القائدُ يحذِّرُ العدوَّ ورُعاتَه من مخاطرَ إقليمية ودولية في حال استمرار الحرب والحصار
إنذاراتٌ قوية تؤكّـدُ ثباتَ الموقف الوطني واستحالة التخلي عن متطلبات وثوابت السلام
تحذيرٌ جديدٌ من استمرار نهب الثروات الوطنية وتشديدٌ على أولوية التصدي للعدوان
خلال خطابه في ذكرى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر:
المسيرة: خاص
وجّه قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الثلاثاء، إنذارات جديدة شديدة اللهجة لدول تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي ورعاتها، أكّـد فيها أن استمرار العدوان والحصار على اليمن ستكون له تداعيات خطيرة على المستويين الإقليمي والدولي، كما حذّر من مواصلة نهب الثروات الوطنية وسرقتها، في تأكيدات واضحة على أن محاولات دول العدوان ورعاتها للتنصل عن الاستحقاقات الإنسانية للشعب اليمني، وتفويت فرصة السلام الفعلي، سيؤدي إلى انفجار الوضع بشكل غير مسبوق.
تداعياتٌ إقليمية ودولية للتعنت
السيد القائد خلال خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، جدد توجيه الدعوة لدول العدوان ورعاتها لـ”إنهاء العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال ومعالجة ملفات الحرب” وهي المعطيات الرئيسية لمعادلة السلام الفعلي التي أعلنتها القيادة الثورية والسياسية وأكّـدت عليها أكثر من مرة في وقت سابق.
وتشير هذه الدعوة إلى ثبات الموقف الوطني فيما يخص السلام، وهو ما يعني فشلَ كُـلّ محاولات تحالف العدوان ورعاته للالتفاف على متطلبات المعادلة الرئيسية من خلال الضغوط ومساعي تجزئة الحلول والمساومة بالملف الإنساني وفرض التقسيم ونهب الثروات كأمر واقع.
وأرفق قائد الثورة هذه الدعوة بإنذار شديد اللهجة وبالغ الأهميّة جاء فيه أن: “الاستمرار في العدوان هو أكبر تهديد للسلم الإقليمي والدولي” وأن “الضرر لن يقف على حدود اليمن”.
وأكّـد أن مواصلة الحرب سيكبد دول العدوان خسائر كبيرة وسيدفع بها نحو المزيد من الإخفاقات والفشل.
واعتبر مراقبون هذا الإنذار إشارة واضحة إلى خيارات ردع مزلزلة ستقدم عليها صنعاء في حال فشلت مساعي السلام، وواصل تحالف العدوان الالتفاف على المتطلبات الرئيسية والاستحقاقات الإنسانية التي تتمسك بها صنعاء.
وكانت صنعاء قد وجهت خلال الفترة الماضية رسائل وتحذيرات عسكرية متعددة لدول العدوان في هذا السياق، سواء من خلال العروض العسكرية الكبرى وغير المسبوقة للقوات المسلحة والأمن والتي تضمنت الكشف عن أسلحة وصواريخ بحرية جديدة ونوعية، أَو من خلال تصريحات قيادة وزارة الدفاع التي أكّـدت الاستعداد لاتِّخاذ خطوات تاريخية لردع العدوان بالقوة وضمان الاستحقاقات السيادية للبلد براً وبحراً.
يشار إلى أن جانب بسيط من ملامح “التهديد الإقليمي والدولي” المترتب على استمرار العدوان والحصار كان قد برز بشكل عملي خلال الفترات الماضية عندما تسببت ضربات الردع اليمنية على منشآت النفط السعوديّة بتداعيات أثرت على سوق النفط العالمي، وهو الأمر الذي اعتبره محللون دافعاً رئيسياً لتوجّـه الولايات المتحدة ودول العدوان نحو الهُــدنة مؤخّراً، غير أن الأمر لن يقتصر على هذا الحد في حال فشل التهدئة وعودة التصعيد بالنظر إلى تعاظم القدرات اليمنية وبروز مؤشرات واضحة على جهوزية القوات المسلحة لتوسيع مسار “كسر الحصار” بما قد يتضمَّنُ مواجهةً بحريةً من شأنها أن تكون ذات تداعيات واسعة إقليمياً ودوليًّا.
ولا يأتي تحذير قائد الثورة من التداعيات الإقليمية والدولية لاستمرار العدوان من منطلق عدواني، بل يعتبر تنبيهاً منصفاً إلى مسؤولية قوى العدوان ورعاتها الدوليين عن هذه التداعيات؛ لأَنَّ عمليات الردع والرد اليمنية مشروعة بالكامل وهدفها الرئيسي هو الرد على الاعتداءات وإجبار المعتدين على وقف استهداف البلد وتجويع الشعب اليمني، الأمر الذي يعني أن الكرة بالكامل في ملعب قوى العدوان والمسؤولية تقع على عاتقها.
هذا أَيْـضاً ما أشار إليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، من خلال التأكيد على أنه: “لا مبرّر في استمرار العدوان، فمواصلته ستجر الكوارث على تحالف العدوان”، وهو ما أثبتته الوقائع والأحداث بشكل عملي طيلة السنوات الماضية.
تحذيرٌ جديدٌ لناهبي الثروات الوطنية
قائد الثورة وجه أَيْـضاً إنذاراً آخراً لقوى العدوان ورعاتها ومرتزِقتها من عواقب الاستمرار في نهب الثروات الوطنية وعلى رأسها النفط والغاز، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني من انقطاع المرتبات وتردي الأوضاع المعيشية.
إنذار كانت صنعاء قد وجهته خلال الفترة الماضية، في سياق تأكيدها على التمسك بضرورة استعادة الثروات المنهوبة وتمكين الشعب منها من خلال استخدامها لصرف المرتبات، كما هو الوضع الطبيعي، بدلاً عن تكديسها في بنوك دول العدوان وتوزيع جزء منها على قيادات المرتزِقة.
وشمل تحذير قائد الثورة أَيْـضاً “أية شركات أجنبية تتواطأ مع دول العدوان في نهب الثروة الوطنية” وهو ما يشمل الشركات التي تقوم بعمليات التنقيب عن الثروات واستخراجها وتصديرها وبيعها بشكل غير قانوني، حَيثُ يعتبر نشاط هذه الشركات تواطؤاً عمليًّا مع العدوّ في أكبر عملية نهب تتعرض لها موارد الجمهورية اليمنية في تاريخها.
وكان رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، قد أكّـد سابقًا أن هذه الشركات قد تكون عرضة للاستهداف في حال رفض تحالف العدوان الاستجابة لمطلب صرف المرتبات ووقف نهب الثروات، ورفع الحصار.
لا مجالَ للالتفاف على الموقف الوطني ومتطلبات السلام الفعلي
إجمالاً، لقد قدّم قائدُ الثورة من خلال هذه الإنذارات صورةً واضحةً لتحالف العدوان ورعاته عن ثباتِ وصلابةِ الموقف الوطني واستحالة جر صنعاء إلى مربع المساومة على الاستحقاقات أَو الثوابت، كما أوصل رسالة مباشرة إلى العدوّ بعدم جدوى ألاعيبه الدبلوماسية وضغوطاته التي يحاول من خلالها التهرب من عواقب استمرار العدوان والحصار، كما هو الحال في الهُــدنة التي جدد القائد التأكيد على أنها “مؤقتة” وأن “الحرب ما زالت مُستمرّة”.
ويحاول العدوّ دائماً التعاطي مع الهُــدنة بصورة غير واقعية تقفز على متطلبات التهدئة وترفع شعارات “سلام” زائفة؛ بهَدفِ تضليل الرأي العام والتغطية على حقيقة استمرار الحرب والحصار، لكن الموقف الذي تترجمه تحذيرات قائد الثورة هنا بوضوح يشير إلى أن هذه الحيلة لا تجدي نفعاً وأن العدوّ لن يكون أبداً في مأمن من العواقب إلا بتنفيذ متطلبات السلام الفعلي على أرض الواقع.
وعلى ضوء هذا التحذيرات، أكّـد قائد الثورة خلال خطابه على ضرورة أن يبقى العمل للتصدي للعدوان والحصار هو الأولوية القصوى للجميع، وأن يتضمن ذلك الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية الوطنية التي بات واضحًا أن العدوّ يركز على استهدافها بشكل كبير تحت غطاء الهُــدنة لتحقيق بعض المكاسب التي عجز عن الوصول إليها من خلال الحرب والحصار طيلة الأعوام الماضية.