لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُّهتَدُونَ .. بقلم/ إقبال جمال صوفان
يتدفقُ الحبرُ كنهرٍ جارٍ من الماء، وتترتب الحروف لتليق بالتّرتيبِ والتّنسيقِ العسكري الّتي ستكتبُ عنه، تزيّنت الدّنيا بأعيننا وامتلأت قلوبنا فرحاً بعد طول حزن، شكرنا الواهب، المُعطي، المُلهم، القادر والمؤيد عندما شاهدنا عرض وعد الآخرة المهيب، كنا نعلم أن دماء الشُّهداء لن تذهب هدراً، بل هي من ستجرف عروش الطّغاة والمستكبرين، هي الشُّعلة المُلتهبة الّتي حرّكت كُـلّ حُرٍ أبيّ فِيْ هذا البلد.
وها نحنُ اليوم نرى العرض العسكري الخاص بوزارة الداخلية، بقلوبٍ تفيضُ بالحمدِ والشّكرِ لله الواحد القهّار من أعزّنا وأذلَّ أعدائنا، من أيّدنا ومدّنا بالقوةِ والصّبرِ والثّبات على نهج محمدٍ وآله، تساقطت الدّموع دون إرادَة مِنّا، شعرنا بارتياح فقدناه منذ سنين، عِشناه اليوم بفضلِ أبطال جيشنا، ما هذهِ العظمة؟ وما هذا الشّموخ؟ أهذا جيش دولة محاصرة مُحاربة منذ سنين؟ إنها عظمة الله الحاضرة بيننا، وشموخ صنعاء الصّامدة معنا، ووصايا الشُّهداء السّارية فينا، وإصرار الصمّاد الباقي بجانبنا، وثبات رفاقهِ الدافع لنا، نعم وبكل فخرٍ، إباء، أنفة، عزة، كرامة، كبرياء وتحدّي إنّ هذا جيش اليمن الذي قال عنه قائد مسيرتنا أن: “عنصر قوتنا الأمنية أنها تحظى بالتربية الإيمَـانية والثقافة القرآنية وتحمل صدق الولاء لهُــوِيَّة شعبنا الإيمَـانية” رضي من رضي وغضب من غضب، وليضرب الأعداء رؤوسهم في أقرب صخرة أَو جدار، وليعود العشرات المعدودين أتباعهم الذين قالوا أنهم أقاموا عرضاً عسكريًّا بمرتزِقة من كُـلّ حدبٍ وصوب لا نعلم من أين استجمعوهم بدراهم معدودة فقط للتصوير والعودةِ إلى أماكنهم الأصلية وهم يعلمون مَـا هِي الأماكن.
وكمُلخصٍ بسيط للأعداء، موتوا بغيظكم ولملموا ما تبقى من أسلحتكم المُستجمعة، احتفظوا ولو بقطرة من ماء وجوهكم أمام العالم، افهموا أنّ الحسمَ بأيدينا نحن، اعتبروا بما قد حصل فالقادم لا يرحمكم، كفوا عدوانكم فوالله إنكم خاسرون، ثماني سنواتٍ وأنتم على مشارف العاصمةِ صنعاء والحقيقة المؤكّـدة أنكم على مشارف الهزيمة الموجعة المُدمّـرة الّتي ستُمرغ أنوفكم في التراب قريباً غير بعيد والأيّام كفيلة بإثبات وصولكم إلى تلك المرحلة، أما نحن فمسيرتنا قُرآنية، عروضنا بمسمياتٍ قرآنية، نقطةُ ارتكازنا وثباتنا أمامكم هي القرآن أما أنتم فالشيطان.
تقفُ حروفي خَجلى أمام كُـلّ فردٍ شارك في العرضَين وعد الآخرة، ولهم الأمن، شكراً بحجمِ السّماء، شكراً بحجمِ البِحار، شكراً بحجم دماء الشهداء، وتضحيات الجرحى وثبات الأسرى والمفقودين، شكراً بقلوبٍ مثقوبة أعدّتم حياكتها من جديد، فعلاً لنا الأمن ولكم الخوف علينا، لنا الراحة ولكم التعب لأجلنا، لنا النوم ولكم السهر علينا، لنا التحَرّك ولكم الثبات، حقاً لا تسع صفحات الأرض كلاماً ولا شُكراً ولا تقديراً، ضُعفاء نحن أمامكم لا نملك إلاّ الدّعاء والثّناء، خِفافٌ نحن مثقلون بكم، فُقراء نحن رأس مالنا أنتم، كُـلّ الثقة بالله ومن ثمّ بكم أنتم.
خمسةَ عشرَ يوماً كانت الفاصلة بين العرضين وعد الآخرة ولهم الأمن، كُـلُّ هذا كان قبل المولد النبوي الشّريف ماذا عن بعد المولد؟ هل يا تُرى سنُفاجأ أكثرَ؟!