جرائمُ المخلّفات الانفجارية تثيرُ سخطَ الطرف الوطني ووعودٌ أممية بصحوة متأخرة
الموشكي: العدوان يمارس الجرائم والخروقات وكل ما يقوض الهُـدنة وجمودٌ أممي غير مبرّر
القادري: على الأمم المتحدة إثبات مسؤوليتها بإدخَال معدات كشف الألغام كأولوية لإنقاذ الأطفال والمدنيين
الجنرال بيري: نتواصل مع الشركاء الدوليين للبدء في توفير تمويل للأجهزة والمعدات الكاشفة للألغام
وسط المطالبة المُستمرّة لموقف حازم من قبل الأمم المتحدة لتحريك ملفات “ستوكهولم”
المسيرة: خاص
بعدَ تصاعُـــدِ الجرائمِ بِحَقِّ الأطفالِ والمدنيينَ، التي تخلِّفُها مخلفاتُ تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الانفجارية، وسطَ عجز أممي عن إدخَال الأجهزة الكاشفة والمعدات اللازمة، شدّد الطرفُ الوطني على ضرورة موقف أممي حاسم يثبت مسؤولة المنظمة الأممية وانسلاخها –ولو مؤقتاً– عن الاصطفاف بطرق مباشرة وغير مباشرة مع تحالف العدوان والإجرام، في حين حاول الطرف الأممي إزاحة ولو جزء بسيط من الحجج الملقاة على عاتقه في هذا السياق، بإطلاق وعود وتصريحات تشير إلى إمْكَانية تحَرّك الأمم المتحدة نحو السماح بإدخَال الأجهزة التي يحتاجها المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام لمكافحة مخلفات العدوان وأدواته، والحد من الجرائم، لتكون التصريحات الأممية الجديدة بمثابة الاختبار الأخير للوسيط الأممي الذي يحمل باعاً طويلاً من العجز المقصود أمام تحَرّكات العدوان والحصار والإجرام.
وخلال لقاء الفريق الوطني في لجنة إعادة الانتشار، أمس، رئيسَ وأعضاءَ بعثة الأمم المتحدة لدعم اتّفاق الحديدة، أكّـد نائبُ رئيس هيئة الأركان رئيس الفريق الوطني في لجنة إعادة الانتشار، اللواء علي حمود الموشكي، استغرابَ الطرف الوطني من صمت بعثة “الأونمها” إزاء تصعيد العدوان الخطير في حيس.
وقال الموشكي: “إن زحوفَ مرتزِقة العدوان المتكرّرة وغارات الطيران القتالي المسلح تستهدف الأعيان المدنية وممتلكات المواطنين في حيس”.
وَأَضَـافَ اللواء الموشكي أن “هذا التصعيد السافر والممنهج تسعى دول العدوان ومرتزِقتها من ورائه إلى تقويض الهُـدنة وإفشال جهود الأمم المتحدة”.
وشدّد رئيس الفريق الوطني على “أهميّة قيام البعثة الأممية بالتزاماتها إزاء اتّفاق السويد والعمل على إيقاف قرصنة دول العدوان على سفن المشتقات النفطية”.
من جهته، قال عضو الفريق الوطني في لجنة إعادة الانتشار اللواء محمد القادري: “يفترض ممارسة بعثة الأونمها ضغطاً أكبر على برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتوفير معدات ومستلزمات العمل الميداني لفرق المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام”.
ولفت اللواء القادري إلى أن استمرار سقوط الضحايا المدنيين أطفالاً ونساءً بشكل يومي بفعل مخلفات العدوان يفرض على الأمم المتحدة عدم التأخر في إيصال معدات تطهير المناطق الملوثة بمخلفات الحرب.
وفي السياق ذاته، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتّفاق الحديدة، الجنرال مايكل بيري: “نواصل نقاشاتنا مع الشركاء الدوليين لإيجاد التمويلات اللازمة لتغطية النقص الحاد الموجود لدى المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام”، في حين أن هذا التحَرّك المتأخر للأمم المتحدة يشير إلى الجمود الأممي المقصود الذي دام خلال العامين الماضيين رغم المناشدات المُستمرّة من قبل المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، ورغم الجرائم اليومية التي يسقط ضحاياها بشكل يومي الأطفال والمدنيين، خُصُوصاً في محافظتي الحديدة وصعدة، اللتين تتصدران قائمة المحافظات الأكثر تضرراً من مخلفات الموت التي زرعتها أمريكا وأدواتها في مختلف المناطق اليمنية.
وفيما أضاف الجنرال بيري في حديثه بالقول: “نثمن تفاعل الفريق الممثل لحكومة صنعاء لإعادة الانتشار الإيجابي والتسهيلات المقدمة للبعثة؛ مِن أجلِ المضي قدماً في إرساء السلام”، فَإنَّ الوعود الأممية الجديدة في هذا السياق تضع المنظمة الأممية أمام فرصة لتحسين صورتها والقيام بمسؤوليتها الملقاة على عاتقها.
ومع أن الوسيط الأممي أثبت عجزاً فاضحاً خلال السنوات الماضية، فَإنَّ احتمالات الوفاء بالوعود الجديدة لمكافحة مخلفات العدوان الانفجارية، تكون مستبعدة، حَيثُ إن عملية الشراء للمعدات وتوسيع حلقة الاتصال مع الأطراف الدولية التي ذكرها الجنرال بيري، يطيل من عملية توفير تلك المعدات، وهو ما قَد يميع هذه الوعود وُصُـولاً إلى إضاعتها بين الملفات الإنسانية الشائكة، فضلاً عن أن الأمم المتحدة تتخلى عن الضغط على تحالف العدوان الذي يقوم بمنع السفن التي تحمل المواد الضرورية المختلفة، من بينها المعدات والأجهزة اللازمة لمكافحة أضرار العدوان، وكذلك سفن النفط والغذاء، وجميع تلك السفن حاصلة على التراخيص الأممية وقد خضعت للتفتيش من قبل اللجان التي فرضتها الأمم المتحدة وتحالف العدوان، في حين أن السفن الخَاصَّة بالمواد التابعة للأمم المتحدة لا تتعرض للقرصنة، ليتأكّـد للجميع أن ذلك اللعز الأممي ليس عابراً أَو مبرّراً، بل سياسة مقصودة تعزز من أعمال الحصار والتضييق على اليمنيين ومفاقمة معاناتهم.