انفجارُ ثورة العصر..بقلم/ وردة محمد الرميمة

 

٢١ سبتمبر ثورة كسر القيود وصناعة الصمود، هي ثورة إسقاط الوصاية وتتويج اليمن بتاج السيادة والحرية ثورة انفجار كُـلّ المهارات العسكرية والصناعية والقتالية وأهم أسباب قيام هذه الثورة هو انحراف ثورة ١١ فبراير عن مسارها الصحيح بعد أن كادت تحقّق أهدافها لولا انضمام الخونة من حزب الإصلاح إلى صفوف الثوار.

عمل حزب “الإصلاح” آنذاك في الالتفاف عليها، حَيثُ كانت في بدايتها ثورة شعبيّة شبابية دفع فيها اليمن الكثير من أبنائه شهداء في سبيل إسقاط النظام الحاكم والجاثم على صدر الشعب لثلاث وثلاثين سنة في ظل ظروف معيشية صعبة للشعب الذي تنهب ثروات أرضه لصالح أسرة بينما بقية أبناء اليمن يعيشون تحت خط الفقر.

حينها وعلى خلاف مبتغى الشعب جاءت السعوديّة ومن خلفها أمريكا ببنود المبادرة الخليجية التي وأدت كُـلّ أهداف الثورة وتمثلت في تقسيم اليمن إلى أقاليم في تفكيك واضح للحمة اليمن ووحدته الأمر الذي سيجعل اليمن لقمة سائغة للمحتلّ، وبعدها بدأت الاغتيالات الممنهجة للقيادات الوطنية والعمليات الإرهابية والتي كانت القاعدة هي من تتبناها وباتت اليمن بؤرة للجريمة.

هذه الأحداث كانت هي الدافع الرئيسي للثورة الجديدة لتصحيح المسار بعد أن تنبه الشعب اليمني وعلى رأسهم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، للمخطّط القذر الذي يحاك لليمن والذي يهدف لإعادة اليمن إلى مربع الوصاية الخارجية وهو الأمر الذي يرفضه اليمنيون الذين من فورهم اتخذوا موقفهم الحاسم بالخروج إلى الساحات صباح ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ لمواصلة اعتصاماتهم السلمية رفضاً لبنود المبادرة الخليجية مطلبهم الأول يمن بلا وصاية ويمن يحكم نفسه بنفسه ولا يأخذ أمره من السعوديّة أَو أمريكا.

الثورة كانت هي الثورة الأسمى كونها لم تكن تحت مشيئة الخارج أَو ربيع عبري يهدف لاحتلال الشعوب وتمزيقها بل كانت إرادَة شعب يتطلع إلى دولة مدنية مبادئها تجميع أبناء الشعب لا تفرقهم وأهدافها التصالح والتسامح والشراكة بين جميع فئات الشعب وأحزابهم، وبناء جيش وطني واحد يعمل على حماية البلد من أي احتلال أَو أطماع خارجية تمس بكرامته كون اليمن من البلدان التي لها موقع استراتيجي هام وتملك مضيق باب المندب الذي يعتبر أهم موقع استراتيجي.

الثورة قد حقّقت أهدافها منذ اللحظة الأولى التي خرجت فيها أمريكا من اليمن كونها تيقنت من الوعي الذي أصبح يحمله اليمنيون، به استطاعوا إفشال مؤامرات التقسيم وإخراج اليمن من تحت الوصاية، وأن لم يكن سوى تحرّر البلد من الهيمنة والوصاية فهو شرف كبير لهذه الثورة، وهذا ما جعلهم يسارعون في العدوان على اليمن ظناً منهم أن القوة بإمْكَانها أن تُرضخ اليمن وشعبها لهم لكن اليمنيين أثبتوا أن كرامتهم وعزتهم أقوى من أمريكا ومن من تحالف معها.

الواقع الذي نعيشه اليوم وبعد ثماني سنوات من الحرب والحصار استطاع اليمن أن يكسر عنجهية أمريكا ومن يقف بصفها وبعد تلك العروض التي أرعبت إسرائيل ودول العدوان التي تورطت في حرب اليمن التي تملك جيشاً لا يهزم.

نستطيع أن نقول: إن هذه الثورة كانت مباركة من عند الله سبحانه وتعالى فكانت ثمارها معروفة لدى الجميع، كُـلّ هذا بفضل القيادة الحكيمة والوعي الذي اكتسبه أبناء هذا الوطن من المسيرة القرآنية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com