ فيه الولاياتُ المتحدةُ عن “دعم” الهُـدنة في اليمن، تقومُ بمضاعفة تحَرّكاتها العدوانية المباشرة ضد البلد على عدة أصعدة، حَيثُ أرسلت مؤخّراً قواتٍ عسكريةً إضافيةً إلى محافظة حضرموت، فيما زار مبعوثُها محافظةَ شبوةَ وعقد لقاءاتٍ مع قوات الاحتلال الإماراتي وسط أنباء عن إبرام صفقة جديدة لنهب ثروات المحافظة، الأمر الذي يؤكّـد أن واشنطن لا زالت مُصرةً على استخدام الهُـدنة كغطاء لثبيت مصالحها ومطامعها في البلد، وهو سلوك من شأنه أن يقوض التهدئة التي تعيش آخر فترات تمديدها.
القواتُ العسكرية الأمريكية الجديدة التي وصلت إلى محافظة حضرموت زار وفدٌ منها مديرية “بروم ميفع” والتقى بمسؤولين أمنيين وعسكريين في سلطات المرتزِقة هناك، كما عقد لقاءات مع “منظمات مجتمع مدني” تعمل في المنطقة.
الزيارة أثارت موجةَ سخط وانتقادات كبيرة، فبرغم صمت وسائل إعلام حكومة المرتزِقة ومحاولتها عدم تسليط الضوء على الحدث، قام نشطاءُ بنشر العديد من الصور التي أظهرت جنود وضباط الوفد العسكري الأمريكي خلال اللقاءات التي تضمنتها الزيارة، وخُصُوصاً اللقاءات التي عقدت مع ما تسمى “منظمات المجتمع المدني” والتي ضمت عناصرَ نسائية محلية.
وتأتي هذه الزيارة بعد أقلَّ من شهرين على زيارة السفير الأمريكي ستيفن فاجن للمحافظة نهاية يونيو الفائت.
وقالت مصادر إعلامية تابعة للمرتزِقة أنفسهم: إن الزيارة تأتي في إطار توجّـه لإنشاء قواعدَ عسكرية أمريكية جديدة في المحافظة التي يتواجد فيها منذ سنوات عدد من الجنود والضباط الأمريكيين والبريطانيين في عدة أماكن، منها مطار الريان.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تُنشَرُ فيها صورُ لقاءات جنود وضباط أمريكيين بالزي العسكري مع مسؤولين محليين على مستوى المديريات، وهو ما يشير إلى تزايد واتساع نفوذ القوات الأمريكية في المحافظة.
ومنذ سنوات تشهدُ المحافظاتُ الشرقية اليمنية وعلى رأسها حضرموت تحَرّكاتٍ أمريكيةً متزايدةً على كافة الأصعدة ومنها الصعيد العسكري، وتنشط السفارة الأمريكية بشكل ملفت هناك، وهو ما يأتي في إطار المطامع الأمريكية المتعلقة بالسيطرة على سواحل تلك المحافظات، إلى جانب نهب ثرواتها، واستخدامها كمراكز وقواعد لإدارة العمليات العدوانية ضد الشعب اليمني.
وفي هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم إن: “تدفق القوات الأمريكية إلى حضرموت يجدد إثبات السلوك العدواني للولايات المتحدة ونواياها الخبيثة التي تناقِضُ مزاعمَها حول السلام”.
وأضاف: “إن هذه التحَرّكات مرصودة ولن يقبل بها الشعب اليمني”.
بالتوازي مع ذلك، ظهر المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، قبل أَيَّـام في محافظة شبوة، مع قيادات عسكرية من قوات الاحتلال الإماراتي ومحافظ شبوة التابع للمرتزِقة ومستشارين أجانب في اجتماع، أكّـدت مصادر إعلامية تابعة للعدو إنه عقد في ميناء بلحاف الذي تسيطر عليه الإمارات والذي يضم منِشأة الغاز المسال.
وكشفت مصادر مطلعة ووسائل إعلام تابعة للمرتزِقة أن هذا اللقاءَ جاء في إطار توجّـه لإبرامِ صفقات جديدة لنهب ثروات المحافظة النفطية والغازية لصالح شركات أجنبية برعاية أمريكية.
واعتبر مراقبون أن ظهورَ ليندركينغ في شبوةَ يفسّر الأحداثَ التي شهدتها مدينةُ عتق عاصمة المحافظة مؤخّراً، حَيثُ بات واضحًا أن الولاياتِ المتحدةَ أدارت الصراعَ بين مرتزِقة حزب “الإصلاح” والمليشيات التابعة للإمارات؛ مِن أجلِ تمكين الأخيرة من السيطرة على المحافظة للمضي في مشاريع وصفقات نهب الثروات.
هذه التحَرّكاتُ العدوانيةُ الواضحةُ في شبوةَ وحضرموت تؤكّـد أن الولاياتِ المتحدة الأمريكية تسعى لاستثمار الهُـدنة واستغلالها كفرصةٍ لتوسيع نفوذها في المناطق المحتلّة وتثبيت مطامعها ومصالحها الاستعمارية التي تستهدف أمن واستقرار واقتصاد البلد، الأمر الذي يمثل عائقا كَبيراً أمام مسار التهدئة والسلام.
ووجّهت صنعاءُ خلال الفترة الماضية رسائلَ شديدة اللهجة تحذر من عواقب استمرار نهب ثروات البلد في المناطق المحتلّة، وأكّـدت أنها تعتبر إجراءاتِ الاحتلال هناك باطلةً ولا شرعيةَ لها.
وقال رئيس الوفد الوطني، محمد عبد السلام: إن الشركات الأجنبية التي تقوم بنهب الثروات ستكون عُرضةً للاستهداف إذَا لم تتوقف.
وتؤكّـد صنعاء أن الطريق الوحيد للسلام، يتمثل بإنهاء العدوان والحصار والاحتلال، وهو ما يتصادم بوضوح مع التحَرّكات الأمريكية.