الرئيس المشاط خلال تدشين برنامج الصمود الوطني بمجلس النواب: عاهدنا الله أن نخدُمَ المواطنين وأن نحميَ بلدنا ووَحدته واستقلاله حتى النصر
خدمة المواطن على رأس تعزيز الصمود والعروض العسكرية في جميع المناطق تبعث على الفخر
على اليد التي تبني من وزراء ومسؤولين أن تكون بمستوى المسؤولية ومستوى التضحيات في ميادين القتال
لا بد أن ننهض بمسؤولياتنا الخدمية كما نهض جيش الجمهورية اليمنية رغم التحديات ورغم الصعوبات
سننهض ببلدنا إن تم استغلال المبادرات المجتمعية وإنشاء الجمعيات والتعاونيات
الحرب لم تنتهِ بعد بل هي مُستمرّة وبطرائق متعددة وسلاحها الوعي في هذه المرحلة
ما دام جيش الجمهورية اليمنية جاهزاً لتحمل المشاق والصعاب فلن تستطيع أية قوة إلغاء الوحدة
المسيرة: خاص
ألقى الرئيسُ مهدي المشاط، أمس الأحد، كلمةً بمناسبة تدشين برنامج الصمود الوطني، وأوصل من خلالها العديد من الرسائل في الداخل والخارج، محذراً دولَ العدوان من استمرار مؤامراتهم التي ستؤدي إلى تمزقهم قبل أن يصلوا لوهمهم وأطماعهم المستحيلة.
وفي كَلمته، أكّـد الرئيسُ المشاط أن الواقعَ يدفعُ الجميعَ نحو إنجاح مؤسّسات الدولة، وأن نطلق هذا البرنامج من أهداف برنامج الصمود الوطني نحو إيجاد نشاط منظم للتحَرّك في خدمة الناس.
وقال: “هذا أبرز هدف لهذا البرنامج، الاطلاع على معاناة الناس وتلمس همومهم”، مُضيفاً “الحالة التي وصل إليه بلدنا تآمر كُـلّ الدول دون استثناء، دول النفطية، دول الدولار، دول التكنولوجيا، دول الأسلحة، ونحن في شعب اليمن لا نزال جبالاً صامدين”، منوِّهًا إلى أن الصمود “هو أكبر نصر لحدِّ الآن”.
وَأَضَـافَ “الآن يجب أن نفهم جميعاً أيها الإخوة أننا مسؤولون كُـلّ من موقعه أريد أن أنبه هنا للإخوة المواطنين، وكثير ممن يتحدث عن أن هناك مظالم تحدث ولا يعرفون أين يذهبون، أنا أقول لهم نحن ولأول مرة في عمر الجمهورية اليمنية أطلقنا مكاتب الشكاوى في كُـلّ الجهات ولدينا مكتب مرجعية، إذَا تقدمت بشكوى في أية جهة ولم يتم التجاوب معك هناك رقم خاص يتبعنا مباشرة نتدخل لإنصافه، لدينا أَيْـضاً المظالم في مكتب رئاسة الجمهورية تشتغل على مدار الساعة، وسنعزز ديوان المظالم في المرحلة القادمة إن شاء الله، ولدينا الاستعدادُ في إنصاف الناس وبذل الحق، هذا هو الذي سنمضي عليه باستمرارٍ إن شاء الله”.
للمسؤولين: المواطنُ أمانةٌ في أعناق الجميع
وخاطب الرئيسُ المشاط مسؤولي الدولة بقوله: “المسؤولية أمانة في أعناقكم، إذَا ما لديك قدرة أن تنتج فاعتذر، وهذا الكلام أنا كرّرته مراراً وتكراراً وأنا أعرف أن الوضع صعب، وأعرف أن الإمْكَانات شحيحة قد تكون معدومة، لكن في ظل كُـلّ هذه التحديات يجب أن ننتج وأن نبتكر الحلول”.
