تحذيرٌ أمميٌّ من تهديد خطير في سوريا والمنطقة!
المسيرة | وكالات
حذّرت منظمةُ الصحة العالمية من “تهديد خطير في سوريا والمنطقة” يتمثل بتفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق بالبلاد.
وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا عمران رضا لرويترز: “هذا أول تفش مؤكّـد للكوليرا في السنوات الأخيرة.. الانتشار الجغرافي يثير القلق، لذا علينا التحَرّك سريعا”.
وقالت منظمة الصحة، رداً على أسئلة لوكالة فرانس برس: “تم الإبلاغ عن حالات مؤكّـدة عبر اختبارات تشخيص سريع في حلب والحسكة (شمال شرق) ودير الزور والرقة”.
ونبّهت إلى أنّ “خطر انتشار الكوليرا إلى محافظات أُخرى مرتفع للغاية”.
وسجّلت سوريا عامي 2008 و2009 آخر موجات تفشي المرض في محافظتي دير الزور والرقة، وفق منظمة الصحة العالمية.
ويعتمد كثير من سكان سوريا على مصادر مياه غير آمنة نظرا للدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية لموارد المياه؛ بسَببِ الحرب الدائرة منذ أكثر من عقد.
وأحصت وزارة الصحة السورية، يوم أمس وفاة شخصين، إضافة إلى 26 إصابة مثبتة، غالبيتها الساحقة في محافظة (حلب)، بعدما كانت الإدارة الذاتية الكردية أفادت يوم السبت، عن تسجيلها ثلاث وفيات و”إصابات بكثرة” في مناطق سيطرتها في الرقة (شمال) والريف الغربي لدير الزور (شرق).
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فَـإنَّ انتشار المرض ناتج عن تلوّث مياه الشرب؛ بسَببِ توقف السلطات المحلية عن توزيع مادة الكلور على محطات المياه خلال الأشهر الثلاثة الفائتة.
وقال رضا: إنه يعتقد أن “تفشي المرض مرتبط بري المحاصيل باستخدام مياه ملوثة وشرب مياه غير آمنة من نهر الفرات الذي يقسم سوريا من الشمال إلى الشرق”.
وقال ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية: إن “المنظمة سجلت ثماني وفيات؛ بسَببِ المرض منذ 25 أغسطُس، منها ست حالات في حلب بالشمال واثنتان في دير الزور بالشرق، بحسب رويترز”.
وتتركز الإصابات في شمال حلب، حَيثُ تم تسجيل أكثر من 70 % من إجمالي 936 حالة مشتبها بها، ودير الزور، حَيثُ تم تسجيل أكثر من 20 %.
وشهدت الرقة والحسكة وحماة واللاذقية عدداً أقل من الحالات المشتبه بها.
وبلغ عدد حالات الكوليرا المؤكّـدة 20 حالة في حلب وأربع حالات في اللاذقية واثنتان في دمشق.
وقالت منظمة الصحة العالمية: إنه “قبل انتشار الكوليرا في الآونة الأخيرة، تسببت أزمة المياه في زيادة أمراض مثل الإسهال وسوء التغذية والأمراض الجلدية في المنطقة”.
وبعد نزاع مُستمرّ منذ 11 عاماً، تشهد سوريا أزمة مياه حادة، على وقع تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أَدَّى النزاع إلى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه.
ويعتمد نحو نصف السكان على مصادر بديلة غالبًا ما تكون غير آمنة لتلبية أَو استكمال احتياجاتهم من المياه، بينما لا تتم معالجة سبعين في المئة على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق اليونيسيف.
ونبّهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقرير في أُكتوبر الماضي إلى أن الوصول إلى مياه الشرب الآمنة يشكل تحدياً يؤثر على ملايين الأشخاص في أنحاء سوريا، حَيثُ باتت مياه الشرب متوفرة بنسبة أقل بأربعين في المئة عما كانت عليه قبل عقد من الزمن.
قبل عام 2010م، كان يحظى 98 % من سكان المدن و92 % من المجتمعات الريفية بإمْكَانية الوصول إلى مياه شرب نظيفة، وفق المصدر ذاته.
وشهد العراق المجاور منذ شهر يونيو موجة إصابات بالكوليرا، للمرة الأولى منذ عام 2015م.
ويصيب المرض سنوياً بين 1،3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة بين 21 ألفا و143 ألف شخص، بحسب فرانس برس.