لا أملَ مع هُـدنة منكوثة..بقلم/ غالب المقدم
من حق كُـلِّ إنسان أن يأملُ مع بداية كُـلّ هُـدنة أن الحربَ قد تضع أوزارَها، ويتوقف معها نزيفُ الدم اليمني، وتنتهي المآسي اليمنية والأزماتُ الاقتصادية الموجعة، ليُلقيَ السلامُ بظِلالِه يحملُ ولو قدرًا يسيرًا من البهجةِ والسعادة، حتى لو لم تكن تلك الأسبابُ صادقةً وواضحةً لديهِ، فهو يحلم بها.
فقد بات الشعب اليمني يمنّي نفسه بهُـدنة تحملُ في طياتها راحةَ البال، حتى لو كان ذلك نشوةً كاذبةً، فهو يحاولُ العيشَ بتلك النشوة ولو لثوانٍ فقط..؛ لأَنَّ شبحَ استمرار الحرب يعني الموتَ لا الحياة، والخراب لا البناء والتطور، والتشظي لا التماسك، والجهل لا المعرفة والعلم، والظلام لا النور، كُـلُّ هذا وأكثرُ يسطو على مخيلته.. فخلالَ سنوات العدوان تساوَى الأمرُ لدى أبناء الشعب اليمني ممن يعيشون تحتَ سيطرة دول الاحتلال أَو غيرهم، فلا فرق بين مفهوم الموت أَو البقاء على قيد الحياة، فكلاهما يؤدي للهلاك وليس للنجاة.
إن أزمات العدوان على بلادنا تشكّل كابوسًا مرعبًا يُمسِكُ بأعصاب الكل، ويخنقُهم حتى هذه اللحظة، فما تمارسُه أمريكا والأمم المتحدة من تحايُلٍ والتواءات على الوضع الحاصل، وتضليلٍ ومحاولاتٍ لقلب الحقائق بوضع مسافةٍ بينها وبين الحقيقة، يعدُّ جريمةً كبرى بحق العالم أجمع، الذي يرى شعبًا بأكملِه يموتُ إما بالقصف أَو بالحصار في ظل تنامي مناشدات وتحذيرات لمنظمات إقليمية ودولية تابعة للأمم المتحدة، بأن اليمنَ يعيشُ أكبرَ كارثة إنسانية في العصر الحديث.
فما جدوى الأمم المتحدة والقوانين الدولية التي تنادي بحقوقِ الإنسان وكرامته، إذَا لم تؤدِّ دورَها المفترَضَ بحل النزاعات وإيقاف الحروب، وتنصف شعبًا تآمرت عليه دولٌ ترى لنفسها الحقَّ في الهيمنة والاستكبار على بقية الشعوب، غيرَ مباليةٍ بكرامة الإنسان وحقه في العيش بحرية وكرامة تضمنُ له أمنَه واستقلالَه واستقرارَه.