وأخرجتْ الأرضُ رجالَها..بقلم/ أميرة السلطان
سعى الأعداءُ إلى تجريدِ اليمن من أية قوة كان يمتلكُها كسلاح ردعٍ ودفاع ويتضح ذلك جليًّا عندما قام النظام السابق بتفجير أسلحة هذا الشعب!!
ثم ما كان من تفكيك وهيكلة للجيش اليمني بغية إضعافه وجعله مُجَـرّد جيش شكلي ليس لديه القدرة في أن يدافع عن أبناء بلده كان ذلك المخطّط قبل العدوان.
وفي ظل الحرب فقد سعى العدوان ومنذ يومه الأول بكل ما يستطيع إلى سحق الشعب اليمني وهو شعب مسلم عزيز حُر خطط لاحتلال بلد مستقل، وسعى إلى قهر أُمَّـة مستضعفة، العدوان الذي على رأسه أمريكا ومن خلفه إسرائيل وتولى كبرَه النظامُ السعوديّ جار السوء الظالم، والعميل والخائن لأُمّته، هذا العدوانُ برأسه المتمثل بالطاغوت والشيطان الأكبر أمريكا الذي هو المظلة الحقيقية لهذا العدوان، وأدواته القذرة على رأسها النظام السعوديّ ومعه النظام الإماراتي ومن تعاون معهما ومن استأجراه ليشتركَ معهما، ومن اشتراه النظامُ السعوديّ بالمال ليكونَ شريكاً في هذا الإثم، وفي هذا الجرم الفظيع والشنيع، عدوانٌ بهذه العقلية، بهذه الإدارة من جهة أطراف لا تمتلك أيًّا من القيم ولا تلتزم بأيٍّ من الأخلاق.
أهداف مشؤومة لعدوان حافل بالجرائم
حينما قاموا بهذا العدوان، وعندما مارسوا هذا الطغيان بحق شعبنا المسلم العزيز المظلوم بكل ما تعنيه الكلمة، وبأهدافهم المشؤومة، أهداف الاحتلال والسيطرة والاستحواذ والهيمنة والاستعباد والقهر، مارسوا كُـلّ الجرائم وفعلوا كُـلّ شيء في سبيل تحقيق أهدافهم، لم يألوا جُهداً ولم يتركوا وسيلةً، ولم يتحاشوا من فعل أي شيء، بُغيةَ الوصول إلى هدفهم المشؤوم والسيء، فكانت الجرائم البشعة جِـدًّا، جرائم القتل الجماعي والاستهداف الشامل، والاستباحة لكل شيء في بلدنا هي السمة البارزة لهذا العدوان والواضحة في طبيعة تلك الممارسات الظالمة والإجرامية والعدوانية، كُـلّ شيء في هذا البلدِ منذ أول يوم وإلى اليوم كان مستباحاً، ولم يبقَ أيٌّ من العناوين التي تقال أَو تحكى أَو يعترف بها لحماية أي شيء يستحق الحماية لاعتبار إنساني أَو اعتبار أخلاقي أَو اعتبار شرعي أَو اعتبار قانوني، أَو أي اعتبار والهدف من كُـلّ هذه الجرائم واضح للعيان هو لكي نتحول كشعب يمني إلى مُجَـرّد شعب مستعبَد ضعيف مستسلم يائس عاجز، مستكين خانع لا يمتلك إرادَة.
ثمان سنوات والعدوان هذا دأبه، ثم تأتي الهُــدنة المزعومة التي كان الهدف منها فتح المجال للخونة والمرتزِقة من توحيد صفوفهم واختيار، قيادة موحدة لهم، وَأَيْـضاً محاولة إضعافنا من خلال المحاولات المتكرّرة لتفكيك الجبهة الداخلية.
تأتي الهُــدنة وتأتي معها المفاجآت للأعداء لكي تحمل في طياتها العديد من العروض العسكرية والتجهيزات الكبيرة.
عروضٌ متكرّرة، فكان يأتي العرض أوسع وأكبر من العرض الذي قبلهُ وفي جملتها جميعاً أن هذا الجيش هو من الشعب وللشعب.
جيشٌ كما قال عنه السيد القائد: “يحمل ثقافة قرآنية فهو جيش لا يحمل نزعة طائفية ولا مناطقية”.
وهذا هو ما جعل الأعداء يخافون منه ويحسبون له ألف حساب؛ لأَنَّ هذا الجيش لم يعد جيشاً مفرغاً لا يحمل هماً ولا مسؤولية ولا قضية.
بل هو جيش ومن منطلق هُــوِيَّته الإيمَـانية اليمانية أصبح يحمل هم قضايا أمته الكبرى المتمثلة في القضية الفلسطينية.
جيشٌ عرف وجهته وحدّد هدفه وعرف من هو العدوّ من الصديق.
عروضٌ عسكريةٌ جعلت من الأرض اليمنية تخرج رجالها الشرفاء والعظماء لترهب به كُـلّ عدو حاول جاهداً في تركيع هذا الشعب.
عروضٌ عسكريةٌ تحمل في طياتها العديد من الرسائل منها على سبيل المثال لا الحصر:
أولاً: إن كُـلّ تلك الجرائم والانتهاكات والمجازر والحصار لهذا الشعب جواً وبراً وبحراً لم تخضعهُ كما كان يخطط له الأعداء بل جعلوا من كُـلّ تلك التضحيات سلماً لبلوغ العزة والكرامة.
ثانياً: أن ما تم مشاهدته خلال كُـلّ العروض العسكرية هو جيش ليس كجيش الأمس فهذا الجيش أصبح يحمل ثقافة الجهاد والاستشهاد ضد قوى الطاغوت والاستكبار العالمي المتمثل في أمريكا وإسرائيل.
ثالثاً: أن هذا الجيش وهذا الشعب يمضي قدماً لبلوغ التحرير الكامل لجميع أراضي الجمهورية اليمنية تحت قيادة ربانية حكيمة تمتلك نظرة استباقية وتحليلاً دقيقاً للأحداث وتحمل رؤية مستمدة من القرآن الكريم، قيادة لن تألو جهداً في أن تقود هذا الشعب إلى بر الكرامة وشاطئ النصر بإذن الله.