وأكّـد أن كُـلَّ واحد من مسؤولي الدولية ملزَمٌ بأن يقف مع نفسه ويحاسب نفسه ويسائل نفسه من الآن يجب أن يكون لديه برنامج يقدم خدمة للناس، لافتاً إلى أهميّة أن يكونَ الإعلامُ مواكباً ويكون الإعلام واقعياً وليس معول هدم أَو سلاح هدم يجب أن يواكب وأن يشجع وأن يحاول أن يبني وينمي ويرفع الثقافة لدى الناس ويشتغل بالشكل الصحيح.
خدمةُ المواطن أهم عوامل الصمود
وفي سياق حديثه عن عوامل تعزيز الصمود، أكّـد المشاط أن خدمةَ المواطن على رأسِ تعزيز الصمود.
وتابع في كلمته “أنا هنا بين شعار يد تحمي ويد تبني، أتوجّـه إلى اليد التي تبني أن تكون بمستوى المسئولية أنتم يا مسؤولي الدولة، أنتم يا وزراء، كُـلّ مسئولي الدولة وكلّ من يسمعني استنهض بكم كُـلَّ ضمير حي، استنهض بكم مسؤوليتنا أمام الدماء الطاهرة التي ذبحت على معبد التحرّر والاستقلال، كُـلّ التضحيات التي قدمت أن نكون عن مستوى هذه التضحية”.
وحول حديثه عن صعوبة الوضع وشحة الإمْكَانيات، أكّـد المشاط “أن هناك تحديات، لكن إذَا هناك نية وهناك إرادَة فَـإنَّ الإرادَة والنية تفت الصخور، فليست التحديات عذراً لدينا”، مستدركاً “كما نهض جيش الجمهورية اليمنية رغم التحديات ورغم الصعوبات التي يلاقيها وهو في مسرح العمليات القتالية، التي لا يمكن أن يمر يوم لم يقدم فيه الشهداء طوال ثمانية أعوام، إلا أنه رغم هذه الظروف استطاع أن يستكمل عملية النهوض ويبني جيشاً الآن أصبح جيشنا هو جيش الجمهورية اليمنية”.
وجدد التأكيد على أن “هدفنا جميعاً هو الوصول إلى المواطن، المواطن كُـلّ مواطن في إطار سلطة المجلس السياسي الأعلى خدمات وتنمية هذا هدفنا العام”، وأكّـد أنه “لا يوجد لدينا هدفٌ يخص فئةً أَو منطقة”، داعياً المواطنين لدعم هذا النشاط.
ولفت إلى أهميّة المبادرات المجتمعية والأنشطة المجتمعية في التنمية، مؤكّـداً أن المواطن مسؤول بالدرجة الأولى وله واجبات وعليه مسؤوليات.
الحربُ لم تنتهِ والوحدةُ لن تفُضَّها أيةُ قوة في العالم
وعلى الصعيد السياسي أكّـد الرئيس المشاط “أنه وبناء على المعطيات الأخيرة التي يفرضها واقعنا بما أننا في مرحلة وسطية لسنا في حرب مستعرة ولسنا في سلام”، منوِّهًا إلى أن “الحرب لم تنته بعد بل هي مُستمرّة وبطرق متعددة”، مجدّدًا التأكيد على أن “الحرب سلاحها الوعي في هذه المرحلة، أيها الإخوة، يجب أن نرتقي بوعينا وأن لا نسمع للمنظماتيين وأبناء ومخلّفات السفارات”.
وقال: “نحن عاهدنا الله أن نحافظ على هذا البلد وأن نحميه ونحمي وحدته واستقلاله ونحافظ على سيادته واستقراره وسلامة أراضيه حتى نحصل على السيادة الكاملة لكل شبر من التراب الوطني”.
وأكّـد أن “الوحدة اليمنية أيها الإخوة ليست وحدةً سياسيةً كما يتصور البعض، بعض الطامعين، الوحدة اليمنية هي وحدة اجتماعية وجغرافية وطبوغرافية وتاريخية تفرض عليكم أن تتركوا وأن تكفوا عن التآمر على الوحدة اليمنية”، منوِّهًا إلى أن الوحدة ليست بين شركاء سياسيين بل هي وحدة بلد هي وحدة اجتماع هي إرث هي تاريخ، لا تستطيع أن تتجاوز هذا كله أبداً.
وأردف بالقول: “الوحدة اليمنية باقية مهما تآمر عليها الأعداء، أية قوة في هذه الدنيا، لا تستطيع إلغاء الوحدة اليمنية، ما دام هناك جيش الجمهورية اليمنية جاهز لتحمّل المشاق والصعاب، فلن تستطيعَ أيةُ قوة في هذه الدنيا إلغاء الوحدة اليمنية”.
وخاطب تحالف العدوان ومشاريعه التمزيقية بالقول: “أنتم تبحثون عن وهم أنتم تبحثون عن سراب، كُـلّ إجراءات الخارج سنعتبرها إجراءات احتلال لا صحة لها ولا شرعية لها مهما التبسها بأحذية محلية”.
وَأَضَـافَ: “نحن نعتبرها سراباً ولا نعتبرها شيئاً، بل إننا نعتبر أنها مبرّر لمواصلة جهادنا حتى تحرير كُـلّ شبر وحتى تعود السيادة الكاملة على كامل التراب الوطني”، في إشارة إلى تحَرّكات العدوان التشطيرية”.
وخاطب الرئيس المشاط النظام الإماراتي بقوله: “أيها المتآمر على بلدنا وعلى وحدتنا، احترم نفسك وكف أذاك واعرف بأنك ستتمزق بلدك قبل أن تحقّق مطمعك في بلدنا إن شاء الله”، متبعاً “اتركوا بلدنا ولا مشكلة إلا لتدخلاتكم الخبيثة وأطماعكم، وأنا هنا أقول لكم بأنها ستنفصل إن شاء الله بعض مدنكم عندما يلحقها الضرر نتيجة حماقاتكم، قبل أن تتمزق اليمن، وقبل أن تحقّقوا أي انفصال في هذا اليمن”.
وبشأن ما يجري في جنوب اليمن المحتلّ، أكّـد الرئيس المشاط أن “مشاكل بعض المحافظات الجنوبية والشرقية كانت مفتعلة يقف وراءها الطامعين والمحتلّين فقط كانت تنفذها أياد عميلة لهم في ذلك الوقت وفي الأنظمة السابقة”، منوِّهًا إلى أنه “لو لم تتدخل دول الخارج فَـإنَّنا ممكن أن نحل كُـلّ مشاكلنا، نحن تضررنا كَثيراً، لكن تضررنا نتيجة أطماعكم، أنتم من كنتم توجّـهون الأيادي العميلة للعبث ببلدنا بما فيها المحافظات الجنوبية والمحافظات الشرقية”.
وجدد فتح الفرصة أمام المخدوعين والمرتزِقة بقوله: “الحلول ليست منكم، الحلول منا كفوا أيديكم ونحن أبناء بلد واحد، ممكن أن نتجاوز كُـلّ الماضي ونحل مشاكلنا، مشاكلنا هو أنتم وتدخلكم السيء”، مستدركاً ” لذلك أكرّر الدعوة كما قالها الشيخ المجاهد يحيى علي الراعي للمخدوعين، بابُ العفو لا زال مفتوحاً عودوا إلى صوابكم، لقد ظهرت أطماع الغزاة والمحتلّين في هذه الآونة أكثر من أي وقت مضى إن كان لكم عقل”.
أزمة المشتقات.. حَـلّ عاجل بالسلم أَو بالقوة
وفي ختام كلمته عرج الرئيس المشاط على أزمة المشتقات النفطية.
وأكّـد أن أزمة المشتقات النفطية ستُحل إن شاء الله.
ولفت الرئيس المشاط إلى إمْكَانية القيام بعمليات ردع للدفاع عن حقوق الشعب اليمني، حَيثُ قال: “إذا لم تدخل المشتقات النفطية سيتم التشاور باتِّخاذ القرار المناسب الذي سنسمعه أبناء شعبنا إن شاء الله سبحانه وتعالى”.
وتوجّـه للمواطنين في ختام كلمته بقوله: “أيها المواطن العزيز، همك همنا، لا هم لنا سوى همك، سنكون إلى جانبك؛ لأَنَّك تستحق منا كُـلّ خير وتستحق منا أن نسهر وأن نتعب على تحقيق كُـلّ ما يخدمك، وما توفيقي إلى بالله”.