اللجنةُ العسكرية الوطنية تغادرُ صنعاءَ للمشاركة في الجولة الثالثة من مفاوضات عمّـان
بعد جولتين شهدتا تعنتاً كبيراً من جانب العدو:
المسيرة | خاص
غادرت اللجنةُ العسكرية والأمنيةُ الوطنية المعنيةُ باتّفاق الهُدنة العاصمة صنعاء، الخميس، متوجّـهةً إلى العاصمة الأردنية عمّان، للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة لتنفيذ اتّفاق الهُدنة، وذلك في إطار حرص صنعاء المُستمرّ على تنفيذ بنود الاتّفاق، بالرغم من النتائج السلبية للجولات السابقة، والتي سببها تعنت فريق العدوّ وعدم امتلاكه صلاحية البت في الملفات المطروحة.
وتعتبر هذه هي الجولة الثالثة من مفاوضات عمّان التي تناقش مِلفَّي الخروقات وفتح المعابر والطرقات وفقاً لاتّفاق الهُدنة.
وشهدت الجولتان السابقتان تعنتاً كَبيراً من جانب الفريق التابع لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وبالذات فيما يتعلق بمِلف فتح الطرق والمعابر، فبينما ينص اتّفاق الهُدنة بوضوح على فتح عدة طرقات في تعز ومحافظات أُخرى، ركز فريق العدوّ على طريقٍ واحدة في محافظة تعز فقط.
وكانت اللجنةُ الوطنية قدمت مبادراتٍ مهمةً تتضمنُ فتحَ عدة طرق رئيسية في محافظة تعز وعدة محافظات وفق ما نص الاتّفاق، لكن وفد العدوّ رفضها.
وذهبت صنعاء إلى أبعدِ من ذلك في إثباتِ جديتها وحرصها على تخفيف معاناة المواطنين، حَيثُ نفذت مبادرتها الخَاصَّة بفتح طرق في محافظة تعز من جانبٍ واحدٍ، لكن مرتزِقةَ العدوان رفضوا فتحَها من جانبهم، وقاموا بإطلاق النار على الفرق الفنية التابعة للسلطة الوطنية أثناء عملية فتح طريق (الستين).
وتختصر الطرقُ التي تضمنتها مبادرةُ صنعاء وقت التنقل من ست ساعات إلى نصف ساعة، لكن المرتزِقة يريدون استمرار معاناة المواطنين للمتاجرة بها واستغلالها إعلامياً وسياسيًّا.
ويحاول العدوُّ الضغطَ على صنعاء في هذا الملف لفتح طريق (جولة القصر) التي تقع ضمن منطقة تماس رئيسية، وهو الأمرُ الذي تؤكّـد صنعاء أنه يمثّل تغييراً عسكريًّا خارج نطاق بنود الهُدنة، كما أنه يحتاجُ إلى اتّفاقٍ واضحٍ وضمانات لعدم استخدام الطريق لأغراض عسكرية، وهو ما يرفُضُه المرتزِقة الذين يسعَون بوضوح لتحقيقِ مكسب عسكري من وراء التركيز على هذا الطريق.
وتتواطأ الأمم المتحدة بوضوح مع دول العدوان ومرتزِقتها في هذا الملف، حَيثُ يعمد المبعوث الدولي هانز غروندبرغ كُـلّ مرة إلى تبني موقف الطرف الآخر وتجاهل الطرق التي يغلقها العدوّ في مأرب وبقية المحافظات، الأمر الذي يؤكّـد بوضوح أن تحالف العدوان ورعاته يحاولون استغلال الهُدنة لتحقيق اختراقات وليس لتخفيف معاناة المواطنين.
ولا توجد مؤشراتٌ على وجود تغيير في موقف العدوّ بشأن ملف فتح الطرق، بالنظر إلى استمرار تعنته في بقية ملفات الاتّفاق.