اعترافٌ واعتذارٌ لحليف القرآن..بقلم/ احترام المُشرّف
ما أدوِّنُه الآن ليس مقالاً، وليس سرداً لسيرة الإمام الشهيد حليف القرآن زيد بن علي -عليهما السلام-، فهو غني عن تعريفي القاصر في حقه.
أنا هُنا أُدوِّن اعترافاً واعتذاراً..
اعتراف أني وأنا من مهنتي الكتابة وأعرف أنه لا يمكن أن يكونَ الكاتب كاتبًا إلَّا إذَا كان قبل ذلك قارئاً مطلعاً مُلِمّاً لديه خلفية معرفية تمكّنه من أن يكون ما يكتبه على مستوى لائق ولافت.
أعترف أني وأنا من أظن نفسي كاتباً لم أكتب حتى هذه اللحظة شيء عن الإمام زيد -عليه السلام-، أعترف وأنا من أزعم أني القارئ المطلع المثقف لم اقرأ كتاباً واحداً عن الإمام زيد، أعترف أني لم أكن أعرف عنه شيئاً، لا أعرف سيرته، لا أعرف مناقبه، لا أعرف مذهبه، لا أعرف قصة خروجه في وجه الظالم ومقارعته للظلم، لا أعرف عن استشهاده سوى أنه استشهد، لا أعرف أنه صلب لأربع سنوات، لا أعرف أن جسده الشريف أحرق، وذروا رماده الطاهر في الفرات، لا أعرف عن شخصية تحمل العلم، والحلم، والجهاد.
أعترف أني لا أعرف، أعترف أن سبب جهلي ليس المناهج الدراسية التي غيبت ذكر الإمام زيد كما غيبت ذكر الحسن والحسين وعلي وفاطمة وكل عترة محمد المصطفى، فالمناهج الدراسية لا تعرفني ولا أعرفها، أعترف أن سبب جهلي ليس لعدم توفر الكتب التي تروي سيرتك يا إمام، فوالدي -رحمه الله- قد زودنا بمكتبة زاخرة بكل ما نحتاجه، لكي نعرفكم حق المعرفة، أعترف أني أنا من كنت المقصر في المعرفة وأنني ظننت أني قد قرأت سيرة النبي -صلوات ربي عليه وعلى آله- وما حدث مع الإمام علي -عليه السلام- ومظلومية الإمام الحسين -عليه السلام- وأني بهذا قد عرفت كُـلّ شيء، أعترف أمام الجميع كم كنت لا أعرف الإمام زيد -عليه السلام-.
أعترف وأنا في حياءٍ من الإمام زيد وأعتذر وأنا في خجلٍ منه، أعتذر وقد شبكت عشري على رأسي وقلت وا خجلاه منك يا إمام، أعتذر منك وأنت من قلت لنا البصيرةُ البصيرة فكنت على غير بصيرةٍ بمعرفتك، أعتذر أن قصرت في حق نفسي فلم أشرق عليها شمسك الساطعة التي وصل نورها لكل ذي قلبٍ فطين وعقلٍ لبيب، أعتذر إن قرأت عن هذا وذاك ولم تشملنِ السعادة بالقراءة عنك، أعتذر إن كتبت الكثير ولم يتشرف قلمي بالكتابة عنك، أعتذر أنه وطيلة سنوات عمري لم يترقرق لي الدمع في ذكرى استشهادك، أعتذر أني لم أكن أعرفك وأنا من المسلمين..
أعتذر إليك واسأل من الله المغفرة إن كنت من العاقين وأنا منك، وأقول يا خجلي إذَا لقيتك إن شرفني الله بلقائك.