رابطة علماء اليمن تحيي أربعينية فقيد الوطن العلامة عبد السلام الوجيه
شرف الدين: الفقيد له إسهامات كبيرة في إعادة إحياء الحركة العلمية وإحياء تراث آل البيت
شمسان: برحيل العلامة الوجيه فقدت الأُمَّــة هامة من هاماتها وقامة علمية كبيرة
الحوثي: جمع فيه ما لم يُجمع في غيره من العلم والعمل والإخلاص
المسيرة- صنعاء
أحيت رابطة علماء اليمن، أمس الأول، أربعينية أمينها العام، وأحد أعلام اليمن العلامة عبدالسلام بن عباس الوجيه، بفعالية خطابية أقيمت في المركز الثقافي بالعاصمة صنعاء.
وفي الفعالية، اعتبر مفتي الديار اليمنية، رئيس رابطة علماء اليمن، العلامة شمس الدين شرف الدين، إقامة الأربعينية تعبيراً عن الوفاء لواحد من الأعلام الذين رحلوا عن الدنيا، وتركوا أثراً طيباً في النفوس والاستمرار بمسيرة العطاء والفكر والجهاد، مُشيراً إلى أن الكلمات لن تفي الفقيد الوجيه حقه، أَو تعي شمائله وفضائله وكرمه وسعة صدره وحرصه على الدين والأمة، وعلى الرغم من كونه عاصر الكثير من الأحداث وتعرض للمحن، إلا أنه واصل تفانيه وتحَرّكه صادحاً بالحق في وجه الظلم والظالمين.
وأشاد مفتي الديار اليمنية بإسهامات فقيد الأُمَّــة في إعادة إحياء الحركة العلمية وتأسيس الجمعية العلمية العليا، وإنشاء رابطة علماء اليمن، وإحياء تراث آل البيت -عليهم السلام- الفكري والفقهي، وتأليف وتحقيق وطبع الكتب القيمة ونشرها عبر مؤسّسة الإمام زيد بن علي الثقافية.
وتطرق إلى معاناة الفقيد في ظل النظام السابق، وما تعرض له من أذى ومضايقات لانتقاده الفساد والظلم من خلال أشعاره وكتاباته.
من جانبه، أكّـد رئيس الهيئة العامة للزكاة، الشيخ شمسان أبو نشطان، أن الأُمَّــة برحيل العلامة الوجيه فقدت هامة وقامة علمية وأدبية قدّمت للأُمَّـة الكثير مما ينفعها في دينها ودنياها.
وأوضح أن الفقيد كان صاحب حضور علمي متجدد في مختلف الميادين، وله تأثير فكري وأدبي سيظل خالداً في ذاكرة الأُمَّــة وتاريخ اليمن.
ولفت أبو نشطان إلى مسيرة الفقيد الوجيه الحافلة بالجهد والجهاد والعلم والعمل والبذل والعطاء والمواقف الخالدة، معتبرًا الفقيد واحداً من أكثر علماء العصر إحاطة بأعلام المؤلفين ومدرسة يتخرّج منها العلماء والجهابذة في الفكر والأدب.
وأشَارَ إلى أن الفقيد كان له دور بارز في إنشاء المراكز العلمية والنهوض بها، وإخراج وتحقيق نفائس الكتب والمؤلفات، فضلاً عن حضوره المؤثر في الساحة بكتاباته ومقالاته، ومشاركاته المشرفة في المؤتمرات والندوات في العديد من المحافل الخارجية، وحرصه على الاهتمام بالمستضعفين والفقراء والمساكين.
من جهته، قال رئيسُ الهيئة العامة للأوقاف العلامة، عبدالمجيد الحوثي، أن الفقيدَ العلامة الوجيه كان يمثل أُمَّـة، فقد جمع فيه من العلم والعمل والإخلاص ما لم يجمع في غيره، حَيثُ تحمل المسؤولية ونكران الذات، وقضى حياته في خدمة العلم، وإحياء التراث الفكري والعلمي، والمؤلفات النفيسة التي أثرى بها المكتبة اليمنية.
وَأَضَـافَ إن الفقيد يمثل نموذجاً للعالم الصابر، الذي يحمل هم دينه وأمته، ممن تجسّدت فيهم قيم الخير من المثابرة، وتحمّل المسؤولية والقيام بالواجبات في كُـلّ المجالات، والصدع بالحق في وجه السلطان الجائر، والصبر على البلاء والإيمَـان بقضاء الله وقدره.
وحث العلامة الحوثي الجميع على الاقتدَاء بسيرة الفقيد الوجيه، والسير على نهجه، والاهتمام به وبمسيرة حياته الحافلة، وبما خلفه من إرث علمي وفكري وأدبي.
ومن جانبٍ آخر أكّـد العلماء في كلمة القاها عنهم العلامة القاسم بن الحسن السراجي، أن الفقيدَ كان علماً بارزاً وعالماً وجيها وجليلاً في الدنيا أَدَّى ما أوجب الله عليه، وسعى مجاهداً مجتهداً في نشر العلم، وإحياء تراث الأُمَّــة.
مشيرين إلى أن الفقيد الوجيه اهتم بالعلم والعلماء، وكان العالم الذي أثبت مواقفه السياسية والدينية لم يخشى الأخطار، واستمر في النضال والجهاد والتأليف والتحقيق والكتابة، موضحين بأن الفقيد لم يكن عالماً فحسب بل شاعر وصحافي ومؤرخ وأديب وناقد وكاتب، وكان موسوعة مكتملة في التأريخ والشعر والأدب، وفي العلوم الشرعية، ومناضلاً ومجاهداً دافع عن الأُمَّــة وعن هُــوِيَّتها وأصالتها.
من جهتها، عبرت أسرتة الفقيد عبدالسلام الوجيه في كلمتها التي القاها ابنه عبدالله، عن فخرها بما قدمه الفقيد للأُمَّـة خلال مسيرته وحياته التي أفناها في نشر العلم ومواجهة الفكر الوهَّـابي وتفنيد الثقافات المغلوطة، ولم يقتصر تحَرّكه في نشر العلم على تدريس العلوم الشرعية فقط، بل اشتمل على العديد من الجوانب، فقد كان شاعراً وصحفياً وكاتباً ومؤرخاً وأديب وناقد، مُشيراً إلى أن الفقيد كان بحر علم لا ينضب، ومحط فخر الإسلام والمسلمين، ساهم في نشر العلم والفضيلة وفعل الخير ومقارعة الطغاة والظالمين، ومحاربة المنكر ومناهضة العدوان، صابراً مجاهداً محتسباً.
وأكّـد السير على خطى والده الفقيد والمضي في دربه، والاستمرار في طلب ونشر العلم والجهاد وإصلاح أمر الأُمَّــة.
تخلل الفعالية ريبورتاج عن حياة الفقيد وعطاءاته، وقصيدة في رثائه للعلامة أحمد عبدالودود الشرعي.
خلال استقباله في العاصمة السورية دمشق وفد تحالف القوى الفلسطينية: