صمودٌ وتجذُّر..بقلم/ إقبال جمال صوفان
توقف قلمي عن الكتابةِ مُنذ وقتٍ طويل، وها هو الآن يُسابقُني في التّعبيرِ والشعور؛ لأَنَّ ما سيكتُب عنه شيءٌ أشبه بالمُستحيل! لعلَّ الجميع رأى العرض العسكري وعد الآخرة المهيب الّذي أشبع أرواحنا فخراً وعزاً ونصراً، لا أُبالغ إن قلت: إنني لم أستطع الكتابة يومَها من فظاعةِ المنظر وفخامته، عرضٌ عسكريٌ أذهل العالم، نعم كُـلّ دولة قادرة على تجهيز مثل هكذا جيش ولكن في ظلِ أجواء مُخصصة وإمْكَانياتٍ هائلة وتجهيزات قد تستغرقُ سنوات، أما نحنُ هُنا في اليمن فقد انفجر أُولئك الأفراد قنابل في وجهِ العُدوان وبدأوا مِنْ الصّفر تدريباً تأهيلاً تصنيفاً، وَها هم اليوم ألويةً مُتنوعة للعدوِ بالمرصاد بكاملِ جهوزيتهم لأي توجيه تتخذهُ القيادة.
العجيبُ فِيْ الأمرِ أن بلادُنا تحت القصف الجوي في أية لحظة وفي أي مكان! أَيْـضاً المذهل أكثر وأكثر أنَّ العرض احتوى أصنافاً وفئات وطبقات مُتعددة بِدءًا من أحفاد بلال وانتهاء بأكبر سِناً ومكانة! أية قضيّة هذه الّتي جمعت كُـلّ هؤلاءِ تحتَ راية ومبدأ وتوجّـه واحد؟ بل أي قائد هذا الذي وثّق وعمّد حُبّ الله والجهاد في سبيلهِ بحروفٍ وكلماتٍ من ذهب؟ لا شكَ أنَّ الجوابَ معروفٌ لدى الكل، مَن غيرَ المسيرة القرآنية الّتي وحّدت كُـلّ الأطياف ومَن غيرُ أبي جبريل الذي ساند كُـلّ الثوّار؟!
نودُّ القول للمملكةِ الهالكةِ ومن معها: قسماً “ستندمون” وقد قالها لكم قائدنا والجميع منكم يعرفُ ويعلم علم اليقين أن ما يُقال منه سيُطبق ويُنفذّ بالحرفِ الواحد، فكونوا ممن يفهمون بالإشارة ولا تكونوا عبيداً تُقرعون بالعصا.
التحيّة والإكبار والإجلال لكل من كان له مشاركة في العرض العسكري الهائل سواءً أمنيين أَو منظمين أَو مُجاهدين كُـلّ باسمهِ وصفته كُـلّ الشكر الجزيل لكم من بعد الله عزّ وجلّ، لكم الفخر لكم الشموخ لكم العزة والكرامة ولنا الشرّف بأنّا ننتمي إليكم، فخورون جِـدًّا بكم يا أعظم خلق الله أنتم.
شعورُ النّصر الّذي بات قريباً بوجود أبطالنا وجيشنا من حارس البحر الأحمر مُرورًا بحدود صعدة الأبيّة ووُصُـولاً إلى قلب العاصمة، كُـلّ هذا أسال الدمع مُنهمراً حمداً وشُكراً للقويّ الجبار من سجدَ لهُ القلب قبل الجسد، من ثبّتنا على طريق الحقِ الذي هم قِلة سالكيه، نفّذنا توجيهات وأوامر ربنا القائل: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) فأرضانا وأيدنا ونصرنا.
عرض المنطقة العسكرية الخامسة هل يا تُرى سيكون الأخير؟ لا أعتقد ذلك فالقادم وبالله التوفيق أعظم وأشد وأنكى وما كان ذلك العرض إلا نتيجة لصمودٍ دام أكثر من سبع سنوات مُتتالية وتجذّر يمتدّ إلى ما بعد أعمق نقطة يتوقعها العدوّ.