لماذا ثورة ٢١ سبتمبر ! بقلم/ نايف حيدان*
هل كنا بحاجة لأن نثور!
وهل حققنا ما ثرنا لأجله .. وهل الثورة مستمرة!
إن كان لأحد تساؤل أو كان هناك أحد يريد البحث عن أسباب ثورة ٢١ سبتمبر ولماذا كلّ سهام الحقد توجه نحوها فلا بدّ له أولاً أن يرجع بالتاريخ قليلاً إلى الوراء ويحاول فهم ما كان عليه الوضع قبل ثورة ٢١ سبتمبر حتى بأيام وليس بسنوات ..
ألم يكن المارينز الأمريكي مسيطراً على مساحة شاسعة من حي سعوان بالعاصمة صنعاء وكات يزداد بالتوسع شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً!
ألم تكن القاعدة نشطة وتتوسع بالسيطرة حتى إنها أعلنت عن تأسيس إمارة ( وقار ) في جعار أبين!
ألم يصل الجنود والضباط اليمنين إلى أن يخافوا أن يرتدوا البزة العسكرية وسط أمانة العاصمة خوفا من أن يستهدفوا من قبل القاعدة.!
ألم تكن الطائرات تتساقط على رؤوس الأبرياء بأحياء العاصمة وتختفي الصناديق السوداء الخاصة بها ولا يكشف أسباب السقوط ..
ألم تكن مخازن السلاح تحت إمرة الأمريكي يفحصها ويتلف ويضيف كما يشاء..!
ألم تكن اليمن حديقة خلفية للجارة السعودية تأتمر بأمرها وتسير على خطاها!
وتعجبات وتساؤلات كثيرة وكبيرة وخطيرة لا يتسع المجال هنا في هذا المقال لذكرها إلا أننا نستطيع القول إن ثورة ٢١ سبتمبر لم تأتِ من فراغ ولم تكن بطرة أو هفوة أو تشعوبة قات أو حالة نزق بل كانت ضرورة وطنية وخطوة هامة في طريق إنقاذ اليمن ومستقبل الشعب من سلاسل الهيمنة الخارجية وقيود السفراء ورضوخ واستسلام الحكام..
أجل فمن يدعي غير ذلك ويزيف الواقع المر والمخزي التي كانت تعيشه اليمن على مر عقود من الزمن، ضاع فيه مستقبل أجيال متعاقبة، فلهذا الدعي والمزيف أن يثبت لنا ولو بدليل واحد ويجيب على هذا السؤال: كم معركة خاضها الجيش اليمني ضد عدو خارجي للحفاظ على السيادة اليمنية؟!
وكم من مساحة اليمن قضمت تحت يافطة نجاح السياسات الخارجية للحاكم؟!
عندها سيعرف هو أن الثورة كان لا بدّ منها ولولاها ما تنفسنا هواء الحرية وطعمنا خيرات اليمن وعشنا بكرامة وعزة..
فالتوريث للحكم كان في طريقه وفي ظل نظام جمهوري وديمقراطي والفساد يزكم الأنوف وجيوش لخدمة الحاكم وللحروب الداخلية ولحماية الأراضي والتباب وجنود أمن لحماية المنازل وحدائق الهوامير والفيلات واقتصاد ينهار يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة حتى أن التحذيرات كانت تطلق بين الوقت والآخر بأن الدولة ستعجز عن صرف المرتبات..
*عضو مجلس الشورى