فجرُ النصر يبزُغُ بوعد الآخرة .. بقلم/ رويدا البعداني
وتجلت نياشين النصر على مشارف ساحل تهامة، وتُوجت الحديدة بطلائع مغوارة مهيبة مدجّجة بالبأس اليماني الشديد لأعداد هائلة من الكتائب العسكرية والألوية الصمادية، على أكنافها رسالة مفادها أن شعبنا اليمني سيظل في ديمومة بِناء وإعداد وجهوزية تامة، وبما أن الحرب لم تضع أوزارها فوعد الآخرة آتٍ على عتاولة العدوان لا محالة.
إن من يتأمل العروض العسكرية لقواتنا البحرية والجوية سيعي جيِّدًا مدى القدرات والمهارات التي وصل إليها شعبنا الحر، وسيدرك حينها أنه من الصعب تجريد شعبنا العظيم من عقيدته الإيمَـانية؛ كونها تحمل صدق الانتماء وثباتة الموقف، فهذا الشعب لن يهدأ أَو يستكين إلا حينما يبلغ هدفه وينتصر، وهذا سيتحقّق بالتضحيات الجسام والقوة الإيمَـانية النابعة من التوكل على الله، وهذا ما حقّقه رجال الله في الجبهات والسواحل.
مرت ثمان سنوات، راهن فيها العدوان على دمار اليمن وتهدم جميع مقوماته، وكثّـف في سبيل ذلك أساليب الإجرام والحصار، هدم الكثير، ولكن ما هدمه تم بناؤه من جديد وأصبح أصلب وأقوى من ذي قبل، لتقضي إرادَة الله بإعادة التأهيل لوطن ومؤسّساته بأكملها، وعندما أرادوا لشعب اليمن الهدم أرد الله له البناء، وفي وعد الآخرة تجلت أكبر عوامل القوة والنصر اللذين كانا نتاج الوعي والصبر والصمود الذي قل نظيره، وهنا تتجلى الرسالة الأقوى على الإطلاق: “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِـمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”.
بزغ الفجر وطلع النهار بكتائب النصر، وما بعد وعد الآخرة حتماً ستكون هناك معادلات تقلب موازين القوى العالمية، فهل سيعي المعتدين أن التلاعب والتخفي بستار الهُــدن لا جدوى منه، وأنه إن لم يكن هناك قرارات عملية تخدم السلام فلن يكون لهم مناص من ردع يفقدهم الكثير ويهدّد حتى سيادتهم وأمنهم؟!