ذكرى نعمة الله وحُجته على عباده..بقلم/ محمد علي الهادي
وبعد نيف من زمن التيه والغفلة وجد اليمانيون ضالتهم بعودتهم لهدى الله كدستورٍ ولمحمد وآلِ محمد كقادة، وها هم أبناء اليمن اليوم يسابقون الزمن ويتحَرّكون بفولتية عالية وبكل قوة يحملون معهم رسائل الخلاص من ويلات وأطماع صراع دول الاستكبار العالمي، يجدون السير لتصل الرسالة المحمدية عازمين على تنوير العالم بنور الهداية المحمدية يُتَرجمُون حركتهم في طريق المسيرة القرائية والتي حدودها عالمية.
قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَـمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنفسهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأنفال- آية (53).
لنتأمل قليلًا في حجم تسارع عجلة الاختراق والخيانة لكل من تغيرت نفسياتهم بالارتماء في الحضن الصهيوني أعداء الأُمَّــة الإسلامية.
ممالك الماشية والرمال أخذتها العزة بالإثم وجعلوا من التفسخ والتطبيع عقيدة تقربهم إلى الله زلفاً، وبعكس توجّـهات دول التطبيع ها هي عظمة الله تتجلى يوماً بعد يوم في عباد الله وجنده أبناء اليمن من عقدوا العزم على محاربة النفاق والسير في طريق النبي محمد وآلِ بيته الأطهار، في كُـلّ عامٍ يتوج اليمن بتاج اللين والرحمة، ومع تزامن حلول ذكرى مولد الرحمة المهداة توشحت البلدة الطيبة حلة المولد النبوي في الليل والنهار والأضواء والشعارات والرايات الخضراء.
وفي كُـلّ ذكرى تعرف الساحة اليمانية في ذكرى المناسبة بحضورها المليوني العظيم بعظمة صاحب المناسبة الذي ليس له نظير فترى في جبينهم الرحمة فيما بينهم والشدة على الأعداء، في المناسبة تأتي الحشود المليونية لتتبارك وتروي عطشها من عين رحمة الله وحجته المحمدية.
قال تعالى (قَالُوا أَو لَـمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) غافر-آية (50).
مناسبة المولد النبوي تبرهن حقيقة متانة الانتماء للهُــوِيَّة الإيمَـانية اليمانية التي زرعة الخوف عند أشد أعداء الأُمَّــة الإسلامية (شريحة اليهود).
فطرة الاهتمام بذكرى المولد كشفت وهن أباطيل الأعداء الضعيفة أمام سلامة وعزة الحق الذي عرى كُـلّ زيف أقنعة التكفيرين والمنافقين وبالعودة الصادقة للأُمَّـة الإسلامية وجودة التوجّـه نسفت كُـلّ مدن أحلام اليهود الخبيثة.
توجّـه اليمنيين بالعودة الصادقة نحو أهم رمزية للمسلمين كشخص رسول الله محمد وآل محمد تعني ترجمة قيم الإيمَـان بعلم وعمل في الميدان بكل حرص وصبر وروية.
الاهتمام بذكرى مولد الرحمة المهداة هو واجب ديني وسياسي خُصُوصاً مع حرص دول الاستكبار بتوسعة سياسة إبعاد الأُمَّــة عن رموزها الحقيقية (محمد وآل محمد) وعلى حين غفلة من السواد الأعظم لعامة الناس استنسخوا للأُمَّـة رمزية هزيلة تمحورت في شخصيات عرفت بالنفاق أكثر منها بالإيمَـان والتي دفعت بالأمة إلى طريق الانقسامات المذهبية والطائفية وفي نهاية المطاف وصلت بالأمة إلى طريقٍ مسدود وأهم ثمارها تغذية الفرقة وتجزئة المجزَّأ.
إحياء المولد هو ترجمة لوحدة الأُمَّــة الإسلامية تحت شخصية من بعث رحمة للعالمين، وفي ذكرى مولدك يا رسول الله يا رسول العالمين للأسف ها هي الغالبية من الأُمَّــة الإسلامية تتخبط تائهة في الاهتمام باللهو وعبادة اللهو، وأصبح الجهل آفة جعلت الدين الإسلامي محصورا في ركاكة العبادات التي فُرغت من محتواها، والبعض وظف الدين في المسنون والمكروه وكل ذَلك هروب وتغافل عن كُـلّ المؤامرات والمخاطر التي تحاك ضد وحدة الأُمَّــة الإسلامية والتخلي عن الواجبات المفروضة.
رسول الله عنوان لأهم شخصية عرفت في تاريخ البشرية بين الأمم عملت بمنهجية بناء الفرد والمجتمع بوعي ومعرفة سليمة وإيجابية، نهتم بذكر مناسبة مولد الرحمة المهداة؛ لأَنَّها تصلنا إلى طريق الله المستقيم، وزرعت فينا بذور العزة لحياة كريمة كأمة متوحدة تحت قيادة ومنهجية واحدة.
في ذكرى المولد النبوي تتجلى صورة الأُمَّــة الإسلامية الحقيقية والتي لا غبار عليها تلمع بريق أشعتها بانتظام شكلها الهندسي البراق كصفٍ واحد أمام كُـلّ المخاطر الدَخيلةُ علينا من خارج البيت الإسلامي الواحد.
اهتمام اليمنيين كحركة شعبيّة بمناصرة رسول الله في حينه آن ذاك وفي حال اليوم شكل صدمة أحرقت كُـلّ جهود الكفر والمنافقين على مر السنين.
ومن المؤسف أن تجد من يسير في سبيل خدمة الباطل بجهلٍ كبعض أمراض قلوب المنفاقين من تتلعثم ألسنتهم في لحن القول بكلامٍ مسموم بين العامة من الناس يحاولوا بلحن القول الصيد في الماء العكر كتكرار معزوفة نفقات مناسبة المولد تكفي لسد حاجات والفقراء والمحتاجين، لكننا نقول لهم يجب أن تفتحوا بصيرتكم وأعينكم لتبصروا حقيقة أن أول شريحة تهتم بذكرى مناسبة المولد هم شريحة الفقراء وهم أهم قاعدة في حزب رسول الله والشعب اليمني من أعظم وأهم القواعد الجماهيرية لحزب رسول لله محمد وآله.
ولنتأمل قليلًا سقط الكثير من العامة في وحل عبادة العبيد وترميز وتعظيم الدساتير والقوانين الوضعية أكثر من الدستور الرباني اهتموا بثقافة لوائح ورمزوا الحزب أكثر من الثقافة المحمدية بجهل وبطريقة غير مباشرة وصل الحال بالبعض من العامة أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك، وصل الحال بالغالبية من المسلمين أن جعلوا انتمائهم الحزبي أَو الجهوي أَو الطائفي فوق كُـلّ شيء مشكلين بذلك أكبر ثغرة على سلامة ووحدة الأُمَّــة الإسلامية.
حينما تغيرت نفسيات الكثير باستخدام الخيانة كثقافة تهاوت أركان الدولة الإسلامية ومن خان الدستور السماوي من المؤكّـد ليس جديراً أن يؤتمن على القوانين الوضعية فلا حياة عزيزة للأُمَّـة سوى بإحياء ذكر محمد وآل محمد عليهم السلام.