غُلبت الروم..بقلم/ يحيى صالح الحَمامي
من خلال أحداث الزمن والتاريخ الذي فسر لنا القرآن الكريم كيف انهيار الأنظمة المُتكبرة التي تتعمد إذلال البشرية من واقع القوة والغلبة فالنتيجة تأتي من خلال تحَرّك المؤمنين في مواجهة الظلم ومُغامرة الحرب مع كبريا الإمبراطوريات وهذا واضح في تاريخ دين الأُمَّــة المُحمدية إذَا وجد الدين تظهر القوة ويأتي التمكين لمن استضعفوا في الأرض ويُهزم الباطل أمام الحق وستُغلب أمريكا كما غُلبت الروم في السابق ونرى أن لا وجود لأمريكا في اليمن وقد ولى زمان الهيمنة إلى غير رجعة.
موقف أبناء اليمن في عاصفة الحزم يعود إلى مواقف المؤمنين في عهد رسول الله محمد -اللهم صلِّ عليه وآله- من خلال الظلم والوحشية وما ألتمسنا من ظلم البغاة في تاريخنا الحاضر وما تحقّق لنا كما تحقّق لرسول الله والمؤمنين بفرض معادلة القوة على الكافرين.
صمود أبناء اليمن معجزة العصر وثبات موقف المؤمنين أمام الجيوش والأنظمة الرأسمالية والذي لولا الله من المُستحيل الصمود أمامها ولكن الثقة بالله والتوكلُ عليه جعل لنا المُستحيلات مُمكناً والعاقبة لمن أتقى وما النصر إلا من عند الله.
نحن أبناء اليمن شعباً وقيادةً بالله كُنا ولا زلنا واثقين به ومتمسكين بحبله الذي حقّق لنا الكثير والكثير من المعجزات في الميدان من النصر وإذ نحن نحصد ثمرة الإيمَـان ونتذوق ثمرة الحرية ونجني أرباح البذل والعطاء والجهاد والاستشهاد في سبيل الله ونحن في موقف القوة بالله نعيش مع الكرامة في أرضنا، ونشعر بتمكين الله لنا والنصر الذي منحنا إياه عندما نُشاهد العروض العسكرية المتوالية بالعتاد والعُدة الذي عجزت أمريكا أمامها وحلفائها على تركيعنا فهذا تمكين لنا وهزيمة نكراء لأمريكا ومن يدور في فلكها.
غُلبت الروم في أدنى الأرض لم تُهزم إمبراطورية الروم في أول معركة ولم يأتِ نصر المؤمنين مبكراً، فالمعارك كثيرة بين الحق والباطل واستمرت لعقود من الزمن وقد واجه المؤمنين الحروب في عدةُ غزوات ومنها ما أُبتلي المؤمنون في يوم الأحزاب جُمع لهم الكثير من الجيوش، ونرى واقع الأحزاب في حاضرنا كما جُمع لليمن من قوى عسكرية وتحالف عربي وأوروبي كأنها الأحزاب وكأن موقف رسول الله والمؤمنين بالصبر على البلاء كما ابتلي جيش اليمن في مواجهة جيوشٍ مُتعددة الجنسيات بإشراف أمريكا وتنفيذ حلفائها العملاء من دول الخليج العربي والتي سخرت نفسها وأموال شعوبها وجيوشها وجعلتها تحت أمر القيادة الأمريكية.
من خلال واقع أبناء اليمن وإيمَـانهم بالله في مواجهة قوى الاستكبار العالمي فمن كان يستطيع أن يرفع صوته في وجه أمريكا التي أرعبت العالم ولكن بالإيمَـان فشلت وعجزه أقوى الجيوش أمام المؤمنين في اليمن.
موقف أبناء اليمن في المواجهة هو موقف إيمَـاني جهادي ثابت بالعزيمة والصبر والصمود ففي الآية القرآنية التي نزلت على رسول الله محمد والمؤمنين وفسرت إيمَـانهم في يوم الأحزاب قال الله تعالى: (وَلَمَّا رَءَا الْمُؤْمِنُونَ الْأحزاب قَالُواْ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا).
غزوة الأحزاب عادت أحداثها في اليمن في إيمَـان أبناء اليمن في إصرار المواجهة لقوى تحالف العدوان لقد عانى أبناء يمن الإيمَـان والحكمة كما عانى المؤمنون في يوم الأحزاب في مواجهة الاستكبار العالمي أمريكا ومن يدور في فلكها.
موقفُ اليمنيين في المواجهة هو الإيمَـان بالله والثقة المطلقة بالله والتوكُل عليه فقد تسلحوا الإيمَـان والصبر على قلة العتاد والعُدة، حَيثُ ونحن في موقف الاستضعاف وقد أفرط العدوان بالجرائم الوحشية بحق الأرض والإنسان وانتهك قوانين الحرب وفرض الحصار لإيجاد المعاناة الإنسانية التي لم تخطر على شعب ممن عاشوا المعاناة وويلات الحرب على أوطانهم ولن يُحقِّقَ العدوان شيئاً.
تحَرّك أبناء اليمن من واقع الدين والالتزام بأمر الله في حق الاعتداء وواجب الدفاع عن النفس والجهاد بتسليمٍ مطلق لله وللقيادة الإيمَـانية والسياسية والعسكرية بتحَرّك جماعي من نهج القرآن والسيرة النبوية، أبناء اليمن من الجيش واللجان الشعبيّة شكلوا صخرة قوية وخاضوا معاركَ شرسة في حرب مفتوحة.
لكن بالإيمَـان بالله تحقّق يأتيَ لنا بقوتنا أَو بقدرات جيشنا الصمود بتدخل إلهي مع أعتى وأطغى الجيوش التي تمتلك أحدث الأسلحة والأنظمة العسكرية المتطورة وخاضوا حرباً واسعة ومُستمرّة لما يقارب ثمانية أعوام لم تقف الأعيرة النارية ولم تخلُ سماء اليمن من أسراب الطائرات الحربية ولم تتوقف ميادين المعارك من التحليق المُستمرّ ولم تتوقف الغارات على المواطنين في المُدن وفي الميدان على مدى أَيَّـام وليالي وشهور وسنوات الحرب ولم يحقّق العدوان شيئاً مما كان يتوقعه من النصر.
لقد أبتليَ أبناء اليمن بالعدوان الظالم وتجمعت عليهم عدة دول وزُلزِلوا زلزالاً عظيماً.
الإيمَـان الراسخ في مكونهم الديني والثقافي والسياسي والعسكري واجهوا بغاة الأرض بالاعتصام والتمسك بالحبل الإلهي الذي لن ينفصم ونكلوا بأقوى التحالفات وأفشلوا تقنية أحدث الصناعات العسكرية.
السلاح الأمريكي أصبح عاجزاً عن حماية سماء وأراضي حلفائه لقد فشلت المدرعات الأمريكية للقوات البرية التي تفاخرت بها أمريكا عسكريًّا، والتي تم إتلافُها بأرخص الأشياء وأقل الخسائر وتم إحراقهن بالولاعات في الجبل والسهل والوادي.
أمريكا فشلت في اليمن سياسيًّا وعسكريًّا وستُغلب كما غُلبت الروم في ما مضى، قال الله تعالى: (ألم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِم سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).