برنامجُ الصمود الوطني.. نحوَ مرحلة جديدة من الثبات والبناء..بقلم/ عبدالملك المساوى
تحت سقف البرلمان وللمرة الثالثة في غضون أَيَّـامٍ قليلة شاهدنا الرئيسَ المشاط يجتمعُ بقيادة الدولة تحت عنوان تدشين برنامج الصمود الوطني الذي لا يعلم الكثيرون عَمَّا يحتويه هذا البرنامج وما هي الآلية التي سيتم تنفيذه بها.
من المؤكّـد أن برنامج الصمود برنامج جهادي تعبوي رسمي، يسعى لتعزيز الحضور الميداني الفاعل لمؤسّسات الدولة في خدمة المجتمع والدفاع عن الوطن وتعزيز المشاركة في الجبهات لحسم المعركة مع العدوّ فالحربُ لم تنتهِ بعد بل هي مُستمرّة وبطرائق متعددة، وسلاحها الوعي.. وعلى الجميع أن يفهم أن الكل مسئول كُلٌّ من موقعِه حتى المواطن، يفهم أنه مسئول أَيْـضاً عليه مسئوليات وله حقوق وواجبات، دون السماع لأي معوق أَو أي مثبط أَو أي معيق.
ولا شك أن برنامجَ الصمود الوطني يعني استكمال جهودَ سبع سنوات من مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ وسيعمل على حشد مزيد من الطاقات والإمْكَانيات لتفعيل مؤسّسات الدولة بالشكل اللازم، والذي يتواءمُ مع الأولويات التي حدّدها قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في خطابه بمناسبة استشهاد الإمام زيد بن علي -عليهما السلام-.
إن تصحيحَ مؤسّسات الدولة عامل مهم لتعزيز الصمود، ورفع روح الإرادَة والعزيمة في مواجهة العدوان ومؤامراته التي سعت لتعطيل مؤسّسات الدولة منذ اليوم الأول من العدوان والحصار.
ولعل مهمة البرنامج الأَسَاسية تكمن هنا في تعزيز العلاقة بين مختلف الوحدات الإدارية، والمجتمع على أَسَاس التفاهم والتعاون واستغلال كُـلّ الطاقات والقدرات وإحياء المهارات ضمن خطوات تدريجية ورؤية استراتيجية بما لا يخل بعمل الوظيفة العامة.
ومن ذلك التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في عمل الدورات والورش التوعوية والثقافية والعسكرية وخلق الروح الجهادية للوصول إلى كادر يحمل كُـلّ المواصفات والقيم مخلصاً لربه ووطنه ينظر إلى قيمة العطاء والبذل أكثر منه إلى الأخذ والاستئثار والبحث عن الحقوق الضيقة والمصالح الشخصية.
وبناءً على ما تقدم ذكره فَـإنَّ كُـلّ الأحرار الشرفاء الصامدين يأملون من هذا البرنامج بأن يتم تنفيذ إصلاحات شاملة في مؤسّسات الدولة وَمحاسبة الفاسدين وجعل التعيينات وفق معاييرها الصحيحة، والابتعاد عن المحسوبية أو المداهنة والمجاملات وعدم السماح بالتستر والإساءة باسم المسيرة القرآنية حتى تحت يافطة مواجهة العدوان.. التي يستغلها البعض لحساب مشاريع صغيرة، فالمسئولية أمانة وسيقف الجميع أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا مناصب ولا سلطات ليسألنا الله عن أعمالنا وتصرفاتنا تجاه كُـلّ ما يعانيه أبناء الشعب اليمني: “وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ”.
وخلاصة للموضوع يمكن القول: إن برنامج الصمود الوطني -بما يتضمنه من أهداف تنموية وجهادية للدفاع والذود عن الوطن ورفع مستواه التنموي- يمثل انطلاقةً مهمةً نحو مرحلة جديدة من الثبات والبناء.