السيد نصر الله: هُنا أولُ معسكر تدريب للمقاومة الإسلامية في لبنان وأولُ دورة عسكرية
في احتفالية وضع حجر الأَسَاس لمعلم جنتا السياحي الجهادي “حكاية الطلقة الأولى”..
المسيرة | متابعات
أكّـد الأمينُ العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، موضوع الحدود البحرية وكاريش والنفط والغاز لا علاقة له بالاتّفاق النووي الإيراني لا من قريب ولا من بعيد، سواء وُقِّع من جديد الاتّفاق النووي أَو لم يوقع.
وخلال احتفالية وضع حجر الأَسَاس لمعلم جنتا السياحي الجهادي “حكاية الطلقة الأولى”، أشار السيد نصر الله، إلى أنَّه “إذا جاء الوسيط الأمريكي وأعطى للدولة اللبنانية ما تطالب به “رايحين على الهدوء” سواء وُقّع الاتّفاق النووي أَو لم يُوقّع”.
وشدّد على أنَّه سواء وُقّع أَو لم يوقّع الاتّفاق النووي الإيراني فاذا لم يُعطَ للدولة اللبنانية ما تطالب به فنحن “رايحين على التصعيد”.
واعتبر السيد نصر الله أنَّ “انسحاب الشاب اللبناني شربل أبو ضاهر من بطولة العالم للفنون القتالية في أبو ظبي موقف بطولي وعنوان من عناوين المقاومة، متوجّـها إلى “شربل وعائلته لنعبر لهم عن اعتزازنا وفخرنا بهذا الموقف”.
وحول موضوع الدولار الجمركي، أوضح السيد نصر الله، أنَّه قبل اتِّخاذ أي قرار يجب أن تكون هناك دراسة واقعية لتداعيات هذا القرار، مشدّدًا على ضرورة مواصلة الجهد لتأليف الحكومة في لبنان.
وأوضح السيد نصر الله، أنَّه “لم يكن النقاش في مبدأ إقامة معلم في البقاع وهذا أقل الواجب تجاه التاريخ والذاكرة والتضحيات لكن دائماً كان النقاش أين؟ ولم نحتج إلى وقت طويل لاختيار المكان ووقع الاختيار على جنتا”.
ولفت السيد نصر الله إلى أنَّه عام 1982م، إثر الاجتياح “الإسرائيلي” كانت هناك احتمالات قوية بإكمال الاجتياح إلى كُـلّ المناطق اللبنانية ومحاصرة دمشق، وفي تلك الأيّام اتخذ الإمام الخميني قراراً تاريخيًّا كَبيراً وأرسل طليعة قوات إلى سوريا.
وَأَضَـافَ نصر الله: “كان تواجد القوى الأَسَاسي في منطقة الزبداني ومن هناك تقرّر أن يدخلوا إلى لبنان إلى جنتا وكانت أول منطقة لبنانية يصل إليها الأخوة الحرس هي هذه الأرض التي نقيم فيها احتفالنا”.
كما بيَّن أنَّ المعسكر استقبل الدورة الأولى عند الحرس الثوري وكان أول الملتحقين بهذه الدورة سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي وكان معه عدد من الأخوة القياديين، مُشيراً إلى أنَّه انتهت الدورة الأولى وأصبح شائعًا معسكر جنتا وأصبحت تهفو إليه القلوب والأفئدة ويتنافس العشاق للالتحاق به.
وتابع السيد نصر الله: “هنا كان أول معسكر تدريب للمقاومة الإسلامية في لبنان وأول دورة عسكرية لتخريج مقاومين في المقاومة الإسلامية، وتوسعت المعسكرات في جنتا ومحيطها وأصبح هناك معسكرات جنتا في الوديان والتلال”.
وأكّـد السيد نصر الله أنَّ أهالي البلدات المحيطة للمعسكر عانوا، حَيثُ تعرضوا لمعاناة؛ بسَببِ العدوان الإسرائيلي المتكرّر لكن لم يلق الأخوة إلَّا المزيد من الاحتضان من الأهالي.
وأكّـد الأمين العام لحزب الله أنَّه في هذا القصف على المعسكر اختلط الدم الإيراني بالدم اللبناني، لافتاً إلى أنَّ كثير من الذين التحقوا بالمعسكر استشهدوا والأكثر ما زالوا ينتظرون.
وتابع: “هذه الأرض كانت أرضًا عنوانُها معسكرُ التدريب لكن في الحقيقة كانت أرضاً للدعاء والتوسل والإعداد والاستعداد والتعبئة المعنوية”، مستذكرًا كيف كان يودع الإخوة بعضهم بعضًا بالعناق والدموع والمصافحة وداع المحبين الصادقين.
كما أوضح السيد نصر الله أنَّه “هنا سالت الدموعُ حين كانت تُقرأ مجالس العزاء في الخيم وسالت دماء في طريق الحسين ومن هنا سار رجال الله وصنعوا المعجزات”.
وشدّد السيد نصر الله، على أنَّ “هذه المعسكرات في جنتا احتضنت رجالَ الله الأشداء والرحماء، قلوبهم عامرة بالإيمَـان والعطف والإحساس بالمسؤولية، وأنَّ لهذا المكان موقع وجداني وروحي كبير في مسيرتنا”.
وأكّـد أنَّه “نحن نطمح في هذا المعلم إلى أن يحتضن ذاكرة معسكرات تدريب في جنتا كلها، ونطمح أن تحضر في هذا المعلم كُـلّ ذاكرة هذه المعسكرات في جنتا وما مر عليها ومن مر عليها”.
وأردف السيد نصر الله: “نطمح أن تحضر في هذا المعلم كُـلّ ذاكرة بقية المعسكرات في البقاع والبدايات ووصول الحرس إلى بلدات البقاع وتشكيل المقرات ونشاطهم التعبوي وكل ذاكرة تبني أهل البقاع للمقاومة”.
واستذكر السيد نصر الله: “في بعضِ السنين الظروف الصعبة في المعارك، هناك أناسٌ قدموا الصابون والمكدوس فهذا كُـلّ ما كان لديهم ولو كان لديهم أكثر من ذلك لقدموه”.
وأشَارَ إلى أنَّه يجب أن يضمَّ هذا المعلم ذاكرة التحرير الثاني إضافة إلى ما يتصل بالمقاومة عُمُـومًا، وبيَّن أنَّه “نحن منذ سنوات اشترينا مساحات واسعة من الأراضي الموجودة في محيط المعسكرات وأن شاء الله سيقام على أسس قانونية من رخصة وغير ذلك”.
وأعرب الأمين العام لحزب الله عن طموحِ الحزب “في هذا المَعْلَم لسياحة جهادية دينية فلدينا في هذه الدائرة مشهد نبي الله شيت ومرقد سيد الشهداء السيد عباس موسوي”.
وَأَضَـافَ سماحته: “الملفت أنه قبل ما يزيد عن 400 إلى 450 سنة كان أكبر مراجع الدين الشيعة الشيخ زين الدين بن علي الجباعي الشهيد الثاني أتى إلى بعلبك من جباع ودرّس هناك على المذاهب الخمسة وفي عودته مرّ على مشهد نبي الله شيت وتعبّد هناك”.
كما لفت السيد نصر الله، إلى أنَّه “نطمح في هذا المعلم لسياحة ترفيهية، فهذا المعلم يفتح الباب لحياة روحية وجهادية ودينية واقتصادية أيضًا”، مؤكّـداً أنَّ طبيعة هذا النوع من العمل يحتاج إلى وقت والتمويل إن شاء الله يتيسر وبالتجربة هذا النوع من المشاريع ييسر الله أمرها بسهولة. وفي الختام تمنى السيد حسن نصر الله لو أنَّه بين الحاضرين لكن الظروف المعروفة حالت دون ذلك، مُشيراً إلى أنَّ أولى الناس بأن يضعَ الحجر الأَسَاس في هذا المعلم هو أخونا الكبير والعزيز الأخ السيد أبو هشام الموسوي، داعياً إياه أن يتقدم.