مِلفُّ المرتّبات بين التعهدات الأممية وسلوك دول العدوان
العدوّ يواصل إدارةَ عملية نهب الإيرادات ويتمسك بأُسلُـوب الابتزاز والمراوغة
المسيرة | خاص
لا زال مِــلَفُّ مرتبات موظفي الدولة يتصدَّرُ واجهةَ مشهد “الهُدنة” التي تعيشُ فترةَ تمديدها الأخيرة، لكن لا مؤشرات إيجابية ملموسة على وجود تقدم حقيقي في هذا الملف حتى الآن بالرغم من مرور ثلث فترة التمديد.
وكان المبعوثُ الأممي قد تعهد مطلع الشهر الجاري بالعمل على إزالة العراقيل التي تواجه التزامات الهُدنة خلال فترة التمديد، وكذلك السعي للتوصل إلى اتّفاق شامل يتضمن آلية واضحة لصرف المرتبات، وهو ما تتمسك به صنعاء كمطلب إنساني أَسَاسي لإنجاح التهدئة.
لكن تحالف العدوان لم يُبْدِ أيَّ رد فعل إيجابي إزاء هذه التعهدات، بل إن سلوكه السلبي استمر على نفس الوتيرة، إذ لا زالت عملية نهب إيرادات النفط الخام مُستمرّة، بالتوازي مع استمرار التعنت في تنفيذ التزامات اتّفاق الهُدنة، الأمر الذي يترجم إصراراً واضحًا على استخدام أوراق الملف الإنساني للضغط والابتزاز وكسب الوقت، وهو ما يعني وجود نوايا للالتفاف على التعهدات التي أطلقها المبعوث الأممي.
ووجّهت صنعاءُ هذا الأسبوع تحذيراً شديدَ اللهجة أكّـدت فيه أن فترةَ التمديد الحالية هي “الفرصة الأخيرة” أمام تحالف العدوان مشيرة إلى أن “الصبر أوشك على النهاية”.
وعكست تحَرّكاتُ العدوان الأخيرة في المناطق المحتلّة إصراراً واضحًا على استمرار نهب ثروات النفط والغاز برعاية أمريكية، وهو ما يعني إبقاء السيطرة على الإيرادات التي يفترض أن تستخدم في دفع مرتبات الموظفين.
ويشير هذا السلوكُ إلى أن تحالُفَ العدوان قد يراوغُ مجدّدًا في مِلف المرتبات أَيْـضاً، لكسب المزيد من الوقت.
لكن ذلك من شأنه أن يكتُبَ نهايةً سلبيةً للهُدنة التي تؤكّـد صنعاء أنها لم تعد قابلةً للتمديد إلا برفع الحصار ووقف نهب إيرادات البلد، وهو ما يعني الذهابَ للتصعيد.