رسالةُ العرض العسكري للقوات الأمنية .. بقلم/ محمود المغربي
ربما يكونُ الأعظم من الانتصار في ساحة المواجهة هو معرفة كيف تنتصر في المعركة قبل أن تبدأَ وكيف يفكر ويخطط العدوّ وما هي الأوراق التي يحتفظُ بها ومتى سوف يستخدم كُـلّ ورقة؟ وأن تكونَ مستعداً وجاهزاً لمواجهة كُـلّ ورقة على حدة أَو مواجهة كُـلّ تلك الأوراق مجتمعة ولديك السلاح المناسب لكل معركة.
والمتابعُ لسياسة أمريكا في المنطقة والعالم سوف يدركُ أن أهمَّ أوراقها الرابحة في تدمير وإسقاط الدول الرافضة للهيمنة والوَصاية الأمريكية الجماعاتُ الإرهابية التي تزرعُ الموتَ والإرهابَ والفوضى وتخلقُ دولاً فاشلة يصعُبُ إصلاحُها إلا بمعجزة.
وما الحروبُ الاقتصادية وحتى العسكرية التي تخوضُها أمريكا بطريقة مباشرة أَو عبر الوكلاء إلا مقدمةٌ لإضعاف تلك الدول وتمهيد الساحة أمام الورقة الأهم الإرهاب الذي يستطيع أن يحدث دماراً شاملاً في بنية المجتمع والدولة ويحصد أرواحَ الناس وبنسبة تفوق ما تحصُدُ الحروبَ العسكرية بعشرات الأضعاف، ولا يفرق بين النساء والأطفال والأبرياء والعسكريين، فكُلُّ البشر أهدافٌ لدى تلك الجماعات الإجرامية التي هي الخيار الأمريكي الأفضل في الانتقام من الدول والشعوب.
هناك نماذج مثل الصومال والعراق وأفغانستان وليبيا وحتى اليمن بعد أن تم إسقاطُ النظام في ٢٠١١م والنموذج الذي يتم الإعدادُ له في اليمن في حال استمرار الهُــدنة أَو بعد وقف العدوان.
القيادة السياسية والعسكرية والأمنية في صنعاء تدركُ ذلك وقد تم الاستعدادُ لمواجهة هذه الورقة الخبيثة، وهذا العرض العظيم للقوات الأمنية هو رسالةُ صنعاء لأمريكا وأدواتها وللجماعات الإرهابية ولكل من يفكّر في العبث بأمن واستقرار الوطن.
وقد كانت رسالةً قويةً ومهمة بأهميّة تلك الورقة الأمريكية، وكان محتوى تلك الرسالة: نعلمُ جيِّدًا ما تخططون له وهذا ما سوف تواجّـهون وهذا ما تم إعدادُه لكم، وكما تم تمريغُ أنوفكم في الجبهات العسكرية سنفعل أعظم من ذلك في الجبهات الأمنية، وقد فعلنا طوال السنوات الماضية.
وفي الحقيقة، أغلبُ الدول التي خاضت نزاعاتٍ مع أمريكا في العقود الماضية خسرت بأحد تلك الأسلحة والأوراق الأمريكية؛ لأَنَّ تلك الدول لم تكن مستعدةً لخوض تلك المعارك ومواجهة تلك الأوراق، وقبل أن توجدَ أمريكا وطوالَ القرون الماضية خسرت الأُمَّــةُ في أغلب تلك المواجهات مع أننا كنا نمتلكُ جيوشاً عسكرية كبيرة وننتصر في هذه النوعية من المعارك لكننا نخسرُ في المعارك الأُخرى.
أما اليومَ بفضل من الله لدينا قيادةٌ ربانيةٌ تمتلكُ الوعيَ والحكمةَ وتعرفُ نفسياتِ الأعداء وأسلحتَهم وأوراقَهم المختلفةَ.. وبإذن الله نحن مستعدون للمواجهة وقادرون على الانتصار بحكمة القيادة وبقوة وعظمة وصمود شعبنا وأبطالنا في كافة الجبهات.