التعليمُ أولاً..بقلم/ محمد صالح حاتم
لو نظرنا وتفكرنا في أسباب نهوض وتطور الشعوب الغربية وأمريكا، والنمور الأسيوية، والصين وغيرها، لوجدنا أن التعليم هو الأَسَاس الذي عليه استندت ونهضت هذه الدول، وتطورت واستفادت مما أودعه الله من خيرات وكنوز في باطن أرضها، ليس هذا وحسب بل وباطن أراضي شعوب من يسمونهم (العالم الثالث).
فالتعليم هو الأَسَاس والاهتمام به هو بداية الطريق الصحيح لبناء مجتمع قوي متسلح بالعلم والمعرفة إلى جانب الإيمَـان بالله، واتباع تعاليم ديننا الإسلامي والابتعاد عن نواهيه.
ونحن مع بداية عام دراسي جديد، يحمل معه الكثير من الهموم، والتساؤلات؟
ماذا أعددنا لهذا العام أَو مَـا هو الجديد الذي سيحمله هذا العام الدراسي الجديد بالنسبة لأبنائنا الطلاب؟
فالمعلم الصامد والثابت طيلة سنوات العدوان السبع، والذي تنحني له الجباه احتراماً وتقديرا ً لمكانته ولصموده في مدرسته وجبهته التعليمية، وإصراره على مواصلة سير العملية التعليمية في ظل انقطاع المرتبات، هذا المعلم إلَّا يستحق منا أن نجد حلا ًلراتبه، خَاصَّةً وقد طالت مدة انقطاع المرتبات لسبعة أعوام، هل يعقل أن حكومة إنقاذ لم تستطيع إنقاذ المعلم، وتوفر له ولو نصف راتب يعينه على تلبية جزء بسيط من متطلبات الحياة؟!
كيف نريد من المعلم الجائع هو وأفراد أسرته أن يقدم لأبنائنا الطلاب دروسهم، ويعلمهم، ويوصل لهم المعلومة، وهو يفكر في إيجار البيت، ولقمة عيش أبنائه، من أين يشتري علاجاً لأطفاله عندما يمرضون لا سمح الله، كيف يستطيع توفير ملابس لأبنائه، وحاجياتهم الأَسَاسية، وهو مداوم في مدرسته طوال اليوم؟
أين ذهب صندوق دعم التعليم وَالمعلم الذي كنا قد استبشرنا به خيراً عند صدور قرار جمهوري بإنشائه؟
الكتاب المدرسي هو الآخر الغائب منذ سبعة أعوام، هل سنراه هذا العام في المدارس الحكومية كما نراه في الأرصفة والأكشاك يباع بأغلى الأثمان؟
كيف نريد لأبنائنا أن يتعلموا في ظل عدم وجود الكتاب المدرسي المطور والحديث، فالكتاب هو الوعاء الذي فيه تجد المعلومة والفائدة والمعرفة، فغيابه يعني غياب المعلومة.
إذا أردنا النجاح وتحقيق البناء والنهوض بالشعب اليمني، والتقدم والرقي، واستغلال مقومات وثروات الشعب، فعلينا الاهتمام أولا ًوقبل كُـلّ شيء بالتعليم، وخَاصَّة ًالمعلم، والمنهج المدرسي الذي يتواءم مع التطور والحداثة.
فإذا أردنا أن نزرع ونزيد الإنتاج ونحقّق الاكتفاء الذاتي ونتحرّر من الاستعمار الغذائي فعلينا الاهتمام بالتعليم، وَإذَا أردنا أن نصنع وننتج، ونصدر ونخفض فاتورة الاستيراد فعلينا الاهتمام بالتعليم، وَإذَا أردنا استخراج النفط والغاز والذهب والفضة وكل المعادن التي أودعها الله في باطن أرضنا فعلينا الاهتمام بالتعليم، وَإذَا أردنا أن نحلّ مشكلة الكهرباء والماء والطرق والجسور، والاتصالات والطب، وكل شيء فعلينا الاهتمام بالتعليم.
فالتعليم يجب أن يحتل سلّم الصدارة في أولويات القيادة، ويجب أن تخصص له ميزانية أكثر من أية وزارة أَو مجال آخر..