القوةُ ضمانٌ للسلام..بقلم/ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
قام الجيشُ اليمنيُّ مؤخّراً بأنشطة كثيرة، منها عروضٌ عسكرية واحتفالات تخرج لدُفعات عديدة في مختلف فروعه العسكرية واللوجستية.
وتعكسُ تلك الأنشطةُ الجهودَ التي تبذُلُها القيادةُ في سبيل تأهيل افراد الجيش وتجهيزه بالأسلحة والمعدات اللازمة، وقد أثارت تلك الأنشطةُ حفيظةَ الكثيرين خارج البلاد وداخلها، مع أن الجميع يعرفُ أن القوةَ هي الضمانة الحقيقية للسلام، ومن لم يستطع أن يملكَ القوةَ فلن يحصلَ على السلام وإنما سيتحوِّلُ السلامَ المنشودَ إلى استسلام، وهذا هو الهدف الحقيقي لعدو اليمن الخارجي الذي يدّعي أنه يسعى إلى السلام، وفي الحقيقة هو يسعى إلى أن تسلِّمَ له كافةُ الأطراف اليمنية في الأراضي المحرّرة والمحتلّة قرارَها وهو سوف يمنحُها سلاماً بطريقته، ولن يتمكّنَ العدوُّ من الوصول إلى مبتغاه إلَّا إذَا انتزع أدواتِ القوة من كافة الأطراف اليمنية، وهذا ما تم تنفيذُه مع أطراف المرتزِقة التي سلّمت عوامل قوتها وقرارها للعدو الخارجي.
وأَمَّا الاستعداداتُ التي يقوم بها الجيش اليمني فهي تؤكّـد للعدو الخارجي أن اليمن يستعد للسلام ولن يقبل بالاستسلام، وأن القوة التي يمتلكها هي التي سوف تضمن وحدة أراضيه واستقلاله وتفرض على الصديق والعدوّ أن يحترم قراره، وقد استفادت اليمن من الأحداث التي تدورُ حولها في فلسطين والصومال وأثيوبيا والسودان وغيرها، فالدول التي سلّمت كُـلّ أوراقها للمجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة لم تصل إلى السلام الذي كانت تنشده، وكلما قدمت تنازلاً طالبوها بالمزيد ولم تصل إلى نتيجة ولنا في فلسطين والصومال خيرُ دليل.
وأما الدول التي قاومت الضغوط الدولية مثل أثيوبيا فقد حافظت على سيادتها وأراضيها، ولذلك فَـإنَّ اليمنَ مُصِرَّةٌ على امتلاكِ أدوات القوة بمختلف أنواعها حتى تحافظَ على نفسها وشعبها من المؤامرات التي يحيكُها الأعداءُ (أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهم من العرب)؛ لإخضاع البلاد لرغباتهم الدنيئة.
وما حصلت عليه اليمنُ خلال الهُــدن المتتالية من فتح جزئي للمطار والسماح بدخول عدد من السفن إلى ميناء الحديدة تم بفضل القوة التي امتلكها جيشُها وبفضل الاستعدادات التي يجريها في الميدان، وكل أدوات القوة التي يكشفُ عنها الجيش اليمني تأتي في إطار الاستعداد للسلام العادل الذي يحفظ للشعب اليمني كُـلّ حقوقه، وسوف يستمر الجيش في الإعداد حتى نصلَ إلى السلام الذي ينشُدُه أحرارُ اليمن.