وعدُ الآخرة.. استراتيجيةُ دحر العدوان وإيقاف نهب ثروات اليمن..بقلم/ إكرام المحاقري
للمرة الأولى في تاريخ اليمن، عرض عسكري هو الأول من نوعه، وفي ضل العدوان والحصار والمؤامرات “الصهيو-أمريكية”، كان العرض شاهداً على صلابة العقيدة العسكرية اليمنية، والتي صنعت المعجزات في زمن محدود وتحت ظروف صعبة، ومع استمرار الانتهاكات من تحالف العدوان المجرم.
لعل الرسالةَ قد وصلت لمن تعنت وتجبر وجعل من الهُــدنة الموقَّعة غطاءً سياسيًّا لمواصلة نهب النفط اليمني وتجويع الشعب ومواصلة الحصار، متستراً بتواطؤ الأمم المتحدة والتي بادرت بعد العرض بالشجب والتنديد، زاعمة أنه يعد خرقا لاتّفاق السويد الخاص بمحافظة الحديدة، متغاضية عما هو أشد وأعظم من الانتهاكات والخروقات التي حصلت منذ بداية الاتّفاق وحتى اللحظة من قبل مرتزِقة العدوان، والتي حدث بعضها اثناء تواجد “الأمم المتحدة” نفسها، وغض الطرف عن العمليات العدوانية المتكرّرة لقوات الاحتلال، والمعلنة على الملاء في وسائل الإعلام.
العروض العسكرية اليمنية وضحت التطور في التصنيع العسكري اليمني، وأظهرت وحدات الجيش اليمني المستعدة بشكل غير مسبوق للقضاء على أي خطر يحدق باليمن، فما بعدَ الهُــدنة الأخيرة ليس كما قبلها، فدول العدوان لم تلتزم ببنودها، واستمرت في عمليات القرصنة على السواحل اليمنية، وطالت اعتداءاتُها مناطقَ يمنية محتلّة كما حدث في محافظتي شبوة والمهرة جنوب اليمن، والمعركة القادمة لن تكون مقتصرةً على مساحة جغرافية محدّدة داخل اليمن فحسب، بل إنها ستطال الممرات البحرية وُصُـولاً إلى عمق الدول المعتدية، وسنشهد معركة غير مسبوقة تكون نتائجها حاسمة لتنهي الاحتلال من اليمن، وسيكون فيها الرد قاسيا على التواجد العدائي الأمريكي في مياه البحر الأحمر، كما أن هناك رسالة واضحة لتلك السفن التي تنهب النفط الخام اليمني، في ظل استمرار معاناة قاسية للشعب اليمني المحروم من عوائد ثرواته، ومنع واحتجاز لسفن المشتقات النفطية من قبل قراصنة العدوان منذ بداية العدوان وحتى اليوم.
كانت تلك رسالةً حملت في طياتها الكثير من الرموز السياسية والتي تمثلت أبرزها في اسم ”وعد الآخرة“، والذي يشير أن نقطة البداية ستكون من اليمن ولن تنتهيَ إلا بزوال كيان العدوّ الإسرائيلي، ونهاية حتمية للمؤامرات الأمريكية على شعوب منطقتنا العربية إلى غير رجعة، وعودة للسيادة اليمنية على الأراضي المحتلّة، وعلى الثروات اليمنية على وجه الخصوص، كما أن هناك رسائلَ صريحةً صدرت عن الرئيس مهدي المشاط إلى تحالف العدوان امتزجت بالرسائل التي جاءت في تلك العروض للصناعات اليمنية من صواريخ وأسلحة بحرية، وهذه نقطة مهمة يجب على العدوان أن يعمل؛ مِن أجلِ دفع عواقبها عنه، ليس بالهُــدن المخترقة والكاذبة، بل بكل جدية حتى يسلم لهم ما تبقى من حقولهم النفطية القابلة للاشتعال.
هناك رسالة هي الأقوى من نوعها شملت الهدف الرئيسي من استعراض “وعد الآخرة” كتنبيه، وقد جاءت في خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي، أمام القوات العسكرية والحضور في ساحة العرض، والتي ظهرت أَيْـضاً في استعراض وحدات الجيش اليمني والأسلحة المحلية الحديثة، فالقادم أشد وأعظم مما مضى، والهُــدنة قد جاءت بنتائج عكس ما كان يعتقده قادة العدوان، واتاحت الفرصة للجيش اليمني حتى يتأهب للمعركة القادمة بشكل أقوى من ذي قبل، وعما قريب سيعي العدوّ جيِّدًا معنى “وعد الآخرة”.. وإن غد لناظره قريب.