احتفالٌ فاق كُـلّ الاحتفالات..بقلم/ إبتهال محمد أبو طالب
تتعددُ الاحتفالاتُ في شتى مناطق العالم، فلكلِّ منطقةٍ أُسلُـوب معين، وطريقة محدّدة لإظهار الفرحة بالاحتفال، فنجد الغرب يحتفلون برأس السنة وَيحتفلون بعيد الشجرة وغيرها من الأعياد التي تتوافق مع انتماءاتهم ولا تمت للدين بصلة، وَالمسلمون درجاتهم متفاوتة في احتفالاتهم بحسب درجات الولاء واللا ولاء، ففي شتى مناطق الدول العربية يحتفل المسلمون بالأعياد الدينية كعيد الأضحى وعيد الفطر المباركين، فهذان الاحتفالان يُشْعِراننا بالفخر والعزة والكرامة، ونزدادُ عزةً وكرامةً لوجود مؤمنين فهموا الدين وعِلموا أن أهم أسسه الولاء لله ورسوله، فنجد الاحتفال بعيد الغدير الأغر والاحتفال بذكرى المولد النبوي، فهذان الاحتفالان أضافا للاحتفالين السابقين قيمة إيمَـانية كبيرة.
إن رسولنا الأكرم مبلغ الرسالة ومؤدي الأمانة حريٌ بنا أن نحتفل بذكرى مولده، فبمولده عمَّ النور وفُهِمَ الدين، وفُرِق بين الحق والباطل.
سيدنا ومولانا رسول الله هو الرحمة المُهداة، هو المُرسل للعالمين، هو النذير وهو المُجاهدُ للكفر والكافرين والفساد والفاسدين.
إننا نستغرب عندما نسمع ونشاهد من مشاركة بعض المسلمين لاحتفالات الغرب، بل يبجلونها أيّما تبجيل، ويستعدون لها أكمل الاستعداد، فنجدهم يحتفلون معهم بأعيادهم، بل نجدهم يواكبون احتفالاتهم فرحة سروراً، ويبرّرون لهذه الاحتفالات بعدة تبريرات، لا لشيء؛ لأَنَّهم يجدون أنهم يوالون الغرب، فمشاركتهم أفراحهم وأحياناً أحزانهم دليل أكيد للموالاة الواضحة للعيان.
ومن جانب آخر نجد أُولئك الذين يسمون أنفسهم مسلمين يعارضون أشد المعارضة للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، ويتبجحون بقولهم إنه بدعة، عجبٌ عجاب من أُولئك الذين لا يفهمون من الدين إلا لفظه ولا يعرفون رسول الله إلا اسماً لا غير، لكنهم يعرفون الولاء للغرب قلباً وقالباً ويعرفون مواقيت احتفالاتهم وكيفية طقوسهم.
يا أُولئك سنحتفل بذكرى مولد رسول الله حبًا وعزةً وكرامة، سنحتفل بذكراه جيلاً بعد جيل، نحن مع الإيمَـان، نحن مع النور ومولده مع الله وفضله، نفرح ونبتهج طاعةً لله، نفرح ونتبهج ولاءً لله ورسوله، قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللّٰهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّٰا يَجْمَعُونَ).
نفرح ونبتهج بالرحمة بمفهومها الأعم ورؤيتها الشاملة، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
نفرح ونبتهج بالشاهد والمُبشر والنذير، (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا).
سنحتفل طاعةً وولاءً، سنحتفل عزةً وكرامةً، فشتان بين احتفالاتنا واحتفالاتكم، فاحتفالاتكم وِفقَ رضا أوليائكم الطغاة المستكبرين، واحتفالتنا وِفق رضا الله والمؤمنين.
فليعلم العالم أجمع أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف هو احتفال فاق كُـلّ الاحتفالات، ظاهرًا وباطنًا، رؤيةً ومعنى، حبًا وولاءً.