من وحي العرض العسكري..بقلم/ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
قدّم العرضُ العسكريُّ الذي أقامه الجيشُ اليمني بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر ملخَّصاً للإنجازات التي تحقّقت خلال الثماني السنوات المنصرمة في مجال إعادة بناء الجيش على أُسُسٍ صحيحة في العُدَّة والعتاد والعقيدة، ومهما شكك الأعداء أَو نشروا من الدعايات المغرضة فَـإنَّ ما رآه الجميعُ كافٍ لتوضيحِ الحقيقة.
ومن خلال ما قدّمه العرضُ من معدات وأسلحة نوعية كشف عن هدفٍ مُهِمٍّ حقّقته ثورة 21 سبتمبر، وهو تحرير العقل اليمني من القيود التي كانت تكبِّلُه وتمنعُه من التفكير والإبداع، وسمحت للشباب بتحقيق طموحاتهم والكشف عن قدراتهم في مختلف المجالات، ومن أهمها تشجيعُ الشباب على خَوض غمار صناعة وتطوير الأسلحة بمختلف أنواعها والتي كانت محظورةً على اليمنيين أَو على غيرهم من شعوب العالم الثالث.
وما رأيناه في العروض السابقة أَو في العرض الأخير من أسلحة مختلفة، بدايةً من الذخيرة المتنوعة ثم البنادق مُرورًا بمختلف الأسلحة المتوسطة، وُصُـولاً إلى الطائرات المسيَّرة المتنوعة في مهامها والصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى والبالستية والصواريخ البحرية، كُـلُّ تلك الأسلحة تؤكّـدُ أن العقلَ اليمنيَّ لديه قدراتٌ جبارةٌ وطموحٌ ليس له حدودٌ إذَا ما أُتيحت له الفرصة، وكانت السلطات السابقة تضعُ أمامَ هذا العقل موانعَ ومحذوراتٍ عديدةً تمنعُه من تحقيق أي إنجاز، وأيُّ مبدع يحاولُ أن يتمردَ على ذلك الوضع كان يوضعُ بين خيارَين: إما الخروج من البلاد أَو أن يُتهَّمَ بالجنون ويتحولَ إلى شخص يهيمُ على وجهه في الشوارع.
إنَّ ما تم إنجازُه قد تم بعقولٍ وأيادٍ يمنية اجتهدت واستفادت مِمَّا هو متاحٌ من علوم ثم حوَّلت ذلك إلى إنجازات على الأرض، واعتبرت دولُ الاستكبار ذلك تمرُّداً ومخالفةً للنظام الدولي الذي كان يهدفُ إلى منعِ الشعوب المستضعفة من دخولِ مضمار التصنيع العسكري حتى تستمرَّ سيطرتُها على الشعوب المستضعفة، وما قدمته اليمن من إنجازات في هذا المجال جعل تلك الدولَ تشعرُ بالقلق الكبير؛ لأَنَّ اليمن تمكّنت من الحُصُولِ على التقنية العسكرية إلى جانب امتلاكها قرارَ السلم والحرب الذي تستطيعُ استخدامُه عندما تستدعي الحاجةُ إلى ذلك.
وكلّ هذا بفضل ثورة 21 سبتمبر التي أطلقت العنانَ للعقول اليمنية لتحقيقِ طموحاتها، وإن شاء الله قريباً سوف نرى الإنجازاتِ الكبيرةَ في مختلف المجالات المدنية